صفحة الكاتب : علي فاهم

المعلم يعتصر
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يكن قرار وزارة المالية الأخير بأستقطاع توقفات تقاعدية من رواتب المعلمين المصابة بالهزال و الاسهال أصلاً و بنسبة 10% و بأثر رجعي من الشهر الاول الا ضربة موجعة جداً في الظهر لهذه الفئة و الشريحة التي تكالبت عليها كل مسببات القهر و الظلم رغم ان الكل يعترف انها هي مصنع الاجيال و بيدها مفتاح تقدم البلد أو تأخره ، إن هذا القرار المجحف بحق المعلمين يؤثر سلباً على كل العملية التربوية فكيف يمكن للمعلم أن يقدم ما هو موكل به من تعليم ابنائنا و يبذل جهده في تربيتهم و أعطائهم المعرفة و ايصالها لأذهانهم و هو مليء بمشاعر الاحباط و الظلم و فكره مشوش بالهموم المادية و الصعوبات الحياتية و الديون المتراكمة و حاجات أسرته المتزايدة ، و هو يرى و يلمس ان مهنته المقدسة يزحف عليها الموت التدريجي و التصحر  فبعد ان كان المعلم رمزاً و نبراساً للثقافة و الفكر و تقدم الشعب و تطوره بات اليوم يعيش أدنى حالات التدهور الذاتي و أنحدار قيمة العلم نتيجة منهجية التحطيم التي أستخدمها النظام السابق و لم تُغير فيها كثيراً الانظمة في ما بعد التغيير لا بل زادت سوءاً عندما تغيرت الموازين و المقاييس في المجتمع و تحولت بوصلتها نحو قيم مادية بحتة ، فاذا أجريت اليوم أستبيان بسيط على تلاميذ المرحلة الابتدائية في أي مدرسة تختارها في العراق عن أمنية هذا الطالب و حلمه في المستقبل لخرجنا بنتائج تكاد تكون شبه موحدة و ثابتة نسبياً فالنسبة الاعظم من خيارات التلاميذ عند سؤالهم عن حلمهم في المستقبل سيكون الجواب ان يكون شرطياً أو عسكرياً و بنسب أدنى منه يكون طبيبا او مهندساً او معلماً و بنسب معدومة ان يكون عالماً ، هذه النتائج على المختصين و المتصدين للقرار الاستفادة منها و دراستها فهي تؤسس لأفكار و نتائ خطرة أهمها عدم الاهتمام بالتعلم و الدراسة و بالعلم و الفكر و انما غاية و هدف التلاميذ أن يحصلوا على الامتيازات البراقة كالسيارة و الاموال و البيت الحديث و الرفاهية و الاستمتاع  و هذه كلها لا يجدوها عند من يحمل الشهادة اي المتعلم و انما يجدوها عند غيرهم  ممن لم يحظى بنصيب من العلم و الدراسة ، فكيف يكون المحتاج و الفقير هو مثلهم الاعلى ؟ ففقدت الشهادة و العلم مكانتها و سننتهي بأجيال جاهلة و متخلفة تبغض العلم عندما يرون المعلم و المتعلم لم يحصل من الدولة على أقل أستحقاقاته التي تليق بجهده و رسالته فلا رواتب مجزية و لا قطع أراضي و لا سلف و لا اي أمتيازات بينما يتمتع غيره بكل هذا و أكثر فهل هي أتباع لخطوات سابقة أرادت من المعلم أن يحمل طاسة البناء في الصيف و اليوم تمارس نفس السياسة فهل من منقذ للأجيال بأنقاذ صانعها ؟؟؟؟ 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/20



كتابة تعليق لموضوع : المعلم يعتصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net