صفحة الكاتب : حيدر عاشور

الحب مفتاح القلوب
حيدر عاشور

 ننهل كل يوم من بئر كرمه،علوما ومعرفة، ويترسخ في قلوبنا، وجوانحنا إيمانا ويقينا،بأنه الطريق الأقرب إلى مرتضاة الله سبحانه وتعالى،فيتفاضل ويتنافس حوله الأخيار والمؤمنين والموالين لنيل الرضا والشفاعة،وحسن العاقبة،وضمان الآخرة..فتطبعوا  بطبع كرمه الفياض المعطاء بلا حدود، وكانوا السباقين في خدمته..مدونين أسمائهم في حضرته، ليقسموا بالله وبدمه الطاهر الذي روى ارض كربلاء، ففاضت بالخيرات وأصبحت ارض البركات والكرامات: أن يكونوا مضحين معطين دون اخذين،وأن تبكي عيونهم دموعا لا يراها احد وتصرخ قلوبهم أنينا لا يسمعها احد ويكتبون الصمت كلمات لا يفهمها احد...وتجدهم في كل مكان بذات الروح وذاك الكرم..ويتصفون بصفاته ويرسمون فكره، ويتسامون في مبادئه،ويسيرون على عقيدته، بوعي وضمير،رغم أن الضمير لا يرتبط دائما بالوعي الواضح المبين ،يقدمون نهجهم  بفخر على طبق من التضحيات المجبولة بعشقه،ليتجلوا بالإنسانية والصبر فيعلوا بكبرياء والخشوع معا،وهذا هو الإيمان بالخشوع الروحي ... فلا قيمة للإنسان  أن يعيش  في هذه الدنيا دون أن يأتي عملا يبرر وجوده فيها ،فتصبح الحياة ثقيلة إلى ابعد حد حينما يقضيها الإنسان في التافه من الأمور وقلبه الإنساني ممتلئ باكتشافات كبيرة وأخطاء كبيره..وستنكشف الحقيقة للضالين، وسيتخلص الإنسان من هذا الخوف الدائم والمؤلم والظالم وستكون الحياة على الأرض رائعة بشكل لا نتصوره... حين نشاهد فيها مشاهد تثلج القلب في إنسانيتها ،فمشهد  ذلك الشاب الذي دخل إلى إحدى صيدليات كربلاء  هامسا لصاحبها:اعطني نصف الدواء لأنني لا املك المال الكافي يسد قيمة الوصفة الطبية..كان جريئا وعلامات المؤمنين الصابرين على محياه،وركز حديثه باتجاه الصيدلاني لا غير رغم امتلاء الصيدلية بألوان مختلفة من البشر.
ساد الصمت وتنقلت العيون تقرأ بعضها البعض بسرعة وهي حائرة منفعلة من أثارت الحدث بهذه الصيغة العلنية للحرمان...ليكسر هذا الصمت همسا أخر في إذن الصيدلاني:أكمل له الدواء وسأدفع قيمته كاملة..ارتفع صوت الرافض بشدة مجبولا بالعزة بالنفس،مع الشكر للجميع لهذه الإنسانية النبيلة المتوقدة من أبناء مدينة الحسين (عليه السلام).
الإنسان بحاجة إلى مثل هذه الحياة يجب أن يتحسسها وينتظرها ويعلم بها ويتعلم، ويتهيأ لها فحب الله سبحانه وتعالى، ومن جعلهم أئمة الأرض ولألئ السماء وأصحاب الرأي والحكمة يرتبط بالمعاناة والألم الآخرين،وان لا يحجب الحب الإلهي الكبير في أعماق الإنسان لكونه مفتاح ألاف القلوب الإنسانية .
فكان صوت صاحب الصيدلية الهادئ يعلن:بان الحساب مدفوعا مسبقا على حساب  صندوق الحسين (عليه السلام)وجميع الفقراء من المرضى يشملهم دون استثناء احد..صاح احدهم وهو يبكي جزعا،هذه من مؤثرات السجال الإنساني في التسابق على فعل الخير والعمل الصالح، وكل هذا من صنع الحسين (عليه السلام).. فهذا الكرم وهذه الأخلاق التي يتمتع بها الحسينيون ستكون مثالا يضرب به على الملأ في كل أرجاء البسيطة،وهذه الشيمة النبيلة لا يستطيع احد أن يعمل بها سوى حسيني التربية والأخلاق والفكر والعقيدة والمبادئ...  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر عاشور
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/16



كتابة تعليق لموضوع : الحب مفتاح القلوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net