صفحة الكاتب : علاء الخطيب

العراق من طالب النقيب الى حسن العلوي
علاء الخطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 قُدِرَ لهذا البلد أنة يُبتلى برجال لا يعرفون سوى التضحية من أجل (كرسي الحكم) وليس من أجل الحكم  وشتَّان بين الحكم وكرسية فالحكم رمزاً للعدل والدولة والكرسي رمزٌ للانتهازية والتسلط،
ولذا من الخطأ القول (الصراع من أجل الحكم) بل الصراع من أجل كرسي الحكم، المهم أعود الى موضوعي الرئيس، فمن سوء طالع العراق أن يعيد التاريخ نفسه على أرضه فبالأمس كان (السيد) طالب النقيب رمز الإنتهازية السياسية، الرجل الذي تملكه شعور حب المنصب فأفرغه من حب الوطن، فراح يتقلب في كل الاتجاهات ويصطبغ بكل الألوان فمن نزعته العثمانية كمندوب في مجلس المبعوثان و حاكم للاحساء سنة 1901م -1903م  ثم طائعا ً ذليلاً للاتراك حتى منحِه رتبة المتمايز عام 1895م نتيجة لخدماته التي قدمها لهم، الى نزعته الإنكليزية وتقربه منهم طمعا بالحصول على عرش العراق،ومن سني الى شيعي ومن قومي تركي  الى قومي عربي ومن ملكي الى جمهوري ومن هروبه من أسطنبول خوفا ً من الاتحاديين بعد فوزهم  الى عضوا ً مدافعا ً عنهم في البصرة وبغداد ورافع لواء الطورانية، وبقي على هذا الحال من الحرباوية واللبلابية العجيبة  - نسبة ً الى نبات اللبلاب المتسلق - يحاول التلون والتسلق فهو يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه حينما تكون مصلحته في ذلك الإناء، وغادر الرجل عن دنيانا بجسده وترك لنا موروثا ً كبيرا من الانتهازين والحرباويين، واليوم يعود طالب النقيب ولكن بأسم ٍ آخر هو حسن النقيب عفوا ً (العلوي)  فكما كان النقيب يفاخر بنسبه كعلوي ينتسب لآل البيت وهو لايمت لهم بصلة سوى  أنه ينحدر من السيد أحمد الرفاعي، كذلك العلوي يفتخر ولايمت لآل البيت بصله إلا بلقبه،  ولعل آل البيت بلاؤهم عظيم بهؤلاء المدَّعين. فالعلوي من بعثي وقائد للحملة الدعائية للدكتاتور صدام وصاحب الشعارات الرنانه لها ومنها (إنك القائد الوحيد ولست القائد الأوحد) الى معارض للقائد الأوحد وصاحب الكتاب الشهير( العراق دولة المنظمة السرية) ومن رئيس تحرير مجلة الف باء السيئة الصيت والتي سوّد صفحاتها العلوي بانتفاضة صفر بالزور والبهتان والتجني على ثوارها ووصفهم بالعمالة  الى مدافع عن التشيع في كتابه (الشيعة والدولة القومية) الى ضدهم مرة أخرى في كتابه (عمر والتشيع) ومن علماني  الى مدافع عن الوهابية السعودية المستندة الى الدين، ومن معارض لصدام  الى باكي و مترحم على الدكتاتورية حينما قال (أن صدام جعل من حبل المشنقة ربطة عنق وأن الذي أُعدم هو صدام السني وليس صدام الدكتاتور) ثم يقول بكل وقاحة عن جملته السابقة  (قلت ما قاله الأبطال وليس القوادين والجبناء، كلمة قلتها في وقتها) وهو يعني بالقواديين والجبناء من هم في الحكم اليوم الذي سيجلس معهم ويترأسهم، والذي يقول عنهم (الحكومة العراقية لا تقرأ، وإنما تستلم بعض التقارير، فمعلوماتها معلومات المخبرين وليست معلومات المطّلعين)، و يعني بالابطال هو وحفنة البعثيين الذين ترحموا على الطاغية  القابعين بدمشق، وهو تحدي سافر لمشاعر الشعب العراقي الذي يستعد العلوي أن يكون عضواً ببرلمانه الجديد ضمن تيار الأحرار ولا أدري هل مثل العلوي حراً بالاصل . ثم يقول العلوي هذا ليس من شأن الصحافة أي أن تنقل ما أقول وتعيده بل هو من شأن التاريخ، فيعتقد العلوي أن ذاكرة الناس هي ذاكرة الماء التي تسقط فيه حجارة فيتسع الى دوائر ثم تتلاشى .بالأمس كان العلوي معارضا ً للاحتلال وللنظام السياسي في العراقي ولم يفتأ ينتقده وقناة المستقله شاهدة ٌ على ترهاته،  واليوم يقبل أن يكون جزأً منه وهو يقول حينما يسأل كيف تتحول من معارض الى رئيساً للبرلمان وبنفس الظروف  يقول: (ما الذي يريده الناس مني حتى يرضوا عنيِّ هل يريدونني ان ابقى معارضا ً حتى يرضوا عنيَّ) هذا التلون الرهيب الذي يتمتع به العلوي سليل النقيب وورارثه  يجعله صاحب بضاعة معروضة للبيع يشتريها من يدفع أكثر وهو من سلالة سلوكية وفكرية  رديئة النوع  للأسف انتشرت في هذه الأيام في أوساط بائعي الضمير والمبادئ والقيم بل بائعي كل شئ حتى ورقة التوت، حسن العلوي الذي تذكر أخيرا ً أنه مواطن عراقي وله حق الترشيح والإنتخاب كما يقول وهو قابع في دمشق ولم يرى العراق منذ سقوط الدكتاتور ولعله نذر أن  لا يدخل بغداد بعد إعدام سيده إلا أن إلحاح الملحين وإصرار المصرين ولمهمة إنتهازية بحته مدفوعة الثمن كانت وراء رجوعه وترشيح نفسه الى البرلمان العراقي الذي استنكره يوما ً  وأعتبر من فيه حفنةً من العملاء، فهل يا ترى سيكون ضمن هذه الحفنة أم أنه سيكون وطنيا ً على طريقة سلفه النقيب .  
 
علاء الخطيب- كاتب وإعلامي
  
...................................                                                                              
راجع مقابلة العلوي على الرابط التالي :                                                             
  http://www.elaph.com/Web/news/2010/6/569193.html
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الخطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/26



كتابة تعليق لموضوع : العراق من طالب النقيب الى حسن العلوي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net