صفحة الكاتب : عباس طريم

حتى قبورنا تختلف
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

زيارة قبور احبتنا .. تكاد تكون عادة جبلنا عليها نحن العراقيين منذ الازل [في ايام الجمع وفي الاربعينية، والاعياد ودورة السنة] نزورهم ونترحم عليهم ، ونبكيهم دما عندما نتذكر مناقبهم ومواقفهم معنا .. ونعيش حالة من الحزن الشديد لفقدهم ..ولكن ما يحصل اثناء الزيارة ؟هو تجمعنا حول الموائد العامرة بما لذ وما طاب من اصناف وانواع الماكولات [ الدولمة والكبة والعروك والكباب والباجة والدجاج وانواع الفواكه ] وكاننا في حفلة متناسين خصوصية الزيارة  . والعجيب في الامر هو، ان مشاعرنا تنتقل خلال فترة وجيزة من الحزن والاسى ,  الى جو الفكاهة والاسترسال بشتى القصص  . وكأن الذي يتحدث، ليس هو الذي كان يبكي وينحب، ويتعاطف معه كل من يمر عليه ويسمع بصراخه ونحيبه 

اما المقابر .. فهي عموما تعاني اهمالا كبيرا على جميع المستويات في وطننا .. حيث اضحت مترعا للمتسكعين والمتسولين ومجالا لرمي القمامة التي يشارك فيها جميع الزوار،الذين يعدون بالالاف، ولا يكلفون انفسهم جمعها ورميها في الاماكن المخصصة

لها، ما يتيح للروائح الكريهة والتي تزكم الانوف , بالانتشار حيث يصل مداها . وقد اصبحت قبورنا للاسف  , ملاذا

للكلاب السائبة، التي تجد بمخلفات الزوار ، ما يؤمن لها العيش الرغيد والسكن الملائم . ولا شك ان الحالة المزرية للمقابر في بلادنا، لا تسمح لها باداء ادوارها الوظيفية، وهي تعاني من الاهمال، وعدم الاهتمام الذي يضاف الى ضعف ادائها . ان حالة المقابر يمكن اتخاذها مؤشرا على مدى تحضر الشعوب وتجذر القيم الانسانية في نظرتها للحياة والانسان . والمقابر لها اهمية انسانية وحضارية كبرى باعتبارها مجالات ينبغي ان تتبواء مكانة مركزية تحترم كرامة الانسان الحي الذي يعتبر المقابر جزءا لا يتجزا من المشهد العام الذي ينتظم فيه اجتماعه البشري .وان نظافة تلك المقابر هي مسؤولية الدولة التي عليها ان تقوم بواجبها اتجاه مواطنيها الاحياء والاموات . وان تراعى شعبها كما تفعل الدول التي نسميها [كافرة] والتي تخصص ارضا خضراء تحاط باسوار تحميها من دخول الحيوانات وتحرص على زرعها والاعتناء بها ونظافتها كل يوم، ولا

تسمح بالاكل والشرب داخلها، [وماكو اجدورة مليانه كبة، ودولمة وشيخ محشي مع اهل المتوفي] ولا يوجد اثر للكلاب والجرذان ، وهناك اماكن خاصة لرمي النفايات، وتشتم الروائح الزكية التي تنبعث من الزهور التي تحيط بها، قبل دخولك المقبرة .. فتشعر بالراحة النفسية وتتذكر وطنك الغالي [العراق] وتتمنى ان يشعر اصحاب القرار بامواتهم .. كي تترحم عليهم عباد الله،! ويثمنون موقفهم .. من اجل من فارق الحياة.. وذهب الى ربه! فلا يعقل ان لا يرتاح البشر في وطننا حتى في قبورهم .. حيث تشاركهم .......ا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/28



كتابة تعليق لموضوع : حتى قبورنا تختلف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net