صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الغفلة عن الوطن
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كأنها حليمة عادت الى عادتها القديمة, وليس صعبا التوقع في بلد مثل العراق,مثلما ليس من السهل معرفة ماالذي سيجري في الغد بعد أن توجه الجميع الى ميدان السباق من أجل المصالح الضيقة على حساب الوطن.


السباق هذه الأيام لايستهدف الوصول الى نقطة النهاية التي عندها تتجمع حاجات الناس لتلبى من قبل معظم السياسيين خاصة المتنفذين منهم الذين  لايمتلكون القدرة على مغادرة دائرة الصراع من أجل الطائفة والقومية ,وهو صراع في طبيعته ممل ومقرف وصار قديما لكنه لايقنع أحدا بالمغادرة مادام يحقق بعضا من مصالح لنخب تجد أن سلاح المواجهة بينها يمكن أن يشمل الشعب أيضا بإنتماءاته العرقية والدينية.


هذه الأيام يتصاعد الدخان الأسود من حرائق يشعلها المتنافسون الذين يواجهون التحديات المرتبطة بالحاجة الى التوافق الوطني وتلبية الرغائب العامة في أنحاء من البلاد,بالتسويف والمماطلة وشغل الرأي العام بقضايا ليست هي الهم الغالب الذي يجتمع حوله أبناء الوطن ,وواضح إن صراع البرلمان والحكومة يمتد بعيدا ليصل الى شمال البلاد في الموصل والى الجنوب القصي ,ملوحا بالأذى الذي قد يلحق بالجميع ويدمر العملية السياسية برمتها رغم إنها إستهلكت الأرواح والأموال والوقت والجهد والألم,فالتظاهرات في الموصل التي تطالب بإطلاق سراح المعتقلين تداهم من قبل السيد المحافظ الذي يتحول الى مواطن يصطدم بأجهزة الأمن في حركة مكشوفة غرضه منها النجاة بجلده من سطوة المشاعر الملتهبة لاناس صوتوا له ,وصوتوا لأخيه ليكون على سدة البرلمان خطيبا مفوها يشعل الحرائق متى ماشاء ,ويطفيها في الوقت الذي يريد,والشعار هو خدمة العراق وشعبه ,وإعلان الطلاق بين المالكي والنجيفي في إطار العلاقة الشرعية المبتناة على أسس العمل المهني الجاد من أجل صياغة أفكار ووضع برامج وآليات لتلبية المتطلبات العامة التي يريد لها المواطنون أن تتحقق, وليس من شأنهم ماإذا كانت الحكومة تصطرع مع البرلمان أو كان رئيس الوزراء على خلاف مع رئيس البرلمان,خاصة وإن الخلاف في مجمله يتركز حول القضايا السياسية والحصص التي ترغب كل كتلة سياسية أو مكون الحصول عليها وليس من أجل تلبية رغبات الناس,وهو خلاف من شانه ليس إضعاف المالكي وحسب بل إضعاف الجميع ليدفعوا ثمنا باهظا عن ذلك الإنشغال المتعمد في الغالب من قوى بعينها لاتريد للعملية السياسية أن تستمر طالما إنها لاتتجه الى المسار الذي تريده  بناءا على حسابات وأجندات خاصة بها.



إن الشرخ الآخذ بالإتساع في علاقة المواطن بالعملية السياسية,سيؤثر حتما في توجهات الناس ,ويفقدهم الثقة بأطراف العملية السياسية التي كنا نامل لها أن تسير في الطريق المؤدي الى نهاية مرجوة تحقق أحلام العامة وليس النخب,وهذه هي الغفلة بعينها التي قد تطيح



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/23



كتابة تعليق لموضوع : الغفلة عن الوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net