صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الطائفية والفساد!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عاملان جوهريان في تحطيم الأوطان وتمزيق المجتمعات , وتحويلها إلى مستنقعات تتوطنها الآفات وتتعفن فيها الموجودات , وبتفاعلهما تفقد البلدان قيمتها ودورها وتدخل في أنفاق مظلمة ,  تتكاثر فيها الكواسر ووحوش الويلات.

هذان العاملان لا تتهاون بهما المجتمعات المعاصرة , ودرجة تحملها لهما تساوي صفرا , ومَن يجرؤ على العمل أو التصريح بهما يواجه عواقب قانونية وأخلاقية ويرفضه المجتمع بقوة ويزدريه.

فالتجارب البشرية السابقة , علّمت الناس أن الفساد والطائفية طاقات تدميرية وإفنائية فتاكة لا يمكنها أن تستكين إذا إنطلقت من عقالها.

وفي بلدان تولتها حكومات عقيدتها الفساد والطائفية , تجني مجتمعاتها المرارات والويلات المتفاقمة ذات التداعيات المأساوية المروعة , وبخسائر حضارية وإنسانية باهضة.

فالحكومات الطائفية الفاسدة أساس البلاءات الوطنية والتواجدات المتطرفة والتفاعلات الدامية , لأنها أغفلت الوطن والإنسان وإستحوذت على الثروات , وتنعمت بالمحسوبية والثراء الفاحش على حساب الملايين من المسحوقين والمقهورين بالحرمان والخوف والترويع.

ولا يمكن لأية قوة في الأرض أن تصلح أحوال المجتمع إذا إستشرى فيه الفساد وتسيّدت الطائفية والتبعية , وعليه فأن أية قوة مهما كانت حليفة لا يمكنها أن تنزلق في مستنقع طائفي فاسد.

وعلى المجتمعات الهادفة لحياة أفضل أن تراجع نفسها , وتتحرر من ربقة الطائفية وأصفاد الفساد والتبعية ,  وتتعامل بروح وطنية وقدرات معاصرة ذات تأثيرات مستقبلية إيجابية.

وعندما تكون البلدان ثرية وفاسدة وطائفية , فأن العلة ستكون وخيمة والمعضلة شديدة لوجود ما يمول السلوك الطائفي الفاسد ويعزز الخراب والدمار , لأن الثروات ستستخدم لتوفير ما يساهم في سبادة الفساد والطائفية.

والغريب في سلوك الفساد والطائفية أنه ينطلق من قواعد أخلاقية سامية , فالفاسد الطائفي لا يحسب نفسه كذلك , وإنما يستحضر ما يبرر سلوكه ويكرره , حتى ليصل عند البعض منهم إلى طقوس عبادة , وآليات تقرب إلى ربّ الطائفي الفاسد.

فطاقات الطائفية والفساد متآصرة ومتوالدة وذات تدفقات سلبية في جميع الإتجهات , لأنهما يتدرعان بما يكفل لهما الحياة , ويتذرعان بما يناقض سلوكهما .

تلك حقيقة المعاشرة والزيجة الطائفية الفاسدة , وما تلده من موجودات مدمرة للذات والموضوع  , ومؤهلة لمزيد من الضياع والخراب والخسران.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/01



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية والفساد!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net