صفحة الكاتب : عباس طريم

ردا على مقال : فيصل القاسم هل الارهاب السني مذموم , والارهاب الشيعي محمود ؟
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يكن الارهاب وليد اللحظة , ولم يكن غريبا على منطقتنا التي كانت تعيش امنا نسبيا
لكنه تفاقم في الاونة الاخيرة بفعل الاسناد المادي والاعلامي واللوجستي الذي توفره بعض الدول  والشخصيات المتعصبة طائفيا .. والتي لا تعترف بالاخر , وتسعى من خلال مؤامراتها ..  الى سكب الزيت على النار , وتصوير الاحداث عكس مجرياتها , واعتبار المجرم ضحية , والضحية من يجب ان يعاقب
 ان الهجوم الاخير الذي تعرض له العراق .. جاء على خلفية الاجتماع المشبوه الذي عقد في الاردن .. وابطاله يعرفهم القاصي والداني .. وهم الذين عبدوا طريق الارهاب ليصل الى الموصل وباقي المدن العراقية . وعندما  دخلت داعش الى الموصل وبقية المدن , شاهد العالم نوعا غريبا من الاجرام لم يالفه حتى جنكيزخان , ويستهجنه البرابرة , وتستغيث منه الكفرة الذين لا يؤمنون بالله عز وجل ! . فكان الذبح العلني المصور , وهتك الاعراض , وهدم الاضرحة والمساجد والجوامع والكنائس , ونهب الممتلكات , وبيع النساء , واخذ الاتوات , والجلد في الساحات العامة امام انظار الناس ,
ونهب النفط وبيعه الى تركيا والعدو الصهيوني , وقتل الشيعي , والسني الذي يدافع عن  ماله عرضه ,  والمسيحي  والصابئي  , واليزيدي  , والتركماني , والكردي  ,  وكل  اجنبي  يصادفهم . حتى استغاثة  منهم  الارض  والسماء ,  ودوى صوت الحق الهادر من  النجف  الاشرف ..  يهيب  باصحاب  الانوف  التي لا تنحني الا لخالقها  , اصحاب  الزنود  السمر الذين  تدافعت  امواجهم الهادرة لدفع العدو عن ارض العراق  . واجتمعت كلمة  شعوب الارض  التي فوضت حكوماتها امر الهجوم على تلك المجموعات الكافرة.. التي عاشت في الارض  فسادا ,  واستئصالها  من على وجه الارض , وتخليص البشرية من شرورها . هذه الجرائم البشعة .. يعرف الغرب من هو صاحبها . لذالك وضع النقاط على الحروف , وسمى الامور بمسمياتها .. ومع ذالك , يخرج علينا من يدافع
عن  داعش  واعوانها ,  ويلوم الشهداء الذين قتلوا في سبايكر .. لانهم من الشيعة .  ويتهم  الشيعة  بالارهاب وقتل الناس في الشوارع , ويتهم وزير الداخلية السابق .. الذي عرف بالنزاهة والعدالة , بانه فعل كذا وكذا .. دون ان يثبت تلك الادعاءات ,  ويدعمها  بما يؤكد  مصداقيتها   . واظن ان ذنب الوزير  , انه من الطائفة الشيعية اولا ,  ولانه كان حازما بوضع حد للقتلة والمجرمين ثانيا ..ولا بد من رميه بالتهم .ان الشيعة لا يعرفون الارهاب ولا يقربون ساحته ,وليس في ادبياتهم ما يدعو الى الارهاب وعقيدتهم واضحة ومعروفة ,  وافكارهم  تدعوا  الى السلام ونبذ الارهاب , والبعد عن التشدد والغلو .  وامريكا  واوربا  والعالم  يعرف  ذالك تماما  , ويؤكد نقاء الشيعة
  والمحللون  السياسيون  .. يذكرون ذالك في  لقاءاتهم المتلفزة . فلم يذكر التاريخ  ان شيعيا فجر نفسه وسط الابرياء , اوهدم مسجدا . اوخطف اطفالا ونساء . بل كانت الرحمة  وفعل  الخير وقبول الاخر .. صفات لازمتهم  منذ الازل . وعندما نزحت  العوائل  من  الموصل الى  النجف الاشرف وكربلاء المقدسة , استقبلتهم العوائل هناك ووضعتهم في حدقات عيونهم . وتلاشت فكرة السنة  والشيعة , وفتحت  البيوت والحسينات والجوامع والمدارس , واستنفر الناس عن بكرة  ابيهم  للوقوف مع اخوانهم المهجرين من جميع الطوائف , رغم  المذابح في  معسكر سبايكر التي راح ضحيتها الالاف من الابرياء الشيعة . اننا اليوم بامس الحاجة الى الاقلام الحرة التي تجمع كلمة العراقيين , وتضمد  جراحهم  ,  وتقرب قلوبهم وتزيد من تماسكهم , لا الى الاقلام  الطائفية  التي  تنفخ  في النار , وتضغط على مواضع الالم , وتفتح الجراح  التي تزيد الهوة مابين الاخوة .
ان داعش ,  تحمل فكرا دمويا متشددا , لا يؤمن بالاخر , ويتصدى لكل من يخالفه . دستوره  يقوم على اساس القتل والذبح . وكلنا يعلم اساس النهج الذي يتبعه والحواضن التي تغذيه وتمده بما يكفل استمراره . والعالم اليوم يستهدفه بالطائرات  بمشاركة السنة انفسهم , الذين ضاقوا ذرعا بجرائمه المدمره .. التي بات السكوت عنها من المستحيلات
ان السنة والشيعة اليوم , يقاتلون في جبهة واحدة مشتركة , وعدو واحد اسمه داعش . والسنة براء من داعش وافعالها . فسنة رسول الله ص . لا يحملون  الفكر  المتشدد  ..  ويستنكرون  كل عمل اجرامي .. مهما كانت دوافعه . وعلينا ان نفرق بين داعش والسنة , وان لا نضع الكفر  والاسلام , في سلة واحدة .  بحجة دفاعنا عن
السنة. لان ذالك هو الكفر بحد ذاته
 





 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/01



كتابة تعليق لموضوع : ردا على مقال : فيصل القاسم هل الارهاب السني مذموم , والارهاب الشيعي محمود ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net