صفحة الكاتب : علي علي

كلام في المؤتمر العشائري الأخير..
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  الأنبار... هذه الرقعة الجغرافية التي أثبتها التاريخ في صفحات ذاكرتنا، بل نقشها بأحرف لاتمحوها السنون، إذ لأغلبنا فيها ذكريات جميلة في مدنها وقراها وباديتها بهضابها وصحاريها، كما لاغنى لنا عن أهلها الحاملين كل الصفات الحميدة والخصال الأصيلة، فالشهامة والمراجل يتحلى بها صبيانهم قبل رجالهم وشيوخهم، أما الضيافة والكرم وطيب نفوسهم فهي الأخرى تشهد لها مضايفهم العامرة مدار السنة، مشتى ومربعا.. وفي أحوال العسر واليسر، ويطول بي الحديث إن أردت إحصاء باقي طبائعهم وصفاتهم الرائعة.
  الحديث حتى اللحظة حديث عن أهلنا وأخواننا بل هو حديث عن "أنفسنا" وهو وصف وليس مدحا، فأهل الأنبار أغنياء عن المدح، وحاشاهم من القدح الذي يقذفهم به البعض، من الذين يذهبون بالرأي والظن أن أهل الأنبار يضدون العملية السياسية في عراق مابعد 2003... فأهلها الطيبون لايؤخذون بجريرة بعض عازفي النشاز على أوتار الطائفية والعرقية والمناطقية، وأقصد بهم النابحين على المنصات.. والناهقين في أبواق بعض القنوات الفضائية.. والناعقين من على منابر حاشا منزلتها الدينية أن يرتقي سلالمها أشباه رجال بنفوس مريضة، كالذين صالوا وجالوا في السنتين الأخيرتين دون اعتبار لقدسية المنبر، فراحوا يشحنون البغضاء والكراهية بين أبناء البلد الواحد.. بل والمحافظة الواحدة من أبناء الدين الواحد، فهم أضداد الوحدة والوحدانية، وعبدة الفرقة والتفرد حيث تقتضي مصالحهم الدنيوية ومآربهم النفعية، او حيث يلبون أوامر أسيادهم القابعين في الحجاز وتركيا وقطر، وآخرين من أحفاد المقبور صدام وبقايا قطعانه التائهة في ليالي عمّان الحمراء والزرقاء والصفراء، حيث محلات اشتغالاتهم وتخطيطاتهم وتمويلهم وتعبئتهم الأفراد والسبل والوسائل، على أمل استرداد حكمهم في امتصاص دماء العراق والعراقيين.
  أمس الأول دعا مؤتمر عشائري عقد في الأنبار أبناء العراق في المحافظات كافة، للمشاركة بمعركة وطنية ضد تنظيم داعش، هي دعوة لباها كل العراقيين قبل استغاثة أحد من أخوانهم في الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى، وقد توّجت دعوة المرجعية الرشيدة في إعلان الجهاد الكفائي همة الرجال في جميع محافظات العراق، لاسيما محافظات الوسط والجنوب، فهبوا زرافات.. زرافات يتسابقون الى مراكز التطوع لطرد الغول القادم من ظلمات الزمن، وتحرير الأرض والعرض والضرع والزرع والماء والهواء، من دنس أولئك الأشرار، ولم يخطر ببال أحد من الرجال شيء من ترهات أصحاب المنصات التي كانت تزعق سبابا وقذفا بحقهم، من أرض محافظة الأنبار، بل تحلوا بخلق أكبر كثيرا من تصرفات صبية منحرفين أمثال علي حاتم السليمان والدايني والعيساوي والعلواني... وغيرهم ممن ثبّت الدهر أسماءهم في سجلات الخزي والعار.
    إن في دعوة المؤتمر المذكور طلبا، لم يكن العراقيون ينتظرون من شيخ او رجل دين او سياسي النطق به كي يلبونه، ذلك هو المؤتمر العشائري الذي أقيم في مبنى مجلس المحافظة أمس الأول، والذي دعي فيه جميع أبناء العراق من جميع المكونات في المحافظات كافة، إلى الوقوف جنبا الى جنب مع القوات الأمنية في معركتها ضد تنظيم داعش.
  فاطمئنوا ياأهل الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى.. الأصلاء الطيبين، فما قاله وفعله بعض من صبيانكم و "شيوخكم المتصابين" لن يكون مقياسا تؤاخذون عليه, و "لاتزر وازرة وزر أخرى".

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/20



كتابة تعليق لموضوع : كلام في المؤتمر العشائري الأخير..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net