صفحة الكاتب : واثق الجابري

حتى الرياضة نخرها الفساد؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دول العالم، حكومات وأفراد، لم يتركوا سبيلاً إلاّ وخاضوا غماره؛ لأجل التعبير عن التقدم ورقي الحضارة، وبحثاً عن المردودات المادية، وسمعة الدولة بين الشعوب.
كرة القدم من أكثر الألعاب لها متابعين ومشاهير، وفريق أو شخص يستطيع أن يرفع راية بلده في المحافل الدولية.
بعض الدول عُرفت بمشاهيرها، أو نسأل الى أي الشعوب ينتمون، نعرف ماردونا وميسي من الأرجنتين، وبليه وسقراط وزيكو من البرازيل، ورونالدو من البرتغال، وبلاتني فرنسي وزين الدين زيدان جزائري الأصل، هؤولاء وغيرهم صنعوا أمجاد لبلدانهم، وربحت منهم الدول والأندية مليارات الدولارات، تفوق إنتاجنا الصناعي والزراعي وحتى صادراتنا النفطية؟!
كرة القدم لم تكن سوى لعبة مربحة أو تسلية تعبر عن رفاهية، بل أصبحت هيبة الدول مرهونة بها، ولا يعني أن الدول الأكثر تقدماً تملك أفضل الفرق؛ لكنها دخلت عالم السياسة والمال، فقد أنسحب العراق من دورة الخليج عندما أساء علاقاته، وكادت القطيعة الدبلوماسية تحدث، بين الجزائر ومصر بسبب مباراة.
الأرباح التي تجنيها الدول والأندية، جعلت لها إهتمام خاص، وتعاقدت بمليارات مع لاعبين ومدربين، حتى شركات الإعلان تدفع أرقام خيالية للاعبين، وبالطبع هؤولاء اللاعبون، يقومون بمشاريع خيرية ويتبرعون ويدعموا شرائح واسعة ومشاريع إنسانية، لأنهم يشعرون أينما ذهبوا أنهم يمثلون دولة ويحملون علمها، ولها الفضل عليهم.
في العراق كل شيء لدينا فيه مشكلة، ناتجة من سوء توزيع الثروات والعدالة الإجتماعية، والتفاوت الطبقي الكبير، الذي بدأ يتسع بعد 2003م، فننتقد الرئاسات والوزراء والبرلمانين والدرجات الخاصة، كون رواتبهم عالية، وسفراتهم وإيفاداتهم تأخذ من خزينة الدولة، وبالنتيجة من حقك وحقي، وحق عراقي لايجد مأوى في برد الشتاء وحرارة الصيف، وهذه المخصصات لا تتناسب من معدلات دخل الفرد. مثلما زادت الوظائف المترهلة، ظهر لدينا كم كبير من الأندية الرياضية، تستقطب لاعبين أجانب وعراقيين بمئات الملايين؟! حتى وأن كان النادي من الدرجة الثانية؟! وصار لك وزارة ومديرية فريق تصرف له مليارات، يمكن أن تسد رمق مئات آلاف يعيشون على القمامة، وبالطبع يقف وراء ذلك مافيات كبيرة تتقاسم الأموال والسفرات والإيفادات؟!
عقود بعض اللاعبين في الأندية العراقية وصل الى 750 مليون دينار، ناهيك عن الراتب والمخصصات والسفرات؟! ما يعني شهرياً قد يلعب ثلاثة مباريات بمبلغ الى65 مليون؟! وقد يقول قائل: هذا النادي حصل على درع الدوري؟! أقول وأي مواطن اليوم يتابع الأندية العراقية؟! ثم ماذا نكسب إذا فاز هذا النادي أو ذاك، ونحن لا نشعر بالأمان والعيش الكريم؟! ثم هل فرقنا بذلك المستوى من الإنجازات؟! وهل نعلم أن إدارات الأندية تحكمها مافيات لها علاقة وثيقة مع الكبار، وترتفع تخصيصاتها كلما كانت للوزراة تخصيصات عالية؟!
العراق لحد الآن في ترتيب متأخر عالمياً وعربياً وخليجياً، ولم يعو النادي الفلاني او اللاعب بالفائدة الى بلده، كحال السياسين تزيد أمواله ويستثمرها في الحارج وينسى ناسه؟!
الرياضة كبقية مفاصل الدولة، نخرها الفساد والترهل، وحتى الجلوس على مصطبات الإحتياط أصبح له ثمن، والدليل أن فرق كنا نفوز عليها بثمانية أهداف، خدمنا الحظ وخرجنا بالتعادل، وأما الأندية العالمية فهي تعتمد على التمويل الذاتي والأسهم والشركات العالمية والإعلانات، تُعطي ولا تأخذ من الدولة، وليست شركة ربحية على حساب سمعة بلد؟! وتناسوا أن كرة القدم كان لها دور كبير في توحيد دقات قلوب العراقيين الجريحة؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/21



كتابة تعليق لموضوع : حتى الرياضة نخرها الفساد؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net