صفحة الكاتب : معمر حبار

بيع الألقاب
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 منحت عرب الجاهلية، لقب صاحب المعلقات، للقليل من شعراء العرب، وعلّقت أشعارهم على أستار الكعبة، رغم وجود الكثير من الشعراء، وأن العرب أقامت للشعر أسواقا، يتبارز فيها أحسن ماقيل من أقوى الكلام وأعذبه، ولذلك جاءت معجزة العرب في اللسان، والبيان.
 
نال سيّدنا عمر بن عبد العزيز، لقب الخليفة الراشد، واعترف له بذلك السّابق واللاّحق. وجاء من بعده خلفاء بنو أمية، وبنو العباس، وآخرون، سعوا بكل مالديهم من مال وسعة وجيوش وأراضي، وسطوة ونفوذ، ولم ينالوا لقب الخليفة الراشد، ولقوا ربهم، ولم تمنحهم الأمة اللقب الذي كانوا يسعون إليه، لأن الأمة رأت، أنهم ليسوا أهلا للقب الخليفة الراشد، فحُرموا منه إلى الأبد.
 
وحين كانت الأمة في أوجّها، منحت لقب الحافظ، للقلّة القليلة من العلماء والفقهاء، رغم أن الدنيا كانت تعجّ بالكثير منهم، ولم يخلوا الزمان من مجدّد، لأن الأمة وضعت شروطا للقب الحافظ، فحازه القليل، وتمناه الكثير.
 
ولقب الأئمة الأربعة، ناله أربعة فقط، رغم أن القرن الرابع الهجري، شهد علماء، بلغوا رتبة الاجتهاد، ولم يُدرجوا ضمن الأربعة. ومنذ عامين، أبصرت في المكتبة كتابا للأطفال، بعنوان: "أئمة الإسلام"، ذكر فيه صاحبه، الأئمة الأربعة، وأضاف لها شيخه خلسة وتزويرا. ولم يستطع الكاتب أن يكتب، "الأئمة الخمسة !"، فاحتال على القارئ، بعنوان "أئمة الإسلام"، لأنه يدرك جيدا، أن لقب الأئمة الأربعة أغلق، وأن شيخه لن ينال فضل الانضمام، إلا بالتحايل على القارئ.
 
ولقب جائزة نوبل في العلوم الدقيقة، مُنح للقليل، رغم كثرة العلماء، وتنوع العلوم، وتعدد الاختصاصات، فبقي العلماء، يحلمون بلقب جائزة نوبل للعلوم.
 
وفي الميدان العسكري، نال سيّدنا خالد بن الوليد، رضي الله عنه وأرضاه، لقب سيف الله المسلول، في أول يوم من إسلامه، رغم أن هناك سيوفا سبقته، شاركت في بدر، وأحد، والخندق، وغزوات عديدة، وسرايا كثيرة، لأنه كان سيفا بطبعه، ونال اللقب عن جدارة.
 
وقرأت، وأنا ابن 15 سنة، أن الرئيس الأمريكي إيزنهاور، قاد بلاده والمعسكر الغربي، للنصر في الحرب العالمية الثانية، ولم يمنحوه لقب المارشال، لأن الأمريكيين رأوا أن النصر في الحرب العالمية الثانية، لايكفي لمنح لقب المارشال.
 
إن اللقب الرفيع، لايُمنح لمن جاء بالوضيع. والألقاب تُمنح من أهلها ولأهلها، وحين يتوفر صاحب اللقب على الميزات العالية التي تمنحه اللقب، ليبقى مثالا، يتخذه من يليه قدوة في نيل ماناله من لقب بحقه، وجهده. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/05



كتابة تعليق لموضوع : بيع الألقاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net