صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أولاد الشوارع!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا أقصد المسلسل المصري التراجيدي الذي أنتج عام 2006 , والذي يتناول المشردين في الشوارع والفقر والتفكك الأسري الذي يعانونه وما يدفع بهم للجريمة والعنف , وإنما أقصد لفظة "أولاد الشوارع" التي نتداولها في المجتمع  وعِبر الأجيال , ومعناها أن الشارع في مجتمعاتنا مدرسة شرور وفساد أخلاق وقيم , وموئل ثقافة سلبية وسلوكيات مشينة , وألفاظ منحطة.
 
وكما هو معروف , فلا يخلو مكان في أي بلاد من الشارع , وهذا يعني أن مواطن إفسادنا وقتل الخير فينا كثيرة ومنتشرة في حاراتنا ومدننا كافة.
 
ويعني أيضا , أن حال خروجنا من البيت أو المدرسة والدائرة , فأننا سنكون في نهر الفساد والشرور وضياع القيم والأخلاق والمعايير.
 
فنقول عن كل سفيه وناقص وفاسد وشرير أنه "إبن شارع"!!
 
فكيف بربك نتحدث عن الأخلاق والقيم والمجتمع الصالح المنضبط المتحضر , وشوارعنا ميادين شرور وفساد وسوء تصرف وانحرافات؟
 
فلا أحد يعيش في مدينة أو قرية أو ناحية ولا يسير في شارع أو يقضي وقتا في الشارع , حتى ولو كان يقود سيارة أو دراجة هوائية أو نارية , فلا بد أن يمر بالشارع  ويتأثر بما يحصل فيه .
 
ترى لماذا لا نُصلح شوارعنا؟
لماذا لا نجعلها جميلة زاهية تنتشر فيها الأشجار والزهور , والصور الجميلة والأرصفة النظيفة الحديثة , ولماذا لا نعمل على تحويلها إلى سوح للثقافة والمعرفة وبناء الأخلاق والقيم والمبادئ؟!
 
لماذا نهمل شوارعنا , وفي واقع الحال كلنا "أولاد شوارع" , وما يؤكد ذلك ما وصلنا إليه من سوء المصير ورزاءة الأحوال على جميع المستويات.
 
وهكذا فلكي نتغير نحو الأحسن ونتقدم ونعيش عصرنا , ونكون مثل الآخرين في مجتمعات الدنيا المتحضرة , علينا الإهتمام الجاد بشوارعنا لأنها مدارسنا ومختبرات صيرورتنا , ومنها نتخرج وفيها نتعلم العديد من السلوكيات الصالحة والطالحة.
 
ومن المعروف أن الشوارع في المجتمعات المتقدمة , تبدو بهيجة مصانة نظيفة ذات إبداعات جمالية ولمسات فنية , وفيها يتعلم الناس الكثير من المعارف والسلوكيات القويمة اللازمة لمستقبل أفضل.
 
فشوارعنا مدارسنا الفكرية والثقافية والفنية والموسيقية , وعلينا أن نهتم بها ونصلحها , ونجتهد في صيانتها ونظافتها وزهوها.
 
فكلنا أولاد شوارع , وكيفما تكون شوارعنا نكون , لأنها مرآة وجودنا!!
 
فهل سنتخلص من النظرة السلبية الإحتقارية للشارع , ونبدلها برؤية حضارية جديدة متفقة مع عصرنا المتباهي بالإبداع والجمال؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/31



كتابة تعليق لموضوع : أولاد الشوارع!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net