صفحة الكاتب : د . صاحب جواد الحكيم

جثث التركمان الشيعة تحت الشمس منذ 54 يوميا
د . صاحب جواد الحكيم
جثث التركمان الشيعة لا تزال في الشمس منذ اكثر من 45 يوما ، بينما بقيت جثة الإمام الحسين ع و أصحابه الـ 72 لمدة ثلاثة أيام في كربلاء .....
تقرير السيد قنبر الموسوي إمام جماعة مدينة بشير التركمانية :
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الميامين 
قرية بشير تسمى قرية ظلما لان المتعارف في القرى انها عادة وفي عرفنا مجموعة من البيوت مثلا 10 او 20 او 30 بيت .
لكن بشير التي هدكها صدام اللعين في 1986 كانت 475 دار تسكنها ضعف هذ ا العدد من العوائل .
وبعد تهجيرها الى مختلف محافظات العراق . رجعت هذه العوائل بعد ان تغيرت الدنيا من حكم البعث الفاشي الى حكم لعله يكون ديموقراطيا !
فبدأنا ببناء قريتنا ووصل عدد الدور الى 1550 الف ومأئة وخمسين دارا من سنة 2004 الى سنة 2014 خلال هذه العشر سنوات بنيت خمس مدارس وتبليط الشوارع وكذلك شارع تازة بشير . 
.......................
كان شباب منطقة بشير ومنذ بداية ازمات البلد يعدون انفسهم في للدفاع عن انفسهم 
وفي تلك الايام تفاجأنا بقضية الموصل .
وتوقعنا ان تكون مثلها عندنا فاحدى سرايا الفوج الثالث من لواء 15 كانت ترابط قرب القرية من جهة الجنوب . فتكلمانا مع امر السرية الرائد غسان فقال اطمئنوا نحن صامدون .
ولكن للاسف الشديد بدأت افواج اللواء يوما بعد يوم بالانهيار وصل الانهيار الى السرية التي ترابط عندنا فانهارت كذلك فتركوا اسلحتهم بعضها في مكانها وبعضها عند مدير مخفر بشير وتركوا المنطقة 
عندها بأت قوات البيشمركه بالتواجد في المنطقة ولكن بقيت في تازة ولم يأتوا الى بشير .
وبعد ذلك زحفت قوات البيشمركه وتواجدت في الجنوب الشرقي من بشير في مقر السرية العسكرية التي تركت موقعها .
البعض ممن لهم علاقة مع الكورد كانوا يشجعون اهالي بشير بان يطلبوا من الكورد حمايتهم .
بل كانوا مبتهجين بوصول الكورد الى المنطقة .
وعلى كل حال . 
اصبح الناس وهم حيارى بين الارهاب الذي يهدد اهل المنطقة من كل صوب وحدب وبين الاعتماد على الكورد في حمايتهم ولكن القوات الكوردية عددهم محدود ولم ينزلوا سوى في موقع سرية واحدة لاغير .
..............
يوم الثلاثاء 18 شعبان المعظم 1435 صباحا وقبل الساعة االثامنة وصلت سيارتان من سيارات داعش الارهابية محملة بعدد لايقل عن 9 اشخاص من الارهابيين واحتلت مقام الامام الرضا عليه السلام جتوبي مدينة بشير بمسافة اقل من 1 كيلومتر تقريبا ونزلوا في المقام .
فانتبه افراد من الشرطة على ذلك وهم في نقطتين للحراسة على بعد 300 متر تقريبا عن المقام وبدأ اطلاق النار من الجانبين وهرع أهالي القرية الى موقع الحادث وهم يحملون اسلحتهم الخفيفة .
وتم الاتصال بمديرية الشرطة فوصلت قوات بسيطة من مديرية شرطة الاقضية والنواحي وكذلك تم اخبار قوات البيشمركة المتواجدة في المنطقة .
تحرك الجميع لطرد الارهابين . وفي البداية تم طردهم فعلا وبقوة الى مسافة اكثر من 3 كيلو مترات من مقام الامام الرضا واستغرق ذلك اكثر من اربع ساعات متواصلة . ووصلت قوات كردية بواقع اكثر من 100 سيارة تحمل مختلف الاسلحة من دوشكات وراجمات ومدرعات وثنائيات وهاونات ورشاشات البي كي سي . وفي هذه اللحظات بدأ الارهاب بقصف القرية بقذائف الهاون الثقيل . وبشكل مستمر واشتدت تسقط القذائف تترى .
اصاب الاهالي الهلع من ذلك . وبدأت بعض الاهالي بالخروج . من هنا بدأت المشكلة الحقيقية وهي :-
ان الشباب التي تقاتل احتارت بين القتال وبين تأمين خروج النساء والاطفال من القرية .
في هذه اللحظات انقلبت الامور وباسرع من لمح البصر . بأن تغير الموقف من الهجوم على الارهاب الى الهروب من امام الارهاب . 
شرطة الاقضية والنواحي والبيشمركة بكل ثقلها بدأت بالانسحاب من امام قوة ارهابية عبارة عن ( 3) ثلاث سيارات اثنين منها همر وواحدة تويوتا دبل قماره ... ((((( وهذا اغرب ما في الامر )))))
.......
انسحاب بطريقة مخيفة مرعبة .....
الناس خرجوا وهم تحت الرعب منهم من استطاع ان يحمل حاجة بيده ومنهم من لم يستطع سوى ان ياخذ اطفاله وحتى بدون أي شيء .
الناس بهذه الحالة والبيشمركة بسياراتهم وهم يرمون الاطلاقات في الهواء لفتح طريقهم وسيارات اهل بشير يطوطون بمنبهات سياراتهم والبعض يحمل الجرحى والكل يهربون باتجاه تازة . ..... تصور بخيالك كم كان الامر رهيبا .
ولا يخفى على المتأمل .
هناك من تاخر وهناك امراة محتارة باطفالها وهناك من هو رجل كبير السن وهناك من لايصدق ان تفرغ القرية من اهلها .
هؤلاء تاخروا وما ادراك ما النتيجة . النتيجة ان الاارهاب لايرحم امراة ولا طفلا ولا شيخا كبيرا .
قتلوا علي بن سيد ابراهيم وهو يسير بجانب اهله وهو ابن 12 سنة 
ابتعد الناس من مدى الرصاصات وتوقفوا ينظرون خلفهم والدخان يغطي بيوتهم واصوات الرصاص وازيزه لم يتوقف بعد 
وصلنا الى قناة الماء المسمى بمشروع ري كركوك . هنا توقفت قوات البيشمركه على امتداد الماء.
بعد احصاء من تخلفوا من الناس وجدنا الاتي .
المفقودين 28 شخص من الرجال والنساء 
تبين فيما بعد ان 18 منهم قد استشهدوا استلمنا من الجثامين بعد خمسة ايام 18 فيهم بنتين احدهما 10 سنوات والاخرى 12 سنة .
و 11 احد عشر مازالوا في عداد المفقودين فيهم اربع نساء 
والجرحى 13 شخص .
واما الاموال فحدث ولا حرج فقد بدا اهل المناطق المحيطة ببشير بالنهب وسرقة الاموال بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ منطقتنا .
فقد سرقوا من الاموال وتعبوا من ذلك من سيارات واليات زراعية ومن الحيوانات ما يعجر عن عده الانسان
الاضافة :::
تحرك الشباب لاجل تحرير المنطقة لكن لم يحالفهم النصر فسقط ( 30 ) شهيد في ساحة المعركة وهم الى الان اجسادهم لم تدفن بقيت امام الشمس منذ 45 يوم
ومنذ سبعة ايام داعش بدأت تفجر الدور دور الناس والمدارس والمؤسسات ولا تنقضي ساعة الا ونسمع اصوات التفجير وتتصاعد الاتربة معها 
...................
مع شكري وامتناني السيد قنبر الموسوي " إنتهى .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صاحب جواد الحكيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/19



كتابة تعليق لموضوع : جثث التركمان الشيعة تحت الشمس منذ 54 يوميا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net