صفحة الكاتب : علي علي

بعد أن أقسموا بالله العظيم..
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعودنا بعد كل عملية اقتراع او انتخاب او ترشيح او فوز او حتى خسارة -على ما تنقضي عليه من سلبيات وايجابيات- ظهور كم هائل من التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام على اختلاف مصادرها المرئية والمسموعة والمقروءة، وهي تصريحات تبطنها تخمينات، بعضها تطمينات وبعضها تحذيرات وأخرى تأويلات وتحريفات، ورابعة لاتنتمي الى صنف من أصناف النقد او المدح او القدح، وهي كلها على لسان رؤساء كتل وأحزاب وقوائم او أعضائها أو شخصيات سياسية، كان لها يد في كل ما من شأنه التأثير على سير العمليات السياسية او غيرها فيما يخص البلد. ويتنوع القائمون بها بين من يريد الخير والفلاح للعراق ولشعبه، ومن يتأبط شرورا يحوكها ويدبرها مع رفاق له في الداخل، او رفاق آخرين من الخارج -وهم كثر-. والغريب في مايحدث ان الجميع يناشد بالولاء للوطن وخدمة المواطن، والعمل لصالحهما، ومقارعة الذين يقفون ضدهما، وكلهم قادمون بخطط يقضون فيها على الفساد بأنواعه، ويقوّمون الانحرافات في أداء مؤسسات الدولة، وقطعا لم يفُتهم كلهم أن يرفعوا شعار محاربة الطائفية، والقضاء على الإرهاب، وتحرير المدن العراقية من سيطرة داعش. وقد أتوا بمفردة (لا) ولصقوها بكل ظاهرة سلبية، كما أتوا بمفردة (نعم) ولصقوها بأخريات ايجابيات كما يرونها بمفاهيمهم. فكان الناتج؛ لاللمحاصصة.. لاللطائفية.. لاللفساد.. لاللمحسوبية.. لاللسراق... يقابلها من الـ (نعم) اضعاف تلك اللاءات فيما يخص الخدمات والسياسات التي ستتبع في إدارة البلد.
   والغريب أيضا أن كل من جاء للعمل من أجل البلاد وملايين العباد، يشهر -أول مايشهر- سيف الاتهام وسلاح التنكيل ضد السابقين من الحكام والساسة والمسؤولين الذين سبقوه في المنصب والمسؤولية، وكأن اللاحقين لايعلون بما يعوّل عليهم إلا بالإساءة الى سمعة السابقين، ونشر غسيلهم أمام الملأ -حقا او إفكا-. وهم بهذا يتبعون كل السبل والوسائل بغية إبراز ما يريدون إبرازه من دعاوى. وهذا الأمر يذكرنا بما حدث قبل أربع سنوات، والذي بدوره يذكرنا أيضا بما قبله بأربع أخريات سبقتها، حيث مافتئ المسؤول اللاحق من التشهير بسابقه كيف مااشتهى.
    اليوم وقد فرغ الساسة والمسؤولون من الترشيح، وفاز من فاز بمناصب قيادية في مؤسسات الحكومة، وأقسم كلهم بالله العظيم على أداء مهمامهم بتفانٍ وإخلاص.. من المفترض أن يستعين اللاحق بالسابق منهم في الاستفادة بمايعينه على إكمال مشوار وظيفته الجديدة، وفي ذات الوقت على السابق أن يتحلى بالروح الوطنية والمهنية العالية، ليبدي استعداده في التعاون مع زميله الجديد وخليفته في المنصب، ليتسنى للأخير العمل بمقتضيات الحالة التي وصل اليها السابق -سلبا او إيجابا-، وبذا يكون السابق قد أدى رسالته بما يرضي الله والناس ونفسه، ويكون اللاحق بالمقابل قد تنور بما قد يكون خافيا عنه في مسؤوليته الجديدة. فهل هم فاعلون هذا فيريحون أبناء البلد من العناءات التي لازمتهم عقودا؟ أم سيبدأ كل فائز جديد بإنشاء هرم جديد في وزارته، يتمثل بمملكة جديدة بشخوص جدد وخواص جدد، بدءًا من أثاث مكتبه الى موظفيه الخاصين.. وليس انتهاءً بطاقم حرسه وأفراد حمايته! فإن كان هذا الأمر بغية تحقيق نقلة نوعية وقفزة للأحسن وخطوة للأمام، فمرحى بها..! أما إن كانت موضة او حصرا للنفع والفائدة له ولخاصته.. فبئس الحال وتعس المآل.
aliali6212g@gmail.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/22



كتابة تعليق لموضوع : بعد أن أقسموا بالله العظيم..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net