صفحة الكاتب : ايليا امامي

ردا على بعض المساكين
ايليا امامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طرح بعض المساكين المتفلسفين إشكالاً مفاده : ( لماذا لايكتب السيد السيستاني أو أحد أولاده .. كتاباً للرد على شبهات الوهابيه .. أو العلمانيين .. أو غيرهم .. ماهو دوره .. وماهي فائدة وجوده ؟؟!! )
 دعنا نرد على شبهتك أولاً أيها الصديق المخدوع .. لتعرف أن إشكالك ليس على شخص السيد .. بل الإشكال في فهمك لطريقة هذا المذهب 
أولاً : هل شبهات الوهابيه والعلمانيين وغيرهم بلا جواب فعلاً لحد الآن وتنتظر سماحته \" فقط\" ليرد عليها ؟
ألا يمكننا أن نقول بصوت عالٍ أن علمائنا ردوا كل الشبهات المثاره حول المذهب وحطموها ببركة إستفادتهم من فكر أهل البيت عليهم السلام؟؟
& إن قلت كلا .. فالإشكال ليس متوجه لسماحة السيد( وأولاده) فقط .. بل لكل رجال الدين .. بما فيهم ذلك الذي تدعوا إليه .. وتسقط سمعة سماحة السيد لتحله مكانه ..!!
& وإن قلت نعم قد ردوها كلها ( وهو الحق فعلاً ) فلم تطلب من سماحة السيد أن يكتب .. هل المطلوب وجود إسمه على أغلفة الكتب .. لإرضاء المطبلين من أمثالك حتى لو كان بتكرار الأفكار .. وتراكم الموضوعات ؟؟!!
أم أن المطلوب هو توجيه الجهد الى حيث مناطق الفراغ .. وجهات الحاجه الفعليه .. التي لايراها أمثالك .. ولايعرفون عنها كما يعرف الشخص وهو في موقع القائد ..

 ثانياً : هل الإخلاص في تكثير مايشار به إلينا ؟؟ أم في خدمة المذهب فقط وفقط ؟
هل سمعت عن مؤسسات سماحة السيد؟؟ فضلاً عن معرفتك بحجم نشاطها
المدارس .. التي يشرف عليها مجتهدون .. أو تلك المنتشره في ربوع العالم ؟؟
المراكز والمعاهد .. التي تخرج أبطالاً في العقيدة يحاورون ويدعون الى المذهب ؟؟
الحسينيات والمساجد .. التي لاتخلو منها أرض شيعيه ؟
هل المطلوب هو خدمة المذهب بطريقه أنت تحددها فقط؟
أم بالطريقة التي تضمن لنا بذل كل الجهد من أجل الحفاظ على المذهب .. أياً كانت هذه الطريقه .. ومهما كان من يقوم بها ..
هل سمعت عن :
مركز الابحاث العقائديه .. ومتابعته لشؤون العقيدة ،
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي .. الذي لو تابعت نشاطه لرأيت العجب العجاب ..هل يعتبر السيد مد ظله مقصرا في حق الإمام مثلاً .. إن كان المركز هذا قام بطباعة مئات الكتب .. والمحاضرات وحتى قصص الأطفال .. حول الإمام عليه السلام .. ليقف غدا سماحته امام سؤال واحد ( لماذا لاتكتب بقلمك )
إنه لزوم مالايلزم .. ووجوب مالم يوجبه الله .. وربنا يحاسب الناس على ما أوجبه هو لاما أوجبوه هم ..
ومؤسسة إحياء التراث .. التي \" من إسمها\" أعادتنا لعصر المفيد والصدوق .. وجعلت كتب القدماء في متناول المحققين والدارسين ..
ومؤسسات العلوم القرآنيه ..
والشؤون النسويه ..
وحتى تعليم الخط والرسم ..
وبعضها في بلدان .. لايعرف المعترض عدد الشيعة فيها أساساً
هذا ولن أتكلم عن الجوانب الإجتماعيه ..
بين علاج المرضى وبناء المستشفيات ..
وتزويج الشباب ..
هذا كله لن اتكلم عنه .. وغيره كثير .. لأنك تكلمت عن الأمور الفكريه .. فليكن الجواب بقدرها ..

وأنا أشهد أمام الله بما رأيت .. يجيئ الناس للسيد محمد رضا (دام عزه) ويقولون : لماذا يتعب سماحة السيد في إنجاز الأمر ثم يحسب على غيره من الناس لمجرد الظهور الإعلامي ..
فكان يقول : سماحة السيد أغلق الباب بخصوص الكلام عن هذا الموضوع .. إنما نقدم العمل لله .. وهو تعالى أعرف بإسم من يكون ..

 ثالثاً :ثم تعال أيها القارئ الكريم .. وتعجب معي على هذا النفس المقيت .. والتفكير المقزز .. لماذا (( السيد أو أحد أولاده)) ؟؟!!
هل المرجعيه إقطاعيه ؟؟
هل هي وراثه ؟؟
أليس هذا لسان حال ( تلاقفوها يا آل فلان فإنما هو الملك )
بئساً لهذه الأنفاس الخبيثه .. التي ترى جهود علمائنا .. وتفانيهم وأخلاصهم في خدمة المذهب ..
( ملكاً عضوضا ).. وهذا يفسر لك تكالبهك على هذا المقام .. ولو بإسقاط الآخرين .. بدل أن يهربوا من مسؤوليته .. ويحذروا من ثقل أمانته .. كما هو حال علمائنا الماضين !!

 رابعاً : أولئك العلماء الذين يردون الشبهات .. ويؤلفون الكتب .. والمحاضرات .. موجودون منتشرون في كل بقاع العالم الشيعي ..في النجف / وقم / ومشهد / ولبنان/ والكويت/ والأحساء/ والقطيف / والبحرين / والهند / وباكستان / وآفغانستان ......وغيرها ..
واحدهم كالنخلة التي تمتد جذورها تحت الأرض لتمسك ماحولها من التربه وتثبتها ..
لايزايد أحد على خدماتهم .. وجهودهم .. وجهادهم ..
فلماذا لم تحترق قلوبهم على المذهب الذي ضاع بيد ( المرجع الأعلى ) ولم يدعوا الناس لتركه وترك منهجه ؟
أما أن رجال المذهب كلهم على هذا الحال ..
أو أنها \" إعتراضات مسمومه\"
ليت الأميني عندما ألف الغدير .. إعترض على الإمام الحكيم .. لأنه المرجع الأعلى .. وعاتبه لأنه لم يقم بهذا الجهد ..
وليت الطباطبائي عندما ألف الميزان .. عاتب الإمام الخميني ..
وليت الشهيد الصدر عندما ألف فلسفتنا وإقتصادنا .. عاتب الامام الخوئي ..
لم يكن أحدهم فريسة للشيطان .. كبعض العمائم في هذا الزمان ..

 خامساً وأخيراً : الخلاصة هي ( سماحة السيد مد ظله .. عالم من العلماء .. حاله حالهم .. يتحرك لسد الفراغ حيث كان الفراغ .. إن كان بطبع كتاب .. أوعز بطباعته .. وإن كان بترجمته .. أمر بترجمته .. وإن كان بإرسال موفد من الفضلاء الأجلاء أرسله .. وإن كان بتأسيس مركز او مكان معين .. ساهم ودعم ..
وليس شرطاً
انتبااااه
انتبااااه
ليس شرطاً أن يتصدى هو بنفسه لكل شيئ .. بل يتصدى لسد الفراغ سواء بنفسه او بغيره .. المهم ان لايبقى الفراغ مع وجودته وقدرته على سده ..
أتذكر كلمة جميله للإمام الخامنئي حفظه الله يقول : لو قيل لي أن وجودك في قرية صغيره مغموره في أطراف إيران تقف على بابها وتصفف الأحذيه .. هو تكليفك الشرعي .. فسوف أكون راضياً مادام هذا هو مايرضي الله عني وأشعر أني أقوم بواجبي الفعلي ..
وليس مهما بعدها للمخلص .. ماتقول عنه الناس .. وما يتقلب فيه المزاج
 ينقل أن أحد علمائنا بذل جهده لسنتين في تأليف كتاب أخلاقي .. ولما أكمله شاهد الإمام الصادق عليه السلام في منامه .. فسأله : ياسيدي أي الكتابين أفضل كتابي أم كتاب الفيض الكاشاني ( أيضاً عن الأخلاق)
فسكت الإمام .. فقال له : سيدي مثلك كريم لايرد السائل .
فقال الإمام عليه السلام : بل كتاب الفيض الكاشاني أفضل .
فلما إستيقظ العالم .. قام الى الإوراق التي سهر في تأليفها .. ووضعها في الماء وغسلها .. فتلف الحبر .. وضاع جهد سنتين .. فقط لكي لايزاحم كتاب الكاشاني مادامت فيه خدمة أكبر للمذهب ..
أين أنتم عن هذا الإخلاص .. أخرسوا ألسنتكم عن التطاول .. فلستم أهل هذا العالم النظيف يا أصحاب الشبهات .. ولسيس علمائنا من يضرهم جهل أمثالكم ..
ولمن لايعرف أن علمائنا على نهج أئمتهم في توزيع الأدوار .. وأن هناك من يشترط على الإمام ان يتصدى بنفسه .. وأن هذا الداء قديم ..
لمن لايعرف .. أترككم مع هذه الرواية ... وأعتذر للإطاله .. ونسألكم الدعاء :

عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله(عليه السلام)جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له....
فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس، ثم قال له: حاجتك أيها الرجل؟ قال: بلغني
أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لا ناظرك.
فقال أبو عبد الله عليه السلام في ماذا؟
قال في القرآن ....
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل (( أي ناظره))
فقال الرجل. ((((انما أريدك أنت... لا حمران)))
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ((ان غلبت حمران فقد غلبتني)).

  ولما غلبه حمران .. قال الشامي : أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية
فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر.

فقال: أريد أن أناظرك في الفقه
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره... فما ترك الشامي يكشر.

 قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل (إشتد)
الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.

 فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه فيها قال: فكلمه فما تركه يكشر ..

ثم قال أريد أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام.

فقال أريد أن أتكلم في الإمامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم،
فكلمه فما تركه يريم ولايحلى ولا يمري

قال الراوي : فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتى بدت نواجذه.
ثم قال عليه السلام :
يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم
أخرجهما إلى الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الأنبياء والأوصياء.. الى آخر كلامه الشريف ...
ثم صار الرجل من شيعة الامام عليه السلام .. وإلتزم بتدريسه وتعليمه هشام بن الحكم .
(( إختيار معرفة الرجال/ لشيخ الطائفه الطوسي قدس سره/ ج ٢ ص ٥٥٥))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/19



كتابة تعليق لموضوع : ردا على بعض المساكين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net