المطلوب لتحرير البطش اليأجوجي قلع «أسد» النظام السوري
الشيخ راضي حبيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ عدة سنوات وقبل أن يحتدم الصراع في داخل سورية قلتُ في تصريح صحافي ـ على خلفية اعلان خبر مقتل زعيم القاعدة بن لادين ـ التالي: بحسب ما أشارت اليه روايات اهل البيت عليهم السلام من ان توالي الاحداث ستصل الى الشام وعندها سيعقبها قدوم مشروع السفياني، وأضاف: وان ما يحاك من اطاحة للانظمة الحاكمة للدول الاسلامية والعربية من قبل المخطط الصهيوني الغربي وجعل الناس في هرج ومرج يراد به الوصول الى أهم نقطة استراتيجية التي من خلالها يضمن لهم التوسع في المنطقة بحسب المخطط الاستعماري المعهود لديهم . 

واضاف: ونحن نتنبأ من خلال ما جاء في روايات اهل البيت (عليهم السلام) المستقبلية المتعلقة بالثقافة المهدوية، انه بعد وقوع سلسلة احداث تصل ذروتها الى بلاد الشام التي سيترتب عليها انطلاق مشروع السفياني وهو من الامور حتمية الوقوع. 

وأكد: لذلك فان مجيء خبر اعلان مقتل زعيم القاعدة بن لادن في هذا التوقيت هو من اجل الدفع بخلايا الارهاب النائمة الى الالتحاق بمشروع ارهاب منظم وواسع قادم في الطريق سيطال البلاد الاسلامية والعربية على حد سواء.

ومن هنا بعد وقوع ما اشرت إليه من التنبؤات أريد تتمة هذا التصريح :

بسؤال يطرح نفسه وهو: هل أن الولايات الامريكية جادة بموقفها هذا ازاء تحقيق الحرية للشعب السوري حتى تدعمه بجيوشها المدعوة بالحرة وما أنشأته من تنظيم جيش القاعدة وفتاوى جهاد النكاح (المعلبة) أم أنها كواقعة الحرة الذي افتض فيها جيش يزيد ألف من بنات الصحابة على أرض حرم المدينة ؟!

كما نقل السيوطي في تاريخ الخلفاء ص185: ان واقعة الحرة على باب طيبة وما أدراك ما وقعة الحرة ؟ ذكرها الحسن مرة فقال : والله ما كان ينجو منهم أحد ، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم ونهبت المدينة وافتض فيه ألف عذراء.

وهذا التاريخ يعيد نفسه اليوم فيما حصل من مهازل جهاد النكاح (الزنى) والعياذ بالله مما اقترفوا حيث جعل فقهاء (قناة المجزرة والعهر السياسي الفضائية) اعراض النساء في قبضة المؤامرة الصهيونية على المسلمين والعرب.

والسؤال التلقائي الذي سيتبادر إلى أذهان القراء على خلفية هذا السؤال  هو: ولماذا الولايات الأمريكية لم تحرص على حرية الشعب الفلسطيني وانتزاعه من يد البطش الاسرائيلي كما تريد ان تحرص على حرية الشعب السوري؟!

والنتيجة واضحة جدا وهي: ان المطلوب في حقيقة الأمر من انتزاع النظام السوري الحالي الحاكم هو تحرير يد البطش الاسرائيلي ودفع أيةً سد أمام تحقيق هذا البطش الاسرائيلي أو بحسب الاصطلاح القرآني(يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) والاستعمار الصهيوني لمنطقة الشرق الاوسط وما يجاورها من الدول العربية والاسلامية في ظل الهرج والمرج.

والمعهود من النظام السوري الحالي بزعامة الرئيس بشار الاسد مواقفه الشريفة ازاء ايقاف البطش الصهيوني وامتداده اليأجوجي الى المنطقة الاقليمية، واعانة المقاومة الوطنية والاسلامية من أجل ايقاف زحف هذا الخطر الصهيوني.

وهذا ما قد أشارت إليه الايات الكريمة من منطلق أنّ المورد لا يخصص الوارد, أوانّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا *قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا).

وأيضا ما جاء في سورة الانبياء قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ).

وهنا أيضاً سؤال يطرح نفسه: هل سيقف مسلسل الانتهاكات البيزنطية الامريكية الى هذا الحد أم أنها بداية ارهاصات ومقدمات ومخاضات في انتظار ولادة (المشروع السفياني) المعهود من أجل فتح المجال لإتمام مشروع الاستعمار الصهيوني؟

الموضوع السابق اربعينية بحجم وطن

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat