صفحة الكاتب : علي البحراني

الوطن سينهار إن (أنا) ذهبت !
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعتقد الحكام العرب أنهم بتفريق شعوبهم إلى كانتونات قبلية وطائفية وطبقية يجعلون من وجودهم صمام أمام لعدم التناحر بين شرائح المجتمع الذي يحكمونه وتنطلي هذه الخدعة على الكثير من شعوبهم مفادها فكرة أن لولا الحكام لدخلت البلاد في حرب أهلية طاحنة، وبحسب معطيات الوضع العربي فأقل فترة حكم لحاكم عربي مستبعدين حالة التوريث فهو زين العابدين بن علي حاكم تونس فقد حكم البلاد لفترة 22 سنة وهذه الفترة كافية لتقسيم الشعب إلى فرق شتى كل فرقة ترسخ في مفاهيمها أن بقية الفرق تريد التخلص منها والحافظ لها من بقية الفرق هو الحاكم وهكذا تبقى عروش الحكام العرب تئن من طول فترة جلوس أصحابها عليها ، هذه الفكرة ليست متغلغلة في أذهان الشعوب بل ان الحاكم جراء الوغول في هذه الفكرة توهم صدقها وعاش الدور الذي صنعه لنفسه بالتزوير والكذب والخداع ووسخ السياسة، لقد تمثلت هذه الصورة في تونس وقالها زين العابدين بن علي (ن التنحي عن الرئاسة ستدخل البلاد في حرب أهلية) جملة اتفق عليها من خلع من الحكام ومن هو في الانتظار فقد تكررت من حسني مبارك وقالها القذافي ورددها علي عبدالله صالح هو وهم يعيشه هؤلاء الفراعنة الذين يرون في انفسهم مقام الإله الحافظ والمدبر لشؤون البشر كذبة يعيشونها أنهم الملاذ الآمن والصمام الوحيد الذي يقي البلاد والعباد من الحروب الأهلية؟ وكأن الله لم يخلق بشرا غيرهم ولم يخلق عقلاء غيرهم (...) يعتقدون ان لا رجل رشيدا يستطيع أن يدير شؤون العباد كما يديرونها متوهمين انهم بطرقهم الاستبدادية القمعية التي ادت إلى احتقان الشعوب بالثورات هم في مأمن من الخلع والمحاكمة ولقد أثبتت هذه النظرية فشلها الذريع فهل يتعظ البقية فيقتنعون أن كل تلك الاساليب لا تجدي نفعا لهم إن لم ينتقلوا إلى الديمقراطية وحرية الاختيار للشعب دون تزوير ولا اجبار؟ يعتقد الحاكم أن ما يفعله من تقسيمات للشعب سني شيعي، متشدد ليبرالي، قومي اسلامي، حضري بدوي، قبيلي خضيري واللعب على تلك الأوتار راقصا على نغماتها أنه فكك منظومة الشعب! لقد خابت هذه التقسيمات واضمحلت في ساحة الحرية وفي ميدان التحرير وفي ميدان التغيير وفي دوار اللؤلؤة فامتزجت كل الدوائر الذي توهم الحاكم انه خندق شرائح شعبه بها تحت شعار واحد وبصوت واحد يهتفون (الشعب يريد اسقاط النظام ) لقد قالوا (الشعب) ويالها من كلمة سحرية ذاب فيها الكل مهما كان توجهه او مذهبه أو فكره تحت هذه الكلمة رحل زين العابدين وسقط مبارك وها هو يحاكم وانتفض الشعب الليبي كما انتفض الشعب اليمني والبحريني والمغربي وها هي شرارة الثورة في سورية فهل تتنازل الأنظمة عن بالون هيبتها أمام شبابها وتسمع صراخهم وتهدئ روعهم فتلبي مطالبهم بدل التعامل معهم بقسوة القمع التي أثبتت عدم جدواها في تجارب سبقتهم؟ والعاقل خصيم نفسه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/26



كتابة تعليق لموضوع : الوطن سينهار إن (أنا) ذهبت !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net