صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمّة لا أقرأ!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أمّةٌ وُلِد فيها سيّد الكائنات وحبيب رب الأكوان أجمعين , يرفع مشاعل "إقرأ" , فأخرجها من الظلمات إلى النور.

وفي يوم ميلاده الكريم , تجدها أمة لا تقرأ , ولا تعمل بمعاني رسالته الرحيمة الهادية للطريق الصالح المبين , المنوّر بالرحمة والمحبة والرأفة , والعطف الإنساني المطلق على كل مخلوق فوق التراب.

أمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين , تتحول مجتمعاتها إلى جمرات إنفعالية عاطفية عمياء تتصادم وتتقادح لتستحيل رمادا , وهباءّ منثورا.

هذه الأمة لا تملك إلا الأقوال والمديح , وترديد ذات الكلمات , وما تعلمت كيف تعمل بدينها السليم , وإنما حشرت الأفكار والتهيؤات والتكهنات في جوهر الدين , حتى أصبح المسلمون لا يعرفون من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا إسمه , فأعمالهم تذبح الدين على مقصلة التلاحي والجهل بالدين.

كانت الأمة تتناطح بكل ما فيها من مسميات وتوصيفات , وتتبع الأهواء وتعمه في الضلال , وقد عادت إلى دون ما كانت عليه , قبل أن تتنور قلوب أجيالها بأنوار السماء.

وهكذا ترانا نسمع أقوالا عن سيرتك المعطرة , وأعمالك السامية , وما نجد فعلا من حولنا يشير إلى أننا نعرف ديننا.

يا رسول الله , المسلم يقتل المسلم بدم بارد , ويكفّره وينتهك حرماته ويُهجّره ويخطفه ويمتهنه ويعاديه , وفقا لأفكار الغلو والتطرف والعدوان.

يا رسول الله , النفس الأمّارة بالسوء أصبَحت دينا , وقوة فاعلة في حياة الناس ومقررة لمصيرهم , حتى هجر الناس مواطن الدين , وتشردوا في أصقاع الآخرين , الذين يرحمونهم ويحمونهم من مخالب أفكار الدين , التي تسعى لإفتراسهم ومحق وجودهم بذرائع البهتان والدجل والضلال.

يا رسول الله , نعيش زمنا بلا رحمة ولا إنسانية , ولا تكافل وتوادد , وإنما رايات الدين تُرفع للعدوان على الدين , والمسلمون ينهالون على وجودهم بطاقات إنتحارية تدميرية لا يجرؤ عليها ألدّ أعدائهم.

يا رسول الله , قلتَ أباكم واحد , وربكم واحد وكتابكم واحد ونبيكم واحد , لكننا نحسب الواحد وفقا لإنحرافات مَداركنا , حتى أصبح لكل منا "واحد" , ومَضينا نتواكل ولا نتوكل , ونتقاتل ولا نعتصم بحبل الله ورسوله وكتابه.

يا رسول الله , أضحت خطبنا نواحا وبكاءً , وإسلامنا دموعا وسفك دماء , حتى ضج منا الحجر , وأنكرتنا أقوام عصرنا , وحسبتنا من الموجودات المرفوضة المبغوضة , التي تثير التوجسات والشكوك , فما جئنا بعمل صالح , وتمادينا بنشر ما هو طالح , ولا مِن غيرة على الأمة والدين , وما عندنا إلا قول التظلم والتشكي والفعل المهين!!

يا رسول الله , غاب التُقى , وصار الفساد هو الهدى , والعدوان مذهب ودين , والإسلام القويم على رفوف الراحلين , فهل بقي عندنا دين؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/07



كتابة تعليق لموضوع : أمّة لا أقرأ!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net