صفحة الكاتب : الشيخ محمد قانصو

دمعتان ووردة ..
الشيخ محمد قانصو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  .. يعود الربيع زاهي الألوان, تشرق شمسه الضحوك على الأرض الندية, أغاريد الطيور العائدة تتعالى فرحا في غمرة المهرجان.. وأنت عروس الحدائق وفراشة الحبِّ المزهوّة بتيجان البهاء!..
كلُّ عام تستفزّني روعة المناسبة وآتي حاملاً خجلي .. أقف أمام بحر عينيكِ ولا تسعفني الكلمات !. أرى تناثر الأوراق والقصائد بين يديك, وانحناء الريشة لسحر الأرجوان !.
في زحمة الموقف يسعفني الهروب, فأعود طفلاً لا أملك إلّا الاختباء بين جنحيك, فألامس الصدر المسكون بالعطف, وارتشف الحبَّ المسكوب بيد الله في قلبٍ ملائكيّ ..
آه .. لو تعود بيّ الأيام لأخرج ما في حصّالتي من قليلٍ ادّخرته لعيدك يا أمي.. وأعود من المدرسة حاملاً هديتك, وكأنّني أحمل الكون كلّه زهواً ورضى .. فتتلقينني كعادتك وتطبعين على خديّ تواقيع الامتنان لقليل يخجل من عظيم عطائك !.
اليوم آتيك يا أمي .. أنتظر على عتبة دارك ويطول الانتظار .. وهديتي الصغيرة تشتاق كفّيك .. ويفرُّ الشّوق من عينيّ, أُطرِقُ فيوقظني القدر المرّ !.وأمضي لمثواكِ مستبدلاً بالورد والدمع أحلام الصغار!..
يا أمي ّ.. أترامى كورق الخريف الذي حرمه الجفاف ماء الحياة, وتنثرني ريح خفيفة في زاوية من زوايا روضك المخمليّ, فتتحلق حوليَّ عصافير الربيع تشاركني الشجى, وتغني نايات السّروِ أغنية السكاتِ الطويل ..
وأبقى حيث تأنسُ روحيَّ!.. أجمع قصاصاتِ الذكرى, أستعيد ضحكة عينيك, أستعيد جمال مُحيّاكِ ومَحيَاك, أستعيد الحزن القدريَّ الذي عشتهِ, وأستعيد شتات ابتساماتٍ جادت بها الأيام عليكِ! ..
ولَأِن ألزمتني تفاصيل الحياة أن أعود إليها .. لكنني سأعود دوماً إلى قبلة قلبي وبوصلة عينيّ .. لأعزف نشيدك بأوتار أهدابي, وأرقب مع كل شمسٍ إطلالة روحكِ .. وأنتظر مع كلِّ مغيبٍ قطار العمر يعيدني إليكِ !!....
كلَّ عيدٍ وأنت مخلّدة بذاكرتي .. 
يا أروع الأمهات !..                                        
                                                        
                                                       
 
 
 
 
تحية إلى أمي ..
                                               و كلّ الأمهات الراحلات ..
                                             بقلم : الشيخ محمد اسعد قانصو 
                                   Cheikh_kanso@hotmail.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد قانصو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/20



كتابة تعليق لموضوع : دمعتان ووردة ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net