صفحة الكاتب : شاكر عبد موسى الساعدي

متى نستخدم الطاقة المتجددة ؟
شاكر عبد موسى الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الكثير منا اليوم يسمع بـ (الطاقة المتجددة) أو الطاقة النظيفة أو الطاقة البديلة أو طاقة المستقبل من خلال أجهزة الإعلام المختلفة ولكن البعض لا يعرف معناها فهي : الطاقة التي لا تنفذ نتيجة استخدام الإنسان لها كونها مستمدة من الموارد الطبيعية (طاقة الرياح والهواء والمياه والشمس والأمواج والطاقة الجوفية في بــــاطن الأرض ) ولا تخلف ورائها مخلفات كثنائي اوكسيد الكربون أو غازات ضارة مثل غاز الأوزون وغاز الميثان بالإضافة إلى الهالوجينات التي  تعمل على زيادة الاحتباس الحراري, وهي متوفرة في معظم دول العالم وتحافظ على الصحة العامة ونظيفة ولا تلوث البيئة واقتصادية في كثير من الاستخدامات وذات مردود اقتصادي كبير .ويمكن تصنيعها محليا في الدول النامية وأفضلها(الطــاقة المائية ) لكفاءتها العالية في توليد الكهرباء حيث تصل إلى 85% ,بينما في المحطات الحرارية لا تتجاوز 40%, ومن الخلايا الشمسية 15% .وتستخدم الطاقة المتجددة في المجالات كافة المدنية والعسكرية على حد سواء .كذلك تستخدم في الزراعة والصناعة والخدمات ألعامه ,ويظهر ذلك جليا من خلال إنارة الشوارع وتشغيل التلفزيونات الكبيرة في الساحات الرئيسية وتصفية المياه وتشغيل مضخات الري وشحن البطاريات ........................الخ ,ومشكلة الطاقة في العراق مختصرة بالدرجة الأولى على الكهرباء . ومشكلتنا معها قديمة قدم الكهرباء نفسها ولم تجد سبيلا إلى الحل إلا في التقنيين صيفا وشتاءا وخاصة عندما تصل درجات الحرارة في مناطق الوسط والجنوب العراقي الغني بالبترول إلى أكثر من 50 درجة مئوية. هذا إذا كان التقنين حلا وقتيا للازمة المستعصية على السابقين واللاحقين. بالإضافة إلى الحلول المطروحة على الساحة مثل إنشاء معامل جديدة أو شراء مولدات وتوزيعها على المواطنين أو استئجار سفن توليد كهرباء كما في محافظة البصرة أو شراء الكهرباء من دول الجوار ( إيران) مثلا بمبالغ عالية جدا وصلت إلى ما يزيد عن المليار دولار سنويا,نرى هنالك أصوات تنادي باستخدام الطاقة المتجددة على الرغم من توفر الطاقة التقليدية (النفط الخام ,الغاز الطبيعي ,زيت الغاز ) وارتفاع أسعارها عالميا , التي لم نستفد منها بشكل كامل وفعال واقتصادي سابقا وحاليا إلا من خلال ما أقرته عقود التراخيص النفطية مؤخرا مع كبريات شركات النفط العالمية بضرورة عدم حرق الغاز والاستفادة منة في توليد الكهرباء بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي والتي أشارة الإحصائيات بان العراق يستهلك يوميا من الغاز السائل ما يقدر ب(4000)طن يوميا.ووفقا لتقديرات وزارة الطاقة الامريكيه فان العراق يملك عاشر اكبر احتياطيات من الغاز في العالم ,في الوقت الذي نرى فيه وزارة الكهرباء العراقية تبرم عقد مع إيران لاستيراد (850) مليون متر مكعب يوميا إلى محطات المنصورية في ديالى والقدس في الراشدية والصدر في بغداد وان قيمة مد الأنابيب الناقلة للغاز يكلف (400) مليون دولار, كما أن معالجة الكميه التي تحرق  فقط والبالغة (700)مليون قدم مكعب  تكفي لإنتاج ما يقارب (4000)ميكا واط من الطاقة الكهربائية,فيما يقدر الاحتياج الفعلي للعراق ب(14-15) إلف ميكاواط ,بينما الإنتاج اليومي لا يزيد عن (11000) ميكاواط ,ومن المؤمل إن تصل إلى(15)إلف ميكاواط نهاية العام الحالي ,فيما تسعى شركة تسويق النفط العراقية(سومو) لشراء نحو مليون طن أضافية من زيت الغاز لصالح وزارة الكهرباء في العام 2014بالتنسيق مع شركتي فيتول السويسرية للتجارة وشركة النفط العملاقة بي بي ,  والسؤال الذي يطرح نفسه :متى نستخدم الطاقة النظيفة بدلا من الطاقة التقليدية ؟ يبدو إن المخزون الاحتياطي من الطاقة المتجددة المتوافر تقنيا اليوم يكفي لتوفير مقدار من الطاقة يفوق (6 ) إضعاف المقدار الذي يتم استهلاكه حاليا على النطاق العالمي ,ولا بد من التذكير أن دول الشرق الأوسط ومنها العراق لا تنعم بوفرة مصادر الطاقة التقليدية فقط ,وإنما تتمتع أيضا بوفرة مصادر الطاقة المتجددة , كالطاقة الشمسية والرياح وحرارة باطن الأرض والطاقة المائية ,وبالتالي إن تسخير المخزون الغير محدد من مصادر الطاقة المتجددة سيسمح للدول العربية ومنها العراق أن تلبي حاجتها من الطاقة ويساهم مساهمة هامة في تعزيز اقتصادياتها عبر الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية المنتجة من مصادر الطاقة البديلة .وبفعل الطلب المتنامي على الكهرباء يواجٍه العراق زيادة بالغة في معدل الإنفاق على توفير الكهرباء ,حيث قدرت المبالغ المصروفة على قطاع الكهرباء في العراق منذ سقوط النظام السابق حتى ألان ما يزيد على34)) مليار دولار دون تحقيق الأهداف المنشودة ,وفي ظل السيناريو العالمي يؤدي ازدياد الطلب وارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة  في كلف توفير الكهرباء بنحو خمسة أضعاف عما كانت علية عالميا .حيث يتوقع بحلول العام 2050 سيتم إنتاج 70%من الكهرباء على المستوى العالمي من مصادر الطاقة البديلة. لكن العقبات التي تعترض ثورة الطاقة ليست تقنية فقط وإنما سياسية ,حيث أشارة إحدى الإحصائيات الدولية إن 40% من مجموع سكان العالم يطهون على نار من الحطب أو الفحم أو النفايات , مما دفع الأمم المتحدة إلى وضع برنامج دولي يهدف إلى توفير حوالي مئة مليون فرن كهربائي في العالم , لما يسببه ذلك من مشاكل في الصحة ألعامه ومشاكل بيئيه كالتصحر وانبعاث ثاني أكسيد الكربون والتلوث الناجم عن حرق الفحم , فمليونا شخص يموتون سنويا من جراء استنشاق دخان المطابخ , ولابد من تطوير سياسات ملائمة باستحداث إطار عمل للسوق يعزز تطوير الطاقة المتجددة ويسمح لها أن تتنافس على ميدان ثابت في السوق .فلا بد من البحث عن بدائل للطاقة عوضا عن النفط والغاز الطبيعي اللذين ينحدران نحو النضوب ,فالطاقة النووية والطاقة الشمسية والطاقة المولدة من المياه والرياح والطاقة الحرارية في باطن الأرض كل ذلك يمكن أن يكون بدائل للطاقة المستحصلة من النفط والغاز وهذه الإمكانيات يمكن أن توظفها الحكومات ضمن سياسة ذكية للطاقة لان الوقت يسير سريعا وان بعض المشاريع الجديدة لتوليد الطاقة تحتاج هي نفسها إلى الطاقة قبل أن تكون أداة مساعدة في الحفاظ على التوازن في مجال الطاقة .والمساعي لازالت جارية من اجل اكتشاف مصادر جديدة للطاقة بما فيها الطاقة الشمسية .وفكرة إنشاء محطة كهربائية تعمل على طاقة المد (ظاهرة المد والجزر) والمياه الجوفية حيث تعمل في ايطاليا محطة كهربائية تستعمل طاقة المياه الجوفية الحارة ,وما توصل علماء الفيزياء حيث أنهم يوشكون التوصل إلى الاستفادة العلمية من مدخرات الطاقة من خلال ادخار كمية كبيرة من الطاقة  على نطاق واسع في مستودعات تعالج الاستهلاك المتذبذب للكهرباء وخزن الفائض منها في تلك المستودعات المصممة لهذا الغرض,وتعتبر التفاعلات الشمسية أفضل مصادر الطاقة لو تمكن العلماء من تطبيقها ,ويبرز هنا مشروع (ITER) الدولي المشترك لجلب الشمس إلى الأرض والاستفادة من طاقتها,كما تم تطوير اله جديدة تعمل بطاقة الرياح تستطيع أنتاج (1000)لتر من الماء يوميا تبعا لحركة الرياح ,كما تقوم تلك الآلة بإنتاج الكهرباء في نفس الوقت وهذا يخدم المناطق النائية بالدرجة الاولى0كذلك الهند نفذت تجربه رخيصة واقتصاديه وثنائية النفع ,أنها أغلقت احد الأنهر لمسافة (400)كم بألواح توليد الطاقة الشمسية وحافظت على قرابة3))ملايين متر مكعب من الماء سنويا من التبخر بالإضافة إلى توليد كهرباء تعادل ضعف ما نستورده من إيران وبقيمة أجمالية للمشروع تبلغ 400))مليون دولار , وعلماء الغرب اليوم يبذلوا الجهود الجبارة من اجل أيجاد طاقة رخيصة وبديلة لتحل محل النفط وهذه الطاقة هي طاقة الاندماج النووي التي تفوق بقوتها أضعاف الطاقة النووية وهي تستخلص من المياه المتوفرة في الطبيعة من خلال دمج ذرتي الهيدروجين الموجودة في تركيب المياه , حيث بلغت تكاليفه مائة مليار دولار لحد الان , وقد وقعت 12 شركة أوربية في شهر تموز/2009 م اتفاقا أوليا لبناء مشروع عملاق لبناء شبكة ضخمة لمحطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط لتزويد أوربا بالطاقة , والمشروع سوف يؤمن15 % من احتياجات أوربا من الطاقة وبتكلفة تقدر بـ (560)مليار دولار , واليوم تسعى المانيا لزيادة انتاجها من طاقة الرياح من (31) الف الى (45) الف ميغاواط في السنوات السبع المقبلة وتأمل أن يبلغ إنتاجها في منتصف القرن الحالي (85) الف ميغاواط , وهي تخطط لبناء (60) ألف توربين رياحي جديد في الغابات وسفوح جبال الألب , والأمارات العربية المتحدة اليوم تطلق برنامجا طموحا في مجال الطاقة المتجددة ويتمثل في استثمار(15)مليار دولار امريكي في مشاريع الطاقة الشمسية كذلك بقية دول الخليج العربي والمغرب ومصر والأردن , اما في العراق فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : أذا كنا اليوم بدون كهرباء....فمتى نستخدم الطاقة المتجددة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شاكر عبد موسى الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/15



كتابة تعليق لموضوع : متى نستخدم الطاقة المتجددة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net