صفحة الكاتب : واثق الجابري

خطة ضرب بغداد بالمواد الكيمياوية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أخطر انواع الحروب تلك الأساليب القذرة، التي تستخدم فيها الإشاعة لإثارة الرعب والفرع وكسر معنويات المواطن الإعتيادي، خوفاً على عائلته وأطفاله أكثر من خوفه على نفسه، إستخدمتها داعش في نشر مقاطع فيديو قطع الرؤوس وإعدام المئات على الهوية، وتناقلتها وسائل الإعلام بغباء مروّجة بجهل لأفعال همجية أثارة الخوف وأ سقطت مدن كاملة، ضحيتها الألاف فزعاً من صدى تأثير تلك الأشاعات.

ما تستخدمه قوى الإرهاب أساليب بدائية قديمة إستخدمها المغول قبل دخول المدن في بَقِرْ بطون النساء والتمثيل بالرجال؛ حتى تهزم المدن امامهم دون قتال.

الإشاعة مجموعة معلومات وأفكار،التي يتناقلها الناس، قد لا تعتمد على مصدر موثوق، كخبر يحمل شيء من الحقيقة، ويتم تداولها شفهيا دون معايير تأكيد صحتها، تنتشر بسرعة وتؤدي الى ضغط إجتماعي مجهول المصدر يحيطه الكثير من الغموض، تتداوله أطراف لغرض الإثارة والبلبلة.

الإشاعة هي من اسقط الألاف في حادثة جسر الأئمة، والموصل وصلاح الدين وقرى في ديالى ومناطق كثيرة دون ان تطلق رصاصة واحدة، حينما صدق قادة الجيش الأخبار المشبوهة وبعضهم ترك جنوده متخاذلاً، في العراء بلا سلاح ولا هاتف نقال كما في جريمة سبايكر.

صلاح الدين في طليعة المحافظات الساخنة التي شهدت تطورات أمنية خطيرة، في سبايكر وبيجي ، ومَثَل الشجاعة والصمود في أمرلي والضلوعية، ولم تفعل الإشاعة فعلتها في التأثير على أبناء تلك المناطق، وأمرلي كانت مثلاً أعلى سار عليه أهالي الضلوعية، الأولى شيعة يتحدثون التركمانية، والثانية عشائر جبور يتحدثون العربية، رفض الطرفين التنازل عن عراقيتهم وغيرتهم وشرف عوائل، فكانت المدينتين مثل تلاحم الأهالي مع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.

قبل أيام تم تحرير بروانة واليوم تم تطهير حديثة من أخر معاقل داعش، ويوم أمس اشيع أن عصابة داعش ضربت منطقة الضلوعية بالغازات السامة، وأنا لا أكذب الخبر ولا أستبعد أن تفعل داعش مثل هكذا أفعال مشينة وأكثر منها خسة تجاه المدنيين، ولكن الأغرب أن يتناول الإعلام المحلي الخبر بسرعة البرق لإثارة الرعب في مدينة صامدة بوجه الإرهاب، وحتى الجرحى يقاتلون ويلتحمون مع الحشد الشعب ويرحبون بأفواج قدمت من كربلاء، ولو إنهم صدقوا ما يقال لسيطر الإرهاب، او إنهم أقسموا أن لا يموتون إلاّ في مسقط رؤوسهم وبين عوائلهم.

الإشاعة لم تثني رجال ونساء إستعدوا للموت للدفاع عن شرفهم، ولكن الغريب إنساق الإعلام تحت تأثير الحرب النفسية، بنشر الرعب وعدم تسليط الضوء على المفاسد والإنحطاط والرذيلة لدى داعش.

العراقيون معظمهم وصل الى قناعة أن داعش عصابة مجرمة، غرقت في بحر الرذيلة والإنحراف، ولن يسلموا أعراضهم الى الشيشانيين والأفغانين واللقطاء، وأبناء الحيض والغلمان والمومسات، الّذين يزهقون أرواح الأبرياء ويهدرون شرفهم، بقطع الرؤوس طمعاً في جنة خرافتهم، من مختلف الجنسيات تحت عنوان الفسوق، ولم يرتقي الإعلام رغم التجربة المريرة الى تحليل ما بعد الخبر، وبذلك يكون اعلامنا المحلي هو من ضرب الضلوعية بغاز الكلور؟! وغداً سوف يشيعون أن بغداد تضرب المواد الكيماوية؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/20



كتابة تعليق لموضوع : خطة ضرب بغداد بالمواد الكيمياوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net