صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الفردية تحكمنا !!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



مَن قال أن الديمقراطية هي نظام الحكم الذي يسود الوجود البشري؟!

فالبشرية لم تعهد الديمقراطية كنظام حكم في تأريخها , إلا لأول مرة في فترة الحكم الإسلامي , أبان الخلفاء الراشدين , حيث كان النظام ديمقراطيا صرفا , ومعروف ما آل إليه وتسبب به من مضاعفات وتداعيات وتفاعلات.

فالديمقراطية نظام طارئ على البشرية بالقياس إلى عمرها الزمني فوق الأرض , والتي ما تعودت على سيادة هذا النظام.

وفي عالمنا الديمقراطي المعاصر , نتحدث عن الديمقراطية , لكن الواقع الفاعل في الحياة , هو نظام تسلطي محكوم بقوانين صعبة لا تعرف الهوادة , فالواقع يشير إلى دكتاتورية القانون وسلطته وسيادته , وهذا ما يُقصد بالديمقراطية المطعمة بحرية الرأي والإعتقاد , وهي حرية محكومة بضوابط وقوانين.

وفي تأريخنا الطويل , أن الذي يغيير الحياة ويصنع التأريخ هم الأفراد, وحتى في زمننا المعاصر فأن النسبة العظمى من البشر تتبع ما يقوم به الأفراد.

فالمخترعات  - مثلا – إنجازات فردية , صار البشر مرهونا بها , فالإنترنيت وشبكات التواصل الإجتماعي والآي فون والآي باد , وغيرها هي مخترعات فردية , تتحكم فينا , بل حتى السيارة والطائرة والقطار وكل ما نتفاعل معه , ونمضي معظم وقتنا بصحبته من من صنع أفراد.

وبمعنى آخر , إن الفردية هي السائدة ومخترعات الأفراد هي التي ترسم حياتنا وسبل مسيرتنا وتواصلنا وتفاعلنا وعطائنا.

ولهذا فأن القول بإنتفاء الفردية في حالة الديمقراطية , إنما قول فيه الكثير من الغَفَل , ويبد أن الديمقراطية اسلوب لتأكيد الفردية والتعبير عنها على نطاق أوسع , فبدلا من إنحسارها بالفرد الحاكم , صارت متأكدة في الفرد العام.

وهنا تكمن مشكلة المجتمعات التي تسعى للديمقراطية , والتي توهمت بأنها إلغاء للفردية , وما عليها إلا أن تعيد النظر برؤيتها وفهمها وإدراكها الديمقراطي , وتتعلم آليات تحقيق الفردية المتفاعلة وفقا للضوابط والمعايير القانونية المتفق عليها والتي يقرها دستور وطني رشيد.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/30



كتابة تعليق لموضوع : الفردية تحكمنا !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net