صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

لا تفعلوا"العيب" ؟!
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المؤشرات الهامة والتي تدل على رقي الشعوب ونهضتها ، تمتعها بقسط وافر من الحرية والديمقراطية في أوطانها ، ولأننا من ضمن تلك الشعوب التي تحيى فوق هذه المعمورة ولسنا بالكائنات الغربية القادمة من الفضاء الخارجي أو بمعزل عن تلك القواعد التى تحبوا وتناضل وتضحي من أجل تحقيقها جاء في المادة رقم (19) من القانون الأساسي الفلسطيني  حرفياً : أن لا مساس بحرية الرأي، ولكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غير ذلك من وسائل التعبير أو الفن مع مراعاة أحكام القانون.

وكذلك ورد نصياً في البند الثالث من المادة رقم (27) بأنه تحظر الرقابة على وسائل الإعلام، ولا يجوز إنذارها أو وقفها أو مصادرتها أو إلغاؤها أو فرض قيود عليها إلا وفقاً للقانون وبموجب حكم قضائي.

وبعد هذا الاستهلال الذي كان ضروريا للتذكير بأننا بلداً يستظل شعبه بدستور قد وضعه أكفاء من رجالات ومفكرين هذا الوطن لحماية الوطن والمواطن من خلال تحديد الواجبات والحقوق لكل فرد ، ومع التصاعد الحالي للاتجاهات الديمقراطية في المنطقة العربية والتي وفرت قسط مقبول لحرية النقد والملاحقة القضائية ، لأي جهة أو مسئول ومهما كان مركزه أو دائرة سلطانه ، وجب التذكير أيضا بأن النقد له أصوله وأعرافه وقوانينه ولا يجب بأي حال من الأحوال استخدام النقد لتحقيق أهداف شخصية مستخدمين في ذلك كل الأساليب والأقوال الخارجة من قائمة الذم والقدح للشخصيات والمؤسسات الوطنية ولا حتى للأفراد !

فالديمقراطية والحرية ليست عناوين بل هي فكر ونهج غايته الأولى أو هكذا نتصور تحقيق هدف سامي يخدم المجموع والمؤسسة الوطنية بعيداً عن السعي لتحقيق أهداف حزبية أو خدمة لتيارات محددة وأجندات خارجية ...

فمن الأمور الصحية والتي يجب ان نفخر بها ان نجد إعلامنا قادراً على نقد الرئيس والوزراء والمدار وجميع أركان السلطة ونهجها ، ولكن حين يخرج الأمر عن النقد البناء ويتحول الى "ردح" وقدح وذم فأن الأمر يصبح أشبه "بطوشة عرب" ويدخل تحت بند "قلة الحياء" !

فإذا كانت واحة الحرية والديمقراطية في بلادنا لها أبواب ومفاتيح يمتلكها من يشاء ويصول ويجول بفكره في ربوعها وحدائقها ، فلا يجب ان نقطف ورودها ونرميها أرضاً أو ندوس حشائشها ونقول أننا أحرار !

فالديمقراطية لا تعني الخروج عن النص بل التدقيق فيه وتقديم المقترحات والحلول ، والحرية أيضا لا تعني التحريض على شخص الرئيس ووزراء السلطة بل المساهمة في البناء من خلال النقد الموضوعي والعودة للمؤسسات الشرعية عند الاختلاف للحفاظ على الوحدة بدلاً من الردح الدائم من خلال الإذاعات المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والتحريض على هذا وذاك !

لا نريد أن يأتي اليوم الذي يطبق فيه مقولة "السادات" رحمه الله ،وهو يتباهى بأن ديمقراطيته لها أنياب و«أظافر» تستطيع أن تفرم المعارضين بـ«القانون» وتؤدبهم وتقطع ألسنتهم !

لقد عشنا ومازال الحلم نابض فينا لتاريخه ، أن نحيا بوطنً حر شكلا وموضوعا وقبل هذا نريد فكراً سوي خلاق بعيد عن لغة الشتائم التي تنافي قيمنا وأعرافنا ومن قبلها الشرائع السماوية فلغة الخطابة التى ناد بها الإسلام «وقولوا للناس حسنى» والقرآن خاطب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، وقال له «وإنك لعلى خلق عظيم».

لا نريد وهذه الفوضى الإعلامية مستمرة ولغة التراشق الهزيلة والمبتذلة بين الأطراف أن يستحدث لنا أولى الأمر قانون "العيب" ،، فالعيب فينا ان فهمنا أن الديمقراطية هي التطاول على الرموز الوطنية ، والعيب فينا ان نسينا أننا أمة واحدة ، يجب ان تكون بوصلتها تجاه القدس والسعي الدائم لنيل الحرية من الاحتلال .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/09



كتابة تعليق لموضوع : لا تفعلوا"العيب" ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net