صفحة الكاتب : معمر حبار

الصدق في التمثيل والحياة
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذ يومين وصل البريد خبر مفاده، أن الممثل الأردني، محمود سوالقة، توفى رحمة الله عليه، وهو يؤدي دورا يجسّد فيه مشهد الوفاة.

ومنذ سنوات طوال، وفي حوار مع الممثلة السورية منى واصف، التي جسّدت دور هند آكلة الأكباد في فيلم الرسالة، سألها الصحافي يومها، أن بعض المشاهدين يبغضونك، لأنك في نظرهم أكلت كبد سيّدنا حمزة بن عبد المطلب، فأجابت قائلة، هذا دليل على أني أديت دور هند بصدق، لك أثّر المشهد في المشاهد، واعتقد أنه حقيقة.
وفي آخر الحوارات التي أجريت مع الذين عملوا مع الممثل المبدع عثمان عريوات، أمدّ الله في عطاءه، يتحدثون عنه أنه يضرب صاحبه حقيقة فيوجعه، إذا تطلب المشهد ذلك، حتى أنه إعتذر لإحدى الممثلات الجزائريات، وأهدى لها قارورة عطر ، كفارة له عن الألم الذي ألحقها بها، جراء المشهد الذي يتطلب الضرب.
وهناك أمثلة أخرى، لمن يعرفها وتحضره الآن، تدل على أن الصدق منبع الإبداع، وضامن له، ولو كان في التمثيل، لذلك تجد أن أحسن المشاهد، وأكثرها تأثيرها وأدومها، ويحترم صاحبها تلك التي يؤديها صاحبها بصدق.
من حق المتتبع بعد قراءة هذه الأسطر، أن يقول إذا كان الصدق بهذه المكانة والسمو في التمثيل، فكيف به في الحياة.
إن الصدق في الحياة يرفع الإنسان، ويضمن له المكانة التي تليق، ويحميه من زلات القلم واللسان. وإذا أخطأ الصادق، وجد من يستر عثرته، ويمسك بيده لينهض في الحين، فكما ضحى الإنسان بالغالي والعالي من أجل كلمة صدق وموقف صادق، كذلك الحياة ستكون له الظهر الذي يحمي، والصدر الذي يضم، وتكتب اسمه مع الصادقين الخالدين.
أصدق ولا تبالي، فسترزق بمن يصدق لأجلك، ولا يبالي لأجله، وتلك منزله لاينالها إلا الصادق الأمين.
والصدق كلّ لايتجزأ، وينال المرء من الصدق ، بقدر مايصدق مع عدوه وصديقه. والعاقل من وسّع دائرة الصدق، لتشمل الجميع وفي أصعب الحالات. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/16



كتابة تعليق لموضوع : الصدق في التمثيل والحياة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net