صفحة الكاتب : صالح المحنه

قيادةُ الدعوةِ تتجاهلُ أشرفَ وثيقةٍ وتهملُ أصدقَ نصيحةٍ مِنَ المرجعِ الأعلى ؟
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نشرتْ مواقع الإعلام الألكترونية وصفحات التواصل الإجتماعي ولأول مرّة رسالة المرجع الديني الأعلى السيد علي السستاني الى قيادة حزب الدعوة الإسلامية بتاريخ 11 من شهر رمضان وفيها إجابة على رسالتهم التي بعثوها الى سماحته بتاريخ 26 شعبان والتي يطلبون فيها رأي السيد وتوجيهه فيما يخص المناصب والمواقع الحكومية .. وهو امرٌ يبعث على التفاؤل ويستحق الإحترام أن تعتمد قيادة الدعوة رأي المرجع الديني في أمر مهم ويخص العراقيين جميعا.. لو إلتزموا به....وكان رد المرجع على رسالتهم وكما أرادوا هم منه.. فيه الإجابة  الوافية وكما تضمنته رسالته الكريمة مانصّه :( أود أن أبلغكم أنه بالنظر للظروف الحرجة التي يمرُّ بها العراق العزيز وضرورة التعاطي مع أزماته المستعصية برؤية مختلفة عما جرى العمل بها ..فإنني ارى ضرورة الإسراع في إختيار رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع ويتمكن من العمل سوية مع القيادات السياسية لبقية المكونات لأنقاذ البلد من مخاطر الإرهاب والحرب الطائفية والتقسيم..) هذا أهم ماورد في رسالة المرجعية الدينية الى قيادة الدعوة وهي عبارة عن رؤية صادقة وبصيرة ثاقبة لما يجري في العراق حيث جاءت عن قراءة مسؤولة لقيادة دينية مسؤولة لاتاخذها في الحق لومة لائم ولاتحابي طرفا على طرف آخر وتجارب السنين عودتنا منها المواقف الواضحة التي لاتساوم فيها على وحدة العراق وأمن العراقيين ...وهي بحق نصيحة مشفق وراع نبيل.. فهل بعدها وبعد هذه الإجابة الواضحة يبقى تردد عند من يزعم ويدّعي الإحترام والتعبّد بأوامر المرجعية الدينية في أن يتخذ القرار الصائب ؟ ولكن للأسف قد قوبلت هذه النصيحة بالإهمال والتجاهل وتُركت على رفوف السلطة وكأن شيئا لم يكن ! وإستمرّ الإصرار على تجاهل ومخالفة نصائح المرجعية اللاحقة والمتكررة ؟الى أن وصل الأمر أن تتدخل قوى خارجية  وتضغط عليهم بتغيير صاحبهم وهو أمرٌ غير محبّذ عراقياً أرادت المرجعية الدينية أن تجنبهم إياه وتجنّب العراقيين تدخّل الآخرين بشؤونهم الداخلية ولكن يبدو أن الدعاة لم تسعفهم بصيرتهم السياسية إدراك ذلك ! والسؤال للقيادة الدعوتية إذا كنتم لاتلتزمون بنصيحة وأوامر المرجع الديني ...فلماذا تراسلونه وتطلبون منه توجيهه ورأيه في المواقع والمناصب الحكومية ؟ كيف تستفتونه ولاتأتمرون بتوجيهاته ؟ فماهو حجم المرجعية الدينية عندكم ومكانتها لديكم؟ هل هي عملية إستطلاع رأي لاأكثر ؟هل كان محقا صاحبكم الذي عبّر عن المرجعية الدينية  بأنها منظمة مجتمع مدني ؟ ومن الجدير ذكره هو أن المرجعية الدينية لم تفرض عليهم ولاعلى غيرهم رأياً ....ولم تطلب من قيادة الدعوة التبرّع بمنصب رئاسة الوزراء الى كيانٍ سياسي آخر ولكن نصحتهم بتغيير صاحبهم الذي رافقت مسيرته وسنوات حكمه فواجع وكوارث يدّعي شركاءه السياسيون ويصرّن على ان وجوده على رأس السلطة أحد اسبابها وليس كل الأسباب ؟ والرجل قد إستوفى إستحقاقه بالكامل ثمان سنوات ولم يُوفّق في كثير من الأمور خصوصا مايتعلّق بامن المواطنين؟ فلِمَ الإصرار على التمديد وسط عاصفة الكوارث ؟ فهل مخالفة المرجعية واللجوء الى المحكمة الإتحادية سيغير من الواقع شيئاً ؟ أبداً...ولو أفترضنا جازمين أن المحكمة الإتحادية حكمت لصالح السيد المالكي هل ستسير الأمور كما يريد ؟ لايمكن ذلك .. سيواجه رفضاً قاطعا من جميع المكونات السياسية ؟ وهم يعلمون ذلك جيدا ..المماطلة والتعطيل لاتزيد الأزمات إلا إذكاءا وتصعيدا والمواطن المسكين هو من يدفع الثمن .. ثمّة من يقول من الدعاة أن الإستحقاق الإنتخابي لايخضع لأوامر المرجعية الدينية ويعبّر عن موقع المرجع الديني وواجبه فقط مختص بالحلال والحرام... ونقول لهم نعم واجب المرجع الديني فقط مختص بالحلال والحرام ..فهل وجود من يتسبب بأراقة الدماء وضياع ثروات العراق وكثرة الفساد وتفرقة العباد هو خارج دائرة الحلال والحرام ؟كما كنّا سعداءا لو عمل الدعاة بمضمون هذه الرسالة لوفرا على انفسهم وعلى الشعب العراقي عواقب وتداعيات الخوض في مشاكل جانبية هم في غنى عنها..وكم كان كريما عليهم ومحل إعتزاز وتقدير لدى المرجعية الدينية لو نفذوا بنود هذه النصيحة المهمّة لنا جميعا ؟ ولكن لازال يحدونا الأمل فيهم أن يعودوا ويعتذروا عن تجاهلهم رسالة المرجع الأعلى ويلتزموا بمضمونها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/14



كتابة تعليق لموضوع : قيادةُ الدعوةِ تتجاهلُ أشرفَ وثيقةٍ وتهملُ أصدقَ نصيحةٍ مِنَ المرجعِ الأعلى ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net