صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

دقت ساعة الحساب في كشف ملفات الفساد في حكومة المالكي
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتشر الفساد المالي والاداري في العراق الجديد , كانتشار الطاعون , وزاد اكثر حجماً وخطورة ووباءاً , خلال حكومة المالكي , التي انحرفت عن جادة الصواب , واصبحت ارضية خصبة ودافئة , لاحتضان الفساد والفاسدين , وتضخم الوباء وكبرت احجامه السرطانية الخبيثة , واحتل كل زاوية من مرافق الدولة , لانه وجد الرعاية والحماية القانونية والقضائية والامنية . من قمة هرم من  القيادة السياسية والتنفيذية . وغض الطرف عن عمليات تهريب الاموال المنهوبة الى خارج البلاد , مما تسببت في  اضرار فادحة في الاقتصاد العراقي , وادت الى تعطيل البنى التحتية للبلاد , وكانت عواقبها ونتائجها  , تمثلت في قلة توفير الخدمات العامة  , وساهمت بشكل بارز في اعاقة تطور الحياة المعيشية , وانتشال الفقراء من فقرهم وعوزهم , وصار الفساد المالي والاداري المحرك الاول والاساسي في نشاط الحكومة , وفي رسم نهج تعاملها اليومي مع المواطنين . وساهم الى حد كبير في تصدع الدولة وتهشمها , كالزجاج المكسور , وتمثل هذا الطاغوت الجهنمي , في انهيار الوضع الامني والسياسي , وانتشار الارهاب والجريمة , وبات المواطن الفقير يدفع فاتورة الثمن , من خلال القتل اليومي العشوائي . وبات شر رهيب لابد التخلص منه , وانقاذ الشعب من براثنه الخطيرة  , وهذا ما تعهد به السيد العبادي في بيان التكليف لرئاسة مجلس الوزراء , في محاربة الفساد والفاسدين , والمساهمة في تخفيف مصادر ينابعه , حتى يضع العراق على الطريق , السالك الى الامان والاستقرار , بمحاربة للفساد والفاسدين . لذلك قررت لجنة النزاهة البرلمانية , في اعادة 40 ملف فساد مالي في حكومة المالكي , ومحاسبة الفاعلين والمقصرين وتقديمهم الى القضاء العراقي . ان حسم هذه الملفات ليس بالامر الهين والسهل , بل هناك معوقات ومصاعب معيقة , ومخاطر جمة تصب في افشال النية بفتح ملفات الفساد , وافراغها من مهمتها ومحتواها , بالعمل الحثيث في وضع اسلاك شائكة في عمل لجان التحقيق والمتابعة والمراجعة , لكي  تخرج لجنة النزاهة البرلمانية بخفي حنين , وبالتالي ابقى هذه الملفات الفساد المالي والاداري في الرفوف المهملة والمنسية  , او بمعنى اخر بان الفاسدين سيفتحون النيران الحارقة , لكل من يتجاسر الاقتراب منهم  , وسيكونون جبهة مضادة , تصب في الضغط على السيد العبادي واجباره , على التخلي  بالمساس بفترة حكم المالكي , وعدم التحرش بفتح ملفات الفساد المالي والاداري . لانه سيواجه مقاومة قوية وضارية ورادعة , وبالتالي سيتكلل مساعيهم في المساومة مع السيد العبادي , بان يشطب تعهده امام الشعب . لاشك انها مهمة صعبة ومعقدة للغاية , لان الفاسدين مازالوا في جعبتهم اوراق حاسمة في مرافق الدولة وتعاملها السياسي , مازالو مشاركين اساسيين في صنع القرار السياسي , وباستطاعتهم احراج السيد العبادي , ووضعه في عين العاصفة , لان هؤلاء فاسدون  مازالوا يتلاعبون في المواقف السياسية , وفي الاوضاع الامنية وفي استقرار العراق , كأن هناك حلف غير مقدس بين المالكي وفرسان الفساد , ان يكونوا في مأمن من محاولات فتح ملفات فسادهم المالي , وفي مأمن من محاولات نبش فضائحهم المالية . لاشك ان الفساد المالي والاداري دخل كل وزارة ونخرها بسرطانه الخبيث , وانتشر في كل مرافقها . لكن حجم الفساد المالي والاداري تعمق وتوسع اكثر ضخامة , وضرب رقم قياسي في وزارة الداخلية , الذي تعدت عمليات الفساد المالي حدود المنطق والمعقول والخيال , والمصيبة الاكبر بان رأس الفساد يتمثل بالوكيل الاقدم في وزارة الداخلية . حيث حول وزارته الى  مرتع خصب يعشعش فيها اخطر اوجه الفساد المالي والاداري , حيث صارت الرشوة وبيع المناصب , المعيار الاول في الوزارة , بحيث يكون سعر المنصب يتبع الى درجته , وبذلك شكلت في  وزارة الداخلية بورصة مالية لبيع وشراء المناصب , والدفع يكون بالعملة الصعبة والدولار. وبذلك ساهمت بشكل بارز وفعال في التدهور الامني الخطير , والاستهتار الشرس بحياة المواطن الفقير , الذي صار يدفع ضريبة هذا الفساد , من خلال القتل اليومي والعشوائي , وصارت حياته على كف عفريت , وما الخراب الكبير الذي اصاب العراق , ماهو إلا نتيجة فعلية ومنطقية للفساد المالي والاداري . لذلك ان عمليات كشف الفساد في حكومة المالكي , وتقديم الفاعلين الى القضاء العراقي , يمثل العامل الاول والاساسي في عملية اخراج العراق من ازمته الخانقة , ووضع الاسس الاولية لاستقرار العراق , انها تحتاج الى شجاعة وجرأة وجسارة , والمواطن الفقير يتطلع الى تحقيق هذا المرام الصعب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : دقت ساعة الحساب في كشف ملفات الفساد في حكومة المالكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net