صفحة الكاتب : علي حسين الخباز


لا أعرف كيف مرت عليه السنوات، وكيف اصبح صديق طفولتي رجل دين، وسادن إحدى المقامات السنية المعروفة عندنا في العراق. التقيته عن طريق الصدفة البحتة في احد مؤتمرات حوار الأديان، كانت خشيتي أن لا يعرفني، لأنه من المؤكد أن هناك تغيرات ملامح، هناك كبر في العمر، سنوات فرقة طويلة، لكني اكتشفت إن الامر اكبر من مجرد معرفة ملامح او استذكارات تقربها الى الذاكرة... استغربت حقاً واذا به يسألني: كيف هي صدى الروضتين؟ وكيف حالهم جماعة العباس (ع)؟ ومع بداية الحوار همس في اذني: لنخرج.
سألته: لماذا تركت الحوار؟ ابتسم حينها واجاب: اشرب شايك، فالمسألة ليست مسألة حوارات بل مفاهيم، نحن نتحدث معهم عن نصوص مقدسة واستشهادات موروثة، وروايات مأثورة عن السلف الصالح؛ كالسلام والمحبة، لكننا نتحدث عن ماضي ذهب بكل ما فيه، هم الان يشاهدون حاضرا غير متوازن، رجل دين مسلم يكفّر كل من لا يعتنق رؤاه، يفتي بذبحهم وتهجيرهم من ديارهم، وبعد ذلك يذهب لينفتح على الأديان.
قلت: ولكن يبقى اللومُ على الطرف الآخر. فسألني: كيف؟ قلت: لماذا يعمم ما تقوم به جماعات محدودة متطرفة على العالم الإسلامي كله، فهؤلاء للأسف قوم لا يعيشون الواقع العصري للإسلام، يرفضون الاعتراف بأن هناك وقائع لا بد أن يتعايش معها الدين. ضحك صديق طفولتي وقال: هم ينظرون الى مسألة أخرى بعيدة عن تفكيرك الإسلامي، وكل ماقلته هو مجرد انشاء عندهم لكونهم ينظرون الى الدين فيجدوه غير قادر على تغيير سلوك من يعتنقه...
لو تحدثنا الآن عن مئات النصوص الاسلامية بل الملايين منها التي تدعو الى التسامح والتراحم والانفتاح... تفخيخ واحد يمحو أي تأثير مهما كان عمقه. قلت: اسمح لي أن أقول: وما ذنبي انا كي احاكم بجريمة ارهابي شاذ؟ فأجابني فوراً: وكيف تريده أن يزكيك؟ هل عرفته انك بريء عنه ومختلف عنه وعن تفكيره المنحرف؟ كيف سيعرف الآخر انك ترفض الارهاب ومذهبه؟ هل هناك جهة رسمية واحدة كالازهر الشريف او منظمة المؤتمر الاسلامي او المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية اصدر حكم ادانة ضد هذه الجماعات المتطرفة؟ قال: ضدهم شيء؛ يعرف الاخر اننا نرفضهم لكن بالعكس الاخر يرى هذه الجهات الرسمية تدافع عنهم وتحارب كل من يرفضهم او يخالفهم برأي. وقف بعدها وقال: دعني أذهب. قلت: والمؤتمر؟ ضحك حينها وقال: سأقرأ ما تكتبه...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/03



كتابة تعليق لموضوع : مجرد صدفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net