صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

مرجع العاطفة وعاطفة المرجع
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تشهد الساحة الشيعية تعدد في المراجع مثل ما شهدته بعد وفاة السيد الخوئي قدس سره ، ومن المؤكد الطريق الصحيح للوصول الى هذه المرتبة معروف ونهايته مرجع واحد باتفاق الكل ، وهذا الطريق لا يقبل التعددية في راس هرم المرجعية، الحوزة العلمية في أي بلد كان ابوابها مفتوحة لمن يروم العلم ومن أية قومية كانت والمثابرة والاجتهاد اضافة الى السيرة الحسنة والمولد الطاهر هي من تمنح الامتياز لمن يتصف بها ويستطيع ان يكمل مسيرته الدراسية .
البعض يحاول ان يتخذ طرق اخرى للوصول الى مرتبة المرجع وطالما لا يوجد قانون وضعي يحاسب من يدعي المرجعية ( الا القانون الالهي) فلهذا يكون المنتحلون لصفة المرجعية كثر وسهولة الانتحال.
القاسم المشترك بين المدعين بالمرجعية هي استغلال عواطف الناس والتاثير عليهم من خلالها ، عواطف الناس تكون ظاهرة وليست خفية لهذا من تسول له نفسه بان يصبح مرجع يستطيع هو ومن يساعده من الاجندة الخبيثة التي لها مارب في صدع الصف الشيعي من خلال تمويله بالمال والترويج اعلاميا له يستطيع ان يستغل هذه العاطفة ليصبح مرجع.
البعض من الناس مثلا يتحدث لماذا لا يمنح المرجع الخمس للفقراء؟، فقط يستلم الحقوق ويصرفها على نفسه واقربائه ، فياتي شخص مدعوم يقوم بتوزيع الاموال على شريحة معينة ومن غير تحديد ليقول لهم هذه حقوق الخمس هي حقكم ، وهنا يتلاعب بعواطف من يسالون عن الخمس فيميلون له، وهناك من يتحدث لماذا لا تصدر فتوى من المرجع بمحاربة الوهابية مع اقل ازمة تحدث؟ فيظهر شخص ومن خلال هذه العاطفة ليؤسس مليشيا ويفتي لهم بالجهاد فيلتحق به من يهوى ذلك ، واخر يتحدث عن قومية المرجع لماذا فارسي وليس عراقي او لماذا افغاني وليس عربي وهكذا فيظهر شخص يدعي المرجعية بعد ما يصدر بياناته بانه عربي ويؤمن بعروبة المرجعية ، واخر يقول لماذا لا يظهر المرجع من على وسائل الاعلام ويناظر الاخرين من العلماء ؟ فيظهر شخص ويخصص له فضائية ويعقد اللقاءات والندوات ويتحدى بالمناظرة من يدعي الاعلمية فيميل له من يتعاطف مع هذا المطلب .
اما المرجع الحقيقي فانه يجمع كل هذه العواطف ويجعلها طوع عقله وبصيرته وايمانه ، لا ان يجعل ايمانه طوع هوى الناس، وفي الوقت ذاته لا يستغل الاعلام ليعرض انجازاتهن طبعا هذا بعد مسيرة حافلة بالتحصيل العلمي لعلوم الدراسة الحوزوية وختامها البحث الخارج .
ما يقال عن الخمس فان المكلف يستطيع دفعه الى مستحقيه وبتقسيمه الشرعي وحسب قناعته وفي الوقت ذاته فلو امتنع عن دفع الخمس سوف لا يقاضيه المرجع، والمناظرات مع الاخرين فيكفي رسالته التي فيها الاحكام الشرعية مع الاحكام المستجدة لتثبت صحة ما يؤمن به ،وفي نفس الوقت ليس من الصحيح ان يدخل المرجع الحقيقي بمهاترات مع من هب ودب لان ذلك ينقص من مكانته، واما الجهاد فطالما انه لا يكون بشكل سري كالتصدق على الاخرين فانه جاء بشكل علني واحدث هزة ارضية تحت اقدام داعش ومن مهد لهم من حكام دول الاستكبار واقزامهم العملاء من الاعراب وغير الاعراب ، فانقلبت الطاولة على رؤوسهم .
هذا المرجع الذي نريد ، لا نريد مرجع وقتي يظهر مع اهزوجة المتطفلين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/22



كتابة تعليق لموضوع : مرجع العاطفة وعاطفة المرجع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net