صفحة الكاتب : علي علي

صالح غير صالح..!
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

         يبدو أن نظرية النسبة والتناسب لاتنطبق على جميع الحالات التي تصادفنا، فقد يظن البعض أن قليل المال يطمح الى مزاولة أي عمل من أجل الحصول على المال، بل أن بعضهم قد يسعى الى الطرق الملتوية والمحرمة والمعابة للحصول عليه. وكذلك العكس.. فإن كثير المال من المفترض أن يزهد بالمال لاسيما الذي يأتي بذات الطرق الملتوية والمحرمة والمعابة. لكن الذي يضمره رئيس لجنة النازحين "صالح المطلك" ومابدر منه من تصرف وسلوك قلب موازين هذه النظرية رأسا على عقب، فالرجل (بلا حسد) لديه من الأموال مايغنيه عن مزاولة الأعمال المشينة، او الولوج بصفقات مشبوهة مشوبة بالريبة والشكوك، إلا أنه رغم كل هذا سال لعابه ومد لسانه لـ (يلطع) ماليس له من مال، بل هو مؤتمَن عليه لإيصاله الى مغدورين دار عليهم الزمن وجار عليهم أراذل الرجال أمثال محافظ الموصل، والقادة الخونة و "أحفاد أبو رغال" من بعض العشائر العراقية. وبالعودة الى تاريخ هذا الرجل ومعرفته عن كثب، يكون حريا به أن يتصف بالحصافة والكياسة والأمانة، ولاسيما الأخيرة فهي من أولى الخصال وأهمها في تاريخ أي منا.
  ولمعرفة مبسطة عنه فقد ولد هذا الرجل -صالح المطلك- في الأول من شهر تموز عام 1947 في قضاء الفلوجة، أي أن عمره اليوم يبلغ سبعة وستين عاما بالتمام والكمال، لكن..! في حقيقة الأمر أن التمام في شخصيته تنقصه الحصافة والكياسة والأمانة آنفة الذكر وغيرها الكثير، كما أن الكمال يبعد عنه بعد زحل عن "جسر السنك". ولو عدنا إلى اسمه فهو اسم على غير مسمى، إذ هو "صالح" غير صالح، ويبعد عنه الصلاح مسافة مئات السنين الضوئية.
   بعد العاشر من حزيران الماضي، تشردت آلاف العوائل في محافظة الموصل، بعد أن قتل منهم الكثير واحتجز الكثير وهاجر الكثير، ولم يبق إلا القليل تحت نير عصابة تترية همجية لاتنتمي لأية حضارة او دين او مذهب، او حتى لصنف من أصناف الحيوانات، وغصت حينها بطون الوديان وسفوح الجبال وهضاب نينوى وسهلها وتلالها، بالأطفال والنساء وكبار السن بلا مأوى ومؤونة ومال ودواء، ومن دون وسيلة تقيها حر الصيف وقرّ الشتاء. كان ذلك -ومازال- واقعا وليس كابوسا، حقيقة وليس "سالفة" من سوالف القصخون، ولا مشهدا من مشاهد الرعب في أفلام أجاثا كرستي او ألفريد هتشكوك. فالمشردون على أرض العراق كلهم أهلنا و "عمامنا"  و "خوالنا". ولو تجاوزت الحديث عن أسباب هذا المآل او مسبباته او نتائجه في مقامي هذا، فلا يمكن لأي "شريف" أن يتجاوز أو يغض النظر عن إبداء إية مساعدة بإمكانه تقديمها إلى هؤلاء، وقطعا أول من تتكلف بمسؤولية كهذه هي الدولة، فشكلت على الفور لجنة إغاثة النازحين بغية إسعاف من بقي منهم على قيد الحياة, ومده بما يعينه على مشاق الحياة التي يعيش مأساتها مدنيون أبرياء في العراء. وقطعا لجنة كهذه ستوكل إليها ملايين الدولارات مادية او عينية او تجهيزات على كافة أنواعها وأصنافها، ولكن شاء قدر العراقيين، أن يكون رئيس هذه اللجنة الإنسان "غير الصالح" الذي أبى إلا أن يأكل الحرام وبنهم شديد، وكأنه "يطلگ" من شدة ولعه بالسحت وهوسه بأموال المنكوبين من أهالينا. فهل ينال هذا الرجل جزاءه بعد أن ثبتت عليه تهم الفساد في ملف النازحين؟ وهل ستأخذ الذين سيقف أمامهم هذا السارق للمحاسبة الرأفة والعطف والتسامح؟
aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/18



كتابة تعليق لموضوع : صالح غير صالح..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net