صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

حين تكون عين الإنسان في مؤخرة رأسه
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لو نجحنا بقدرة الله سبحانه وتعالى فنقلنا عيون الإنسان من مقدمة رأسه إلى مؤخرتها فماذا يمكن أن يكون ؟؟؟وهل نستطيع أن نتخيل الطريقة التي سيمارس بها حياته اليومية ودرجة الرقي التي يمكن أن يبلغها كائن بهذه المواصفات ..
قي هذه الحالة سيجد الإنسان نفسه مضطرا لتلمس طريقه بإقدامه وسيسير بخطى غير ثابتة  وغير مستقرة وبطيئة كخطى السلحفاة وفي نفس الوقت سيحاول تنشيط دماغه وذاكرته كي تحفظ ما يراه من خلفه ,,وبمرور الزمن ستصيح خارطة المنطقة التي يفترض انه يتحرك بها محفوظة في تلك الذاكرة يعود إليها كلما احتاج إلى الحركة فهو سيعلم مثلا بان هناك في ذلك الركن يوجد مستنقع عليه أن يتحاشاه وفي الركن الآخر يوجد مكان يعج بالكلاب السائبة وعليه تحاشيه أيضا وهكذا يتعامل مع المعالم الأخرى من هذا القبيل التي تشتهر بها مدننا ..
إن أهم ما سيميز إنسان (العيون الخلفية ) المفترض هو الكسل وحب السلامة او النجاة بالرأس وملئ البطن بما تجود عليه الطبيعة ...وهو عادة لا يقلق ولا يفكر بقوت اليوم التالي إذا تحقق قوت يومه تحت شعار (القناعة كنز لا يفنى )أو شعار (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) او تحت نظرية انك ربما ستموت بعد ساعة او ساعتين قبل أن يحل  اليوم التالي ...
ويبدو أن العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص قد صممت عيونهم بحيث لا يرون إلا ما يقع خلفهم فهم يرون عنترة ابن شداد أكثر مما يرون أنفسهم ...إنهم من النمط الذي يحرص على أن لا يرى طريقه من الأمام وهذا ما يفسر الانشداد العجيب إلى الماضي المحفوظ قي الذاكرة من اجل استخدامه لتحقيق الهدفين المذكورين (السلامة وملئ البطن )...
لقد اكتشف حكماء اليهود الذين يعرفون عنا أكثر مما نعرفه نحن عن أنفسنا حقيقة ازدرائنا للمستقبل وتقديسنا للماضي والرغبة بالتقدم إلى الوراء فراحوا ينصبون في طريقنا الأنفاق الكبيرة التي يكلف بعضها عقودا من اجل الخروج منها وأثناء تلك العقود يهيئون أنفاقا  أخرى اكبر وأدهى  سنسقط فيها في حال نجاتنا ...
إن حكماء اليهود  - وهم جيران العرب لسوء الحظ - يمتلكون دائما طبقا شهيا ولكنه  مداف بالسم يتناوله العرب عادة على انه دواء شاف من العلل والأمراض  ...وحين يتناولون احد تلك الأطباق يهبون رجالا ونساء كالجراد ويباشرون بتدمير بلدانهم بأيديهم وهم يظنون أنهم يفعلون خيرا ويطبقون تعاليم السماء ...
إن الفوضى العارمة التي تعم بلاد الشام والعراق هذه الأيام من اخطر الطبخات التي أعدها (العم سام )تحت لافتة الديمقراطية وقد تكون آخر الطبخات المعدة للعرب قبل أن يواجهوا الانقراض ...

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/27



كتابة تعليق لموضوع : حين تكون عين الإنسان في مؤخرة رأسه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net