صفحة الكاتب : صالح المحنه

ليست دعوة الى تدخّل الدين بالسياسة وإنّما !!
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن الشعب العراقي في شطره الشيعي ومن خلال ردّات الفعل المتتالية والتي تتحكّم في تصرفاته يمينا وشمالاً.. مازال في دور يحتاج فيه الى مَنْ يصوّب له إختياراته ويصحح مواقفه التي في اغلبها لم تكن مبنية على إسس عقلانية مدروسة ، وإنما تتلاعب فيها الأمزجة الحزبية والإنتماءات المتعددة على حساب المصلحة العامة للشعب العراقي ، وإنه بحاجة الى النصيحة والحماية والرعاية أيضاً ، لأنَّ تشابك الأمور وإختلافات السياسيين ، أربكت ذهنيتة وأفقدته إدراك الحقيقة والتمييز في أموره التي تخدم مصالحه ،  ولابد أن يكون هذا الطرف الذي يحتاج نصائحه ورعايته مثاليا في الثقة والنزاهة وقرارته بعيد عن المصلحة السياسية أو الدنيويةٌ  .. فوجد في المرجعية الدينية ذلك الكيانٌ العقيديٌ المستقلٌ  ضالّته، من خلال دورها الدينيٌّ الأبويٌّ الذي يراعي المصلحة العامة للمجتمع وفق المقاييس الشرعية ويمثّل الحيادية في التعاطي مع جميع الفرقاء إلا مالامس حاجة المواطن فيكون تدخّلها فاصلا وحاسما في هذا الموقف ولامكان للحيادية فيه ، ولايعد هذا تدخّلا في مفاصل السياسة الإدارية بل هو دعما للمواطن المغلوب على أمره..وكما لاحظنا مواقف المرجعية الدينية من الفتنة الطائفية ومن قرارات بعض السياسيين وآخرها وليس أخيرها رفض إمتيازات المسؤولين في قانون التقاعد وغيرها الكثير من المواقف الراعية لشؤون المواطنين.. وهذا المنطق الذي يجب أن يتمسّك به المواطن في وضعه الحالي والمستقبل خصوصا بعد فشل الأداء الحكومي وعدم مراعاة حاجة المواطن من قبل السياسيين إلا من سار في ركبهم الحزبي أوالطائفي ! ولعل هناك من ينتقد هذه الدعوة التي تُأيد دور المرجعية الدينية في رعايتها للوضع العام في العراق ويطالب بفصل الدين عن السياسة وترك الشعب يقرر مصيره ويأخذ حقوقه بيده من خلال فسحة الحرية والنظام الديمقراطي الجديد ، وهذا هو أمل الجميع ولكن واقع الحال وبعد مرور أكثر من عشر سنوات لا يدل على تحقيق مانأمل ، وهل بأمكان المواطن أن يحصل على حقوقه دون ان يُخترق إستقلاله الشخصي ويساء الى حريته ؟ في واقعنا اليوم إذا ما اراد المواطن ان يدخل دائرة حكومية لإنجاز عمل ما ..فإن لم يقف خلفه حزب أو عشيرة أو مسؤول في الدولة أو رجل دين .. فلن تُنجز معاملته بالوقت المناسب وستأخذ وقتاً طويلاً منه ! هذه هي ديمقراطية العراق الجديدة .. عززت الرشوة والواسطة ..فالمواطن المستقل وحتى المتحزب المُستَغَل من قبل مسؤوله الحزبي هو بحاجة الى رعاية مَنْ لامصلحة سياسية له ولامطمع دنيوي يشدّه الى طرفٍ دون طرفْ ..وهذه الجهة متمثله بالمرجعية الدينية فهي الراعي الأول لهذا الشعب وفق المباديء الشرعية التي فرضها عليهم الواجب الديني والإنساني ولانشك لحظة بنهج هذا الكيان المبارك الذي إستمدَ مقوماته من نهج محمد وآل بيته الأطهار صلى الله عليه وعليهم أجمعين . ونحن نعيش اليوم فترة إنتخابية جديدة لأربع سنوات قادمة نتمنّى من الشعب العراقي خصوصا الشيعة منهم أن يتوفقوا في إختيار الصالحين ويلفظوا الفاسدين وهذا هو مطلب المرجعية الدينية من أبناءها ولايضلّكم أحدٌ بأنه قريبٌ من المرجعية أو يحمل لكم صك الغفران ووصية التنزيه والبراءة فهذا كذب محض ، علينا أن لانقع ضحية مصالحنا ووعود كاذبة ، وأن لاتغرّنا المظاهر الدينية والأدعاء بالنزاهة والعفّة ، فجلُّ من سرقنا من أصحاب الجباه السود والأيادي التي تتوضأ خمس مرات في اليوم ! ولاعذر لمن تلاعب بمقدراتنا ثمان سنوات ، من فشِل في دورتين كيف نصدقه في الدورة القادمة ؟ وماذا إختلف فيه ؟ أوهمونا في دورتين خلت بأن المرجعية الدينية منحتهم الثقة ! فلامجال في هذه المرة أن نقع في نفس الفخ ، وأن لانُلدغ مِنْ نائب مرتين !!! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/27



كتابة تعليق لموضوع : ليست دعوة الى تدخّل الدين بالسياسة وإنّما !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net