صفحة الكاتب : د . وارد نجم

أسرار الإنتاج المحلي بين المشاكل والحلول (4 - ٤)
د . وارد نجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 4- (خير) الحلول أوسطها

قد يكون الحل الوسطي ليس بالخير ، ولكنه قد يكون هو الحل الممكن ، فالحكومة بتقديرنا سوف لن تكون قادرة على مواجهة سياسة الاغراق الاستيرادي وفي الوقت لا تستطيع الوقوف مكتوفة الايدي امام تدهور قطاعات الانتاج المحلي وتزايد إعداد العاطلين ونقص الأموال الصعبة ، لذا من الممكن اعتماد حلا وسطيا بين الجهتين بحيث يبقى المستوردون على أعمالهم بعد تقليص حجم العملات الاجنبية المباعة بمزاد البنك وزيادة سعر الصرف عليهم ، ومن جهة استقطاع المخصص الباقي من العملات ودفع جزء منه الى قطاعات الانتاج المحلي بأسعار تفضيلية تسمح لهم باستيراد المواد الأولية بأسعار مخفضة واستخدام الجزء المتبقي في سياسات الدعم للمنتوج المحلي ، وبالتالي سيبقى كل من البناء الاقتصادي السابق والبناء الجديد يعملان وفق ما يسمى بالنظام الموازي ، ولشرح الموضوع ( وان كان مملا) نقول ان المناهج الاقتصادية الاساسية في العالم الحديث تتمحور حول اثنين هما المنهج الرأسمالي وفيه تكون الملكية العامة للشعب وواجب الدولة هو التنظيم ومصدر دخلها الضريبة والرسوم وجميع الدول المتقدمة تعتمد هذا المنهج وان كان بدرجات مختلفة ، اما الثاني فهو المنهج الشمولي الذي تكون الملكية العامة للدولة وملكيتها هي مصدر دخلها الأساسي والضريبة شي ثانوي ويحصل المواطن على رزقه من الدولة مباشرة او من نشاطها الاقتصادي وهناك الكثير من الدول الاشتراكية والدكتاتورية والدينية والملكية الاسرية تعتمد هذا المنهج وان كان بدرجات متفاوتة ايضا .

وعندما تواجه دولة ما مشكلة معقدة فإنها تقوم بتطوير المنهج المعتمد ، ونظم التطوير الأساسية في الفكر الاداري هي ثلاثة أولها نظام التطوير الاصلاحي وغالبا ما يتم استخدامه من قبل الدول لإصلاح الأخطاء البسيطة نوعا ما في بناءها التنظيمي او الاداري او الاقتصادي وهذا النظام غير ناجح في العراق  لسعة الخلل وسبق وان تم استخدامه على نطاق شامل عام 1974 وكانت النتائج فاشلة ، والنظام الثاني هو النظام الاستبدالي وفيه يتم تغيير المنهج الاقتصادي او اجراء تغييرات شاملة وغالبا ما يتم استخدام هذا النظام في التغيرات الدراماتيكية في الحكم مثل الثورات والانقلابات ، وقد استخدمته دول الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الماضي للتحول من المنهج الشمولي الى المنهج الرأسمالي وكان العراق يستطيع استخدامه عام 2003 ولكن الفرصة ذهبت ادراج الرياح ، اما النظام الثالث فهو النظام الموازي وهو يعتمد على انشاء بناء تنظيمي مع بقاء البناء الاصلي موجودا على افتراض ان البناء الجديد سيقلص البناء القديم او يحل محله ، ويستخدم هذا النظام عادة من قبل الدول الشمولية التي تريد التطوير الحقيقي من دون اجراء تغيير كبير في منهجها الاقتصادي ، ومن اكثر الدول نجاحا في استخدام هذا النظام الصين التي اعتمدته منذ عام 1992 من خلال المناطق الاقتصادية الجغرافية وكذلك الإمارات العربية وخصوصا إمارة دبي وهناك دول حققت نجاحا جيدا او بسيطا او فشلت في استخدامه مثل موريتانيا والسودان . والشيء الذي لم ينتبه له الكثيرون ان الدستور العراقي جاء مشجعا على استخدام هذا النظام من خلال اصراره على تكوين مجالس محافظات اضافة للحكومة الاتحادية ولكن التوجه المركزي وعدم الفهم منع استخدام هذا النظام .

والآن لدينا فرصة ذهبية من خلال وجود قانون تعديل قانون الاستثمار في مجلس النواب ، ويمكن تعديل هذا القانون بشكل سريع على ان يحتوى على ثلاثة مواد أساسية إضافية على الأقل هي :

- شمول قطاعات الانتاج المحلي للسلع والخدمات المسجلة في العراق بهذا القانون وبشكل ملزم بدلا من النص القديم الفضفاض .

- تخويل مجلس الوزراء صلاحية إقرار نظم تنشيط الاقتصاد العراقي وسياسات الحوافز والمنح والدعم التي يتم منحها لقطاعات الانتاج بما فيها تمليك الاراضي او الايجار القابل للتمليك وعدم العمل بأي نص قانوني مخالف .

- تحويل الهيأة الوطنية للاستثمار الى التمويل الذاتي او تحويلها الى شركة مختلطة وإقرار إجراءات إضافية تضمن قيامها بالواجب المطلوب .

وإذا حسنت النوايا فان هذا التعديل يمكن إقراره خلال شهر واحد ، وفي الوقت نفسه يستطيع مجلس الوزراء تحديد نظم الحوافز التي يتم إصدارها بقرار من المجلس على ان يعتمد على استشارة اصحاب المصلحة الحقيقية  مثل اتحاد الصناعات والجمعيات الفلاحية ونقابات العمال والنقابات المهنية والقطاع المختلط وليس على اتحادات التجارة ورجال الاعمال كما هو معمول به حاليا حيث ان أعضاءها تجار لا يخدمهم تطوير الانتاج المحلي , ان توفير الغطاء القانوني والمالي لدعم قطاعات الانتاج المحلي يمكن ان يتم خلال شهرين على الأكثر ، وان نتائجه ستكون واضحة قبل نهاية السنة مع بقاء المستوردين ومزاد العملة على عملهم ، ولكن كما قلنا اذا حسنت النوايا ، اما اذا لم تحسن فلا بد من تدخل المرجعية الدينية العليا سواء بتطبيق الحلول الجذرية او الوسطية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

د . وارد نجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/29



كتابة تعليق لموضوع : أسرار الإنتاج المحلي بين المشاكل والحلول (4 - ٤)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : سالم مشكور
صفحة الكاتب :
  سالم مشكور


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net