صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإمبراطوريات الفتاكة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



القرن الحادي والعشرين  , قرن الإمبراطوريات الإفتراضية  الإليكترونية , فالقوة المهيمنة والآسرة للبشرية جمعاء هي قوة إليكترونية تفوقت على جميع قوى التأريخ , وفي تطور متصاعد وتفاعلات متنامية.

هذه الإمبراطورية بدأت تتضح ملامحها ووسائلها التفاعلية , وأبجديات لغتها وقوانينها ونظرياتها الفاعلة في الأرض.

وما يجري في بعض المجتمعات المتأخرة من أحداث , إنما تطبيق لنظريات وفرضيات ستؤدي  لولادة قوانين جديدة متحكمة بالسلوك القائم والقادم.

ومن المعروف أن هناك إمبراطورية حقيقية إليكترونية واحدة مهيمنة على البشر على مدى أكثر من عقد , ومنها تنطلق آليات التواصل والتفاعل المتجددة دوما, وهي في مسيرة جد وإجتهاد وإبتكار وإبداع لوسائل غير معروفة وفعالة , لتكريس هيمنتها وإرادتها الإليكترونية الإمبراطورية اللازمة لإدامة قدرات قبضتها المحكمة على مجريات الأحداث والتطورات.

ووفقا لتطلعاتها يتم التحكم عن بُعد بالكثير جدا من التفاعلات , المحتدمة في بودقة الأوطان والمجتمعات , لأنها لا تكلفها كثيرا ولا تتسبب بخسائر تقليدية , وتحقق إنجازات وإنتصارات بكلفة رمزية.

ولهذا فأن العمل على أشده لتطوير وسائل التحكم بالحياة , وتشكيلها وفقا للمصالح والمقتضيات والتطلعات المتخيلة والمرسومة.

وفي ذات الوقت هناك حالات مؤلمة لمجتمعات إندفعت خارج العصر , وإندحرت في مسيرات إنقراضية , وآليات تدهور وإنقطاع علمي وفكري وإدراكي عن الواقع الإفتراضي المهيمن على البشرية جمعاء , وتحولت تلك المجتمعات إلى ضحايا بإختيارها , ومختبرات لفحص النظريات والفرضيات , بما يساهم في تكبيلها أكثر ووضع المزيد من الأصفاد في معاصمها , بل أنها إنزلقت إلى التفاعلات التنافرية الإقصائية , التي تقضي بزعزعة المشتركات وإعادة هندسة المجتمع , لكي يتفق والغايات اللازمة لإجراء التجارب المحكمة المؤدية إلى نتائج ذات قيمة سلوكية فعالة.

وهذه المجتمعات تحولت إلى ضحية وتابع للنشاطات الإفتراضية , وميدانا ساخنا بجمراتها المتقدة بالدوافع والأحجية الداعية للتمزق والإنهيار , وبذلك تحقق الإمبراطوريات الإفتراضية أهدافها بسهولة , لأنها تتمكن من تحويل الطاقات المخاصمة لها إلى طاقات تحقق أهدافها , بمعنى أن الإمبراطوريات الإفتراضية ستكون متنامية ومهيمنة , لأنها تزداد قوة كل يوم بإضافة قدرات وطاقات تنجز ما تستهدفه , وتوفر أرباحا هائلة وإقتدارا كاسحا لم يسبق له مثيل في التأريخ.

وهكذا فأن العديد من المجتمعات قد تحولت إلى أدوات لإنجاز أهداف تلك الإمبراطوريات وتقويتها , فما عادت هناك إرادة وطنية وأهداف مشتركة  , وإنما سلوك متنافر , وتهاوي في أوعية الإفتراضية  والهيمنة الإليكترونية القاهرة!!

د-صادق السامرائي
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/25



كتابة تعليق لموضوع : الإمبراطوريات الفتاكة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net