صفحة الكاتب : واثق الجابري

حزب الدعوة وأصنام التمر
واثق الجابري


 متاهة من الدماء والخراب والضياع،
 ومستقبل مجهول غير واضح المعالم،
 لإن ثمة أشخاص يعتقدون أنهم
 الوطن، تزول الشعوب وهم باقون
 للأبد، وجودهم ضمان الإستقرار ولا
 يحفظه الاّ عوائلهم!
 لا يمكن تغيير السياسات القديمة،
 إذا لم يتغير القدماء، ولا يمكن أن
 تبنى دولة، إذا كانت الحكومة
 تعتمد على الصفقات السياسية
 والعائلة.
 يعتقد المنتفعون من الفساد
 السياسي، إن السياسة (حواسم)
 وصدفة، وكل شيء تصله أياديهم يصبح
 ملكهم، وتشخيص أخطائهم من الأخرين
 مكيدة للإطاحة بهم، بينما يحل لهم
 إستباحة الكرامة ودخول إنفاق
 المجهول، بذريعة عدم وجود البديل،
 وأفضل السيئين والمختار رجل
 المرحلة، وكأن حياتنا مرحلة
 تتلوها مرحلة،كمن يكرر الرسوب
 سنوات ويبقي على نفس مدرس
 المرحلة!
 لا أحد لديه مصلحة في تفكيك
 العراق، أو دعم النشاطات
 الإرهابية والفساد، إذا ما كان
 الوطن غاية أسمى، كما ليس من مصلحة
 الشعوب عبادة الأصنام إذا كانت
 احجار صماء، لا تأكلها كما إذا
 مانت من التمر عند الجوع،
 والديموقراطية إذا إنحرفت تضرب
 التضحيات عرض حائط، وتعود الى
 دكتاتورية تمسخ الدولة والمجتمع،
 وتهدر الكرامة بحقائق دامغة تقول:
 إن السلطة وليمة عائلية لا يحق
 لاحد التدخل في تراكيبها، ويتحول
 الحزب الحاكم من منظومة فكرية
 وتنظير، الى أدوار عائلية ومماليك
 تترك فلسفة الإنتصار للحقوق،
 الىىطغاة أقوى من الشعوب، وإعتقاد
 الوصول للسلطة؛
  أنسلاخ عن المفاهيم والأعراف،
 وعبادة شخص كسلم للإنتفاع أزلي.
 واقع أقر وقرر إنهم منبوذين من
 العشائر والعوائل، وفاقدين طريق
 الصواب والمنطق الذي يدعو لتبديل
 وجههم، ما دفعهم للمناورة وتبديل
 مكان الترشيح، حسن السنيد ترك
 الناصرية متيمناً بالرقم 100 في
 بغداد، وصلاح عبدالرزاق نسى إن ما
 حصل عليه في مجالس المحافظات
 أكراماً للتسلسل الاول، لكن ابو
 مجاهد الركابي رغم عدم زيارته
 الناصرية منذ اربعة سنوات حصل على
 18 ألف صوت، والطامة الكبرى إن
 ازواج البنات حصدوا عشرات الألاف
 على حساب علي الاديب الذي سبق
 المالكي بالإنتماء الى حزب
 الدعوة، ولأن الدولة لعائلة تمنح
 مطلق الصلاحيات على حساب الحزب
 والدولة، خسرت
  معظم قيادات الحزب، ووصل خمسة من
 عائلة المالكي الى البرلمان.
 السنيد لا يزال مصراً على قنوات
 الفضاء للتبجح بأصوات المالكي (720)
 ألف، إالغاء للذات وذوبان في
 نظرية الإستنساخ البشري التي يدعو
 لها عباس البياتي، ولم يعرف
 السنيد وكل المتغزلين بالمالكي أن
 هذا الأصوات لم تعطى لأحد لأن
 النظام الإنتخابي متعدد الدوائر
 بالقائمة المغلقة المفتوحة،
 وأصواته حصل منها على مقاعد،
 والألية لم تكن بالحساب النسبي
 الذي يعطي مقعد واحد فقط ، وهذا
 يعني أنه ليس بالمتفضل على الكتل
 والشعب.
 أستشراء الظاهرة المالكية
 العائلية، جعل حزب الدعوة وقادته
 يقفون بإستحياء وأستجداء للسلطة،
 بالتهليل والتبجيل للعائلة
 المالكة. تغير المنظومة المالكية
 لا ينتهي بإزاحة المالكي من
 السلطة، بعد تحول الحزب الى أدوات
 بيد العائلة، التي يتوجب عليهم
 طاعتها، ومحاباتها في إنتهاكها
 الدستور وحقوق المواطنة، لكن تلك
 المساعي وصناعة الأصنام كانت
 لأغراض نفعية، صنعوها من التمر
 وسوف يضطرون لأكلها من شدة الجوع
 الذي ينتظرهم، بعد سيطرة العائلة
 على كل الخزائن الموارد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/24



كتابة تعليق لموضوع : حزب الدعوة وأصنام التمر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net