صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

ثورة 14 تموز 1958 ... عبر ودروس
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تمر هذة الايام الذكرى 56 لانطلاق ثورة 14 تموز 1958 ، والعراق يعيش ظروف ومستجدات تشبة الى حد كبير ما تعرضت لة ثورة تموز من غدروتأمر واعتداء ، ومن نفس القوى والاطراف سواء كانت داخلية او عربية او اقليمية او دولية . بالامس كان شعارهم ان الثورة يقودها الشهيد عبد الكريم قاسم ، زعيم دكتاتوري ومتفرد وذو توجة شعوبي لايحب القومية العربية ولايؤمن بالوحدة العربية الفورية مع مصر، ومناهض للاستعمار والاقطاع والرجعية وانة حبيب الفقراء والمظلومين ، ونذر نفسة في سبيل اسعادهم ويجب ان يكونوا بمنزلة البشر بعد ان كانوا عبيدا وخدما لفئة الاقطاع والبشوات والمترفين .                                                               

اليوم شعار اعداء العراق والعملية السياسية مشابة لما طرح منذ اكثر من نصف قرن من الزمان ضد الزعيم عبد الكريم قاسم وثورتة الخالدة  ، حيث اصطفت احزاب قومية وتيارات سياسية ورجال دين تحركهم ايادي خارجية ومجاميع ارهابية مسلحة اضافة لعصابات قتل وذبح تحمل لواء الاسلام والمذهب ، وفلول المجرمين من حزب البعث العراقي وبعض الضباط الهاربين المجرمين اصحاب التاريخ الاسود وفئة من شيوخ عشائر جلُهم قطاع طرق وقجغجية ، ضد نظرية الخيار الديمقراطي والاحتكام لصناديق الاقتراع في رسم مسارات العملية السياسية والاسس التي تستند عليها عملية اختيار الرئاسات الثلاث وعملية تشكيل الحكومة .   

نتج عن هذا التحالف غير المقدس انتاج كيان مسخ بمسمى اسلامي مزور ( دولة الخلافة الاسلامية ) بعد ان مهد العملاء والقتلة والطائفيين لعملية  الاستيلاء على محافظة الموصل ومناطق اخرى من محافظة صلاح الدين وما قام بة الشركاء الكرد من عملية الاستيلاء على محافظة كركوك النفطية ، والتي لايعرف مدى خطورتها ونتائجها في المستقبل على اقليمهم الخاص !! وما سوف يستجد من ظروف جديدة على الواقع العراقي والاقليمي والدولي لان الطموح الذي يعيشة الساسة الكرد اكبر بكثيرمن الواقع على الارض ، والحقائق والمعطيات سوف تثبت ان الاحتفاظ باراضي خارج كيان الكرد الحقيقي لة مخاطر تفوق المكاسب التي يعتقد ان يحصلوا عليها .  

اذن المرحلة الحالية من عمر العراق تتطلب توحيد القوى الوطنية بمختلف توجهاتها والعمل على خلق فرص عمل مشتركة لحل الخلافات وتقريب المشتركات من وجهات النظر وترك الخلافات وتأجيل طرحها وعدم تناولها في هذة المرحلة الحرجة . والعمل على تضييق الخناق على البؤر الارهابية والعصابات المسلحة بعد ان تكشفت خيوط المؤامرة ومن روج لها ودعمها ومهدد لها من سياسيين داخل العملية السياسية وخارجها ، وعدم التغاضي وتغطية جرائمهم واسقاط كل نوع من انواع ما يسمى (الحصانة ) التي كانت سببا في تمادي الكثير من الساسة بجرائمهم ضد الشعب العراقي . 

العراق اصبح اليوم ساحة مكشوفة والعدو واحد بالرغم من كثرة مسمياتة ، اذن ايجاد نوع من التفاهم وتغليب  مصلحة الوطن على مصالح الكتل والطوائف كفيل بردع العدوان ومشاريعة الاجرامية ، فالجدل الدائر بين الكتل والاحزاب يراد لة عقول وافئدة تهدف لوضع الحلول المناسبة وفق صيغ جديدة مؤطرة بطابع ديمقراطي يعطي الحلول لمنع اية صراعات ومناكفات على صعيد مواقع السلطة والقرار . اي رفض اية توافقات هدفها توزيع مكاسب السلطة وانهاء الجدل العقيم في تفسيرات الدستور والقوانبن وفق هوى تلك الطائفة او القومية ، فالاستقرار السياسي وتوحيد الصفوف كفيل بدحر الارهاب وخلق مناخ ملائم للتلاحم الاجتماعي .

                                                                                                               ان لم شمل كافة طوائف المجتمع العراقي والتخلص من آفة الصراع الطائفي والقومي والاثني يتطلب العمل على نشر ثقافة التسامح الديني والتعايش السلمي بين الطوائف والمذاهب وتصفية كل مظهر من مظاهر الفكر الديني المتشدد والمكُفر والعمل على محاربتة واسقاطة مهما كانت التضحيات ، والعمل بخط متواز لنشر ثقافة التسامح واحترام الخيارات الديمقراطية للعراقيين بعيدا عن الاقصاء والتهميش لاية طائفة واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص بعيدا عن مانسمعة اليوم من مطالبة البعض بمدأ ( التوازن )  والذي يؤسس لموازنة طائفية لاتعتمد على احترام المواطنة ومبادئ حقوق الانسان .  لتتوحد الجهود ضد ما يخطط لة اعداء العراق وما اشبة اليوم بالبارحة !!   

     refaat.alkinani@yahoo.com      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/15



كتابة تعليق لموضوع : ثورة 14 تموز 1958 ... عبر ودروس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net