صفحة الكاتب : واثق الجابري

هل تسمح أمريكا بالتدخل الدولي في العراق؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
توقيت سقوط مدن بيد داعش، لم يكن مصادفة وليس من الأقدار، التي تغيب عن التكنلوجيا التي تكتشف ما تحت الأرض، ولم يكن الزمان والمكان ثغرة، لا أحد يعلم بسيناريو إسقاط التجربة الديموقراطية، قبل حسم الولاية الثالثة التي كان شبحها يطارد العملية السياسية.
عبور القارات وإنفاق مليارات الدولارات، لايمكن أن يكون مجاناً في مقاييس الدول التي تتغدى على الحروب، وليس بعيد عن صراع القطبية ودول الممانعة العالمية.
نتذكر جيداً في عام 1990م؛ حينما أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، على حملته وقيادت الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف الدولي، وتفردها حينذاك بالقطبية العالمية بعد سقوط الإتحاد السوفيتي؛ تسمية النظام العالمي الجديد، إنضم الى التحالف ما يقارب 33 دولة بين أجنبية وعربية، وصلت قواتها على مشارف بغداد بحدود 150 كم، وكان هدفها إسقاط النظام بعد إخراج القوات العراقية من الكويت.
الأمر كان مفاجئاً لقائد القوات الأمريكية( شكوازسكوف)، ومن ثم إقامة مناطق عازلة بخطوط تمنع طائرات النظام أنذاك من التعرض للكورد، بعد مقتل ما يقارب 10ألاف من سكان كردستان، على الجبال ودفن الأطفال في الثلوج، وتبني مشروع إيطالي بريطاني من مجلس الأمن بهذا الخصوص، بينما سمح للطائرات التحليق فوق مناطق الجنوب التي كانت تشهد الإنتفاضة الشعبانية؟!
قرار وقف القتال وعدم إسقاط النظام، جاء من إستشارات أمريكية في اللحظات الأخيرة، ثم التحول الى خيمة صفوان للإتفاق على بياض مع قادة الجيش العراقي، وأخذ التنازلات الكبيرة من العراق، وفرض الحصار على شعبه وإخضاعه للحماية الدولية، بعد أن فكرت مراكز الدراسات الأستراتيجية الأمريكية، بأن شركاءها في العراق 33 دولة وتريد الحصول على حصة الأسد؛ إنتظرت 12 عام لإسقاط النظام عام 2003م، وإستحوذت في أول أيام دخولها العراق على معظم التعاقدات، وبريطانيا كانت بالدرجة الثانية، بمسافات بعيدة عن ما حصلت عليه الولايات المتحدة الأمريكية.
الحكومة العراقية السابقة عام 2011م بعد خروج الأمريكان بقرار عراقي، دأبت الى إبرام تعاقدات أسلحة مع الجيك وروسيا ودول أخرى، وكلها كانت تشوبها صفقات الفساد، ورداءة نوعية الأسلحة، وهذا ما أغضب الجانب الأمريكي، بل ربما كانت هنالك أيادي أمريكية إستغلت تورط المسؤولين العراقيين بالفساد، ودناءة نفوسهم وعدم شعورهم بالمسؤول؛ للولوج وتوريطهم بالفساد ومن ثم الفضيحة.
بعد سقوط الموصل وعدة مدن عراقية، يجري الحديث بعد القرارات الدولية؛ طلب من بعض القوى التدخل الأمريكي برياً، رغم أن الإجماع العراقي والموقف الرسمي رافض للتدخل، لأن العراق يملك من الشباب الشجعان القادرون على دحر داعش، وتلقينها درساً للتاريخ، وعبرة للأجيال؛ إلاّ أن ما ينقص القوات العراقية، ضعف التجهيز الخارجي خاصة في العقود الأمريكية، وغياب التنسيق الدولي، بعد القطيعة مع معظم الدول الأقليمية في المرحلة السابقة، وعدم تجاوز مؤشرات التدخلات الأقليمية؛ من خلال الطرق الدبلوماسية.
عودة القوات الأمريكية جاء لرعاية مصالحها الأقليمية، والسباحة في المياه الدافئة، تتحرك في سعة الخلافات السياسية الداخلية، وتناغم الأطروحات الأقليمية التي بدأت تشعر بخطر داعش.
التحالف الدولي ضد داعش، وصل الى ما يقارب 40 دولة، مع وجود موقف تركي تشوبه الضبابية، وتصويت البرلمان التركي للإيذان بالتدخل داخل العراق؛ بذريعة حماية المصالح او مطاردة حزب العمال الكردستاني، في نفس الوقت التحرك في شمال سوريا وإنتظار سقوط مدينة كوبائي السورية. أمريكا التي إنتظرت 12 عام لتدخل العراق منفردة، لم تحصل على غاياتها رغم تشريعها إحتلالها للعراق، في نفس الوقت هي من كانت تغذي القوى المعارضة للنظام السوري، تعود اليوم الى تجريمها، وكانت تراقب إقامة مؤتمراتها علنياً في عواصم العالم؛ والسؤال هنا: هل تسمح أمريكا بشراكة 40 دولة، في منطقة تعتقد أنها بداية خارطة الشرق الأوسط الجديد، الذي تريد رسمها بخط يدها فقط؟! أم أن المعركة تطول لتتغذى منفردة بالفريسة؟!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/14



كتابة تعليق لموضوع : هل تسمح أمريكا بالتدخل الدولي في العراق؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net