صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

إنهم أغبياء فعلاً!
فالح حسون الدراجي

 أمس إنفجرت سيارات عديدة في بغداد، وربما في محافظات أخرى..وكان من الطبيعي أن يسقط عدد من الضحايا الأبرياء. وأمس الأول إنفجرت أيضاً سيارات أخرى، فسقط عدد من الضحايا الأبرياء كذلك.. وقبل يومين حدث الشيء نفسه في بعض مناطق بغداد.. إنها لعبة القدر الأسود تجاه روعة الحياة.. سيارات وإنفجارات وضحايا أبرياء يسقطون كل يوم .. وقد حدث الأمر ذاته طيلة أيام الأسبوع الماضي، وطيلة أيام الشهر الماضي، وكل أسابيع السنة السابقة، والسنة اللاحقة، وربما بعد سنتين كذلك .. وفيلم السيارات والعبوات والأرواح البريئة التي تزهق بلا ذنب يعرض بنجاح ساحق..
والمشكلة ليست في نجاح عرض هذا الفيلم، ولا في هذه السيارات المجنونة التي تنفجر، أو في عدد الضحايا التي تذهب ارواحها ظلماً، ولا في البنية التحتية التي تتهدم بقسوة، ولا في الأموال التي تهدر (بلا وجع قلب)، ولا في الحياة التي تتعطل أمام أعيننا. نعم فليست هنا المشكلة – رغم كارثية ما يحصل - لأني مؤمن تماماً بأن للحرب مع الإرهاب ثمناً تدفعه الشعوب الحية، والجسورة،، فالعراقيون ليسوا مثل القطريين، أو مثل غيرهم من الذين يدفعون (الأتاوة) للقاعدة، ولخنازير داعش مقابل سلامتهم، وأمان عاصمتهم..!!
أقول ليست هنا المشكلة التي دفعتني للكتابة. إنما المشكلة التي حفزتني بصدق لأن أخصص لها مقالي اليوم تكمن في هذه النفوس الخشنة العكرة التي لاتعرف المعنى الإنساني.. وفي هذه العقلية (الزمال لوغية) الداعشية المتعفنة!! إذ ليس من المعقول أن تخطأ، وتظل مصراً على هذا الخطأ.. وتكرره الف مرة!!
فمن يقوم بعمل دموي خطير، ينتظر نتيجة منه حتماً، وإلاَّ لماذا يقوم بمثل هذا العمل..؟ وإذا لم يحصل على مثل هذه النتيجة في اليوم الأول، فله الحق في أن يكرر عمله هذا لمرتين، وثلاث، بل ولعشر أيضاً.. ثم (يآخذ بعدها بريك)، ليتفحص الأمر، ويتأكد من نتائج عمله للأيام العشرة.. فإذا وجد أن التفجيرات التي قام بها (الداعشي الغبي) قد أثمرت، وتحقق الهدف منها، وإن العدد الكبير من الضحايا التي سقطت قد أعطت نتائجها المطلوبة، وحصل على طموحه، فهذا أمرٌ حسن، وما عليه إلاَّ أن يستمر عليه.. أما إذا كان العكس قد حصل، بمعنى أن تفجيراته، ومفخخاته، وأعداد الضحايا التي تسقط كل يوم لم تنفع، ولن تفيد، بحيث لم تحرك شعرة واحدة من شعر أي مواطن عراقي حتى لو كان طفلاً، فهذا يعني أن عمل ( الغبي الداعشي) غير صحيح، وأن الشعب الذي يفجر فيه، هو شعب عنيد، وصلب، وقوي، وإن يده قوية وعصية على الكسر، أو اللي.. وهنا يتوجب على ( صاحبنا الداعشي الغبي) أن يغير مشروعه، وخططه، بل أن يهدها من الأساس، لأنه يقتل في شعب لا ينتهي عدده، ويضرب فأسه العمياء في شجرة من فولاذ لا تنثلم، وينفخ في قربة مثقوبة من كل الجهات!!
ربما يقول القارئ: وما هو مشروع وهدف هذا الداعشي الذي يريد له أن يتحقق، ولم يتحقق؟
فأقول: أن المعروض علينا من مشروع داعش الكلي، ومن أهدافه المظلمة، هو إرغام الشعب العراقي على الرضوخ لمشروعه الظلامي الأسود لا غير.. ذلك المشروع الذي كتبه المجرمون الإرهابيون بسخرية سوداء، مغمساً بحبر التخلف، والعودة الى زمن الكهوف، والمرسوم بفرشاة الدم .. وليس غير الدم!!
المشكلة في الداعشيين أيها الأخوة تكمن في إنهم أغبياء بإمتياز.. وهم لا يتعظون من (طيحان حظهم)، ولا يتعلمون من تجاربهم الدموية التي تتكرر كل يوم في مدينة الصدر والكاظمية وبغداد الجديدة والبياع والشعلة والكرادة وغيرها من مدن بغداد، ولا يتعلمون من فشلهم في كربلاء والبصرة والنجف والعمارة وبابل وباقي محافظات العراق، ولا من أخطائهم الإنسانية، والأخلاقية التي يرتكبونها كل ساعة بحق اجمل مخلوقات الله .. بحيث لم يسأل أحدهم نفسه، فيقول: وماذا بعد هذه التفجيرات اليومية.. ماذا إستفدنا منها، وماذا حققنا من فعلها.. هل تراجع العراقيون، أم على العكس.. هل رضخ العراقيون أم على العكس.. هل وصلنا الى واحد بالمائة من هدفنا أم العكس؟!
يقولون إنهم بناة دين عظيم، فإذا بمفخخاتهم تفجر أساسات هذا الدين، ويقولون إنهم دعاة رسالة سامية، فإذا بأفعالهم تمسح سطور هذه الرسالة، ويقولون بأنهم على حق فإذا بالحق منهم يتبرأ.. ولعل الأسوأ من كل ذلك، أنهم رسموا للإسلام صورة قبيحة للأسف، ليس في إذهان العالم الأول والثاني، إنما في أذهان العالم الثالث والتاسع أيضاً !!
وللحق، فإن هؤلاء الداعشيين الأغبياء قتلوا كل بذرة رحمة في قلوبنا تجاههم.. وذبحوا كل أمل إنساني لنا بإعادة بعضهم الى جادة الحق – وأقصد العراقيين الجدد منهم - فبتنا نكرههم، وننظر اليهم بعين الحقد والبغض، وها أنا أعترف لكم، وأقول، بأن قلبي اليوم خال من الرحمة تماماً تجاه هؤلاء. وإذا ما وقع أحدهم بيدي، فوالله والله لأمزقنه بأسناني وأظافري!
ختاماً أقول للداعشيين: فجروا ما شئتم، وفخخوا ماشئتم، فلن تكسروا إرادتنا، ولن تركعوا صمودنا، أو تزحزحون – حتى لو في الأحلام - طابوقة واحدة من حجر هذا البناء الحسيني الجميل الذي شُيد في نفوسنا منذ فجر كربلاء الجرح، وطف الحرية الأعظم ..
بقي شيء واحد لم أقله: أيها الداعشيون.. طز فيكم!!


بتاريخ 21 أكتوبر، 2014 4:24 ص، جاء من center center <center.pdc@gmail.com>:

    النمر.. لن يُعدم!!

    بقلم الكاتب فالح حسون الدراجي
    أثارت الأنباء الواردة من السعودية حول قرار المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، والقاضي (بإدانة الشيخ نمر النمر، والحكم عليه - بالقتل تعزيراً - بعد ثبوت ارتكابه عدة جرائم، منها قيامه بإعلانه عدم السمع والطاعة لولي أمر المسلمين في المملكة، وعدم مبايعته له، وتحريض العامة على ذلك، ومطالبته بإسقاط الدولة عبر خطب الجمعة، والكلمات العامة، والتحريض على الإخلال بالوحدة الوطنية، وعدم الولاء للوطن)!! أثارت ردود أفعال مختلفة، فقد لاقى هذا القرار الجائر، وغير المنطقي، إستنكاراً شعبياً في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، لا سيما في العراق وايران ولبنان، وسوريا، والبحرين، واليمن،، وباكستان، فضلاً عن صدور عشرات البيانات الحقوقية والسياسية والدينية المنددة بهذا القرار الظالم، وهو القرار الذي لم يصدر في حقيقة الأمر عن أي سبب جنائي، أو مخالفة دستورية إرتكبها الشيخ النمر، لينال عليها مثل هذه العقوبة القاسية.. فهو كما يتضح من نص القرار، لم يقتل، ولم يفجر، ولم يقم بإنقلاب عسكري، بقدر ما كان الرجل يستخدم لسانه في الدفاع عن حقوقه وحقوق أهله الدستورية والدينية لاغير. وكما معروف لدى الجميع فإن النمر واحدٌ من رجال الدين البارزين والمحترمين في الشارع الإسلامي، فقد كان ولم يزل رجلاً مسالماً، ملتزماً بحيثيات المسؤولية، وبقوانين الدولة.. وإذا كان الدفاع - لساناً - عن الناس المرتبطين به روحياً وأخلاقياً وعقائدياً، يُعد في دستور الحكومة الوهابية جريمة يعاقب عليها بالموت، فإن على القضاء السعودي أن يعدم كل يوم عشرات (الشيوخ) الوهابيين الداعمين للإرهاب والمحرضين على القتل في السعودية والعراق وسوريا واوربا وامريكا وغيرها!!
    ويقيناً إن الحكم الصادر ضد الشيخ النمر هو حكمٌ قصدي سياسي واضح لايقبل الجدل، فرائحة الحقد الطائفي النتنة تنبعث من بين سطوره، وصلافة الإتهام واضحة فيه دون شك. ولكي يتأكد القارئ الكريم من قصدية هذا الحكم ومن براءة الشيخ النمر أيضاً، فإن عليه أن يعلم بأن هذه المحكمة الوهابية قد (فصلت) له قراراً على مقاسات خاصة. ولأنه بلا تهمة حقيقية، وبلا دليل جرمي، فقد وضعت له تهمة مطاطية، قابلة للتمدد والتلبس بأي مواطن آخر في السعودية.. تهمة يستحق عليها حكماً بالقتل تعزيراً.. والحكم (بالقتل تعزيراً) لمن لا يعرفه يأتي حسب نص الفقه الوهابي في السعودية، لغاية (التأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود)!!
    وبما أن الرجل لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون ولا ذنباً تحاسب عليه الشريعة، فقد وجدوا له فقرة تدعى (الذنوب التي لا تشرع فيه الحدود).. يعني لازم ينحكم!!
    ومن أجل أن يطلع القارئ الكريم على ظلم هذا الحكم، وعلى براءة المحكوم، اليكم بعض ما جاء في بيان عائلة الشيخ النمر، بعد صدور الحكم الجائر عليه، جاء فيه:-
    (تمنينا عليهم، لو تمعنوا قليلا في المنهج السلمي واللاعنفي للشيخ النمر، والرافض دائما وابدا بكل وضوح وتجلٍ لاستخدام العنف اوالسلاح، وحتى الحجارة في مواجهة الرصاص، وهذا لايحتاج الاَّ الى قليل من الانصاف للوصول الى الحقيقة المغايرة تماما لدعوى المدعي العام، الذي لم يقدم فيها دليلا واحدا منصفا او مقنعا.
    ولو كانت فقط كلمته المشهورة والمنشورة بالصوت والصورة
    (ان زئير الكلمة اقوى من أزيز الرصاص) لكفى ذلك!!.
    لقد تمنينا على القضاة ان يتمعنوا ويدققوا قليلا في رؤية الشيخ النمر للإصلاح السياسي المطلوب للوطن، والمشار اليها في مذكرة رده على دعوى المدعي العام، وقد سبق له ان قدم مذكرة مطالب إصلاحية لنائب أمير المنطقة الشرقية، حين التقاه في مطلع يوليو 2008 م.
    اننا في الوقت الذي نؤكد رفضنا لهذا الحكم ونطالب هيئة التمييز بنقضه جملة وتفصيلاً، فإننا ندعو الخيرين من العلماء والمثقفين والسياسيين والمفكرين والكتاب في الوطن، انطلاقا من مبدأ رفض الظلم ومساندة المظلوم وإحساسا بالمسؤولية الشرعية والأخلاقية ان يعبروا بالوسائل المشروعة التي يرتأونها عن عدم رضاهم وعدم قبولهم لهذا الحكم).
    والآن فقد بات واضحاً حجم الظلم الذي تعرض له الشيخ النمر، وحجم الجريمة التي سترتكبها السلطات السعودية لو نفذت الحكم فعلاً.. وأظن أن السكوت عن هذا الظلم هو ظلم أشد من ظلم الحكم نفسه، ولم يعد الأمر مقبولاً من المجتمع الدولي، وقبله من المجتمع الإسلامي.. إذ ليس من المعقول أن تطالب أمريكا واوربا وبعض الدول العربية، بإلغاء حكم الإعدام الذي أصدرته المحاكم العراقية بحق أعتى المجرمين الأرهابيين من السعوديين وغير السعوديين، الذين أرتكبوا في العراق آلاف الأعمال الإجرامية، بينما تسكت عن حكم إعدام ظالم يصدر بحق رجل دين مسالم، لم يطلق في حياته طلقة واحدة..
    أمس سألني صديق، إن كان النظام السعودي سينفذ الحكم بالنمر، أم لا!
    فقلت له: لن ينفذ الحكم بتاتا!!
    قال: لماذا؟
    قلت له: لإن النظام السعودي يمر اليوم بمرحلة خطيرة جداً، لذا فهو أضعف من أن يواجه هذا الغليان الشعبي في الداخل والخارج، خصوصاً وقد دخل (فيلق القدس) بكل ثقله على الخط، ودخول حزب الله اللبناني، وتهديد الحوثيين القريبين من السعودية ومصالحها، والعصائب وكتائب حزب الله العراقية، وغيرهم من الغاضبين الذين (إذا قالوا فعلوا)، ناهيك عن تأثير المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية في العالم. لذا فإني واثق بأن النمر لن يعدم.. وأتحدى النظام السعودي أن ينفذ الحكم فيه!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/22



كتابة تعليق لموضوع : إنهم أغبياء فعلاً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net