فاعل خير..!
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    "فاعل خير" عبارة لطالما سمعناها تتردد في محطات حياتنا، ولطالما كان المعني بها شخصا او أشخاصا مجهولين، وقد يكون من باب الإيثار او نكران الذات أن يبِرَّ المرء في عمل دون الإشارة الى فضله فيه. كما إن الحكم في انعدام أشخاص مثل هؤلاء في زمننا هذا، قد يكون تشاؤما او يأسا، إذ قلما نجد شخصا يمتاز بخصلة مثل هذه.. وما ذكرني بالإيثار ونكران الذات وبـ "فاعل الخير" هو مضمون المذكرة التي رفعها الدكتور مهدي الحافظ، عضو مجلس النواب، شارحا فيها مارآه في دهاليز المجلس، إبان توليه منصب رئاسة المجلس كونه الأكبر سنا، ريثما يتم انتخاب رئيس له. كانت المذكرة مؤرخة في 3 / 12/ 2014 وموجهة الى رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، وقد كانت من الأهمية أنها المذكرة الثانية، فالأولى كما قال الحافظ: 

"في مذكرة سابقة بتاريخ 14/ 11/ 2014 حذرت من بعض مظاهر الضعف في البناء التنظيمي ومسارات العمل في مجلس النواب. ودعوت الى اجراء الاصلاح اللازم لهذه الحالة الغريبة التي تركت آثارا سلبية على سمعة مجلس النواب وشعبيته في البلاد".

  جزى الله الحافظ خير جزاء.. فقد كان يريد إرشاد المعنيين الى مكامن الخلل، ونقاط الضعف في مجلس النواب، كما أنه لوح صراحة لمواضع الجراح النازفة التي مني بها الجسد العراقي، متأملا بذلك وضع رئيس المجلس الجديد إصبع الشفاء عليه، ليسهم في اندماله واندمال باقي الجراح التي بات العراق مثقلا بها.

 وباختصار شديد.. وشديد جدا..! نوه الحافظ الى أن؛

- هنالك 14,800 منتسب للحمايات من جميع الدورات وهي تتولى أمن أعضاء مجلس النواب، وتبلغ كلفتهم 52% من مجموع موازنة مجلس النواب، اي حوالي 156 مليار دينار من أصل 315 مليار دينار الذي يشكل مجموع الموازنة المالية لعام 2014.

- هنالك (550) سيارة تابعة للمجلس وموزعة بطريقة غير مفهومة. يجدر ان تخفض التكاليف في هذا المجال وتوفير المال للفعاليات المجدية للمجلس، لاسيما ان تكاليف تشغيل السيارات هذه تتجاوز ملياري دينار سنويا.

- هنالك حاجة ملحة لإعادة النظر بسياسية "الايفادات". فإن مخصصات الموفد من اعضاء مجلس النواب تبلغ (600) دولار يوميا خارج العراق و (150) دولارا داخل العراق، اضافة الى قيام المجلس بتغطية نفقات الفندق واجور النقل.

- من المهم ان يعاد النظر بالنظام الداخلي لمجلس النواب، بحيث يكون ذا طابع عصري حقا، ومتجاوبا مع الحاجات الضرورية لعمل الاعضاء. وتتوفر مطالب واقتراحات كثيرة في هذا الصدد.

- ينبغي ان تعدل قواعد التوظيف في مجلس النواب، وكذلك تحديد مهمات العاملين فيه. وارى ان يجري التقليص -الان- بنسبة 50% من عددهم الكلي. وهذا التعديل سوف لن يمس متطلبات امن الاعضاء ويوفر الفرصة اللازمة لحمايتهم بطريقة معقولة.

   ماسبق من عرض للـ (بلاوي) كان بعضا من كل..! وقد نطق به شخص من كل..! وهو يتناول جانبا من كل..! وإذا كانت هذه السلبيات والفضائح، قد لمسها الحافظ وهو لم يتربع على عرش مجلس النواب غير شهر واحد؛ فكم ياترى المخفي والمستور والـ (مضموم جوه العبا)؟ ومتى يبدأ مجلس النواب بعلاج بعض السلبيات، وهم يعلمون أن المواطن يرضى بالقليل القليل مما تجود به أكفهم؟ وماهو إلا من صلب واجبهم..

 

aliali6212g@gmail.com

الموضوع السابق التعاون الثلاثي ... الطريق لمستقبل المنطقة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat