صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أوطان تستر أبنائها ، وأبناء يسترون أوطانهم.
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إبن خال لي مهجن من نطفة عراقية ووعاء من دولة أخرى ، ينتقد على الدوام الطريقة التي تدار فيها الأمور في بلاد أخواله ، ويرى فيها معطلا للتنمية ، ويقول ، إن الملعب الذي يتسع لعشرات الألوف لم تبنه الحكومة الحالية ، ولا التي سبقتها ، ولا التي سبقت التي سبقتها ، بل هو من إنجازات حاكم شبع موتا ، في حين يمتلئ الملعب عن آخره عند كل مباراة لكرة القدم تجمع فريقين محليين ، أو حين يكون طرف المنازلة الآخر من بلد منافس ، فقط تتحكم الدولة الجديدة بإدارة الملعب وصيانته وتحصيل الإيرادات ، وفي حين تتعطل التنمية ولايجد الشباب فرصا للحياة أفضل يستمر رافعو الشعارات الطنانة بالتهريج ونشر الأكاذيب عن عداوات ضرورية لحفظ كرامة الحضارة المهدورة .

لاحظ ماأود قوله ، ويتلخص بفكرة بسيطة ، هناك دول حضارية تستر حكامها وتوفر لهم طاقة وحضورا وتأثيرا ليس لمهارتهم وقدرتهم ونبوغهم وإلهامهم ، بل لأنهم يتعنونون بإسم تلك الدول الحضارية ، وينطقون في المحافل بصوتها ، ويحصلون على الدعم ، ويضمنون إحترام الغير من السياسيين وقادة المنظمات العالمية ، وربما يتمكنون من تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية بعنوان حضاري مهم ، وسأشرح ؟ أكثر ، هناك دول حضارية عظيمة مثل (بريطانيا وفرنسا وإيران والعراق وسوريا ومصر) وهي متمكنة تاريخيا وتمتلك إرثا عظيما ، والمعروف إن أقدم الحضارات كانت في (وادي النيل  وبلاد الرافدين وبلاد فارس وسوريا)  ،وهي حضارات ساهمت في إغناء البشرية بمواهب ومكتسبات فكرية وعقائدية وإقتصادية بقيت ماثلة وساهمت في ترسيخ مبادئ الإحترام لها حول العالم ، وفرنسا كما بريطانيا لديهما حضور تاريخي كبير لكنهما تراجعتا كثيرا مع ظهور دول عظيمة أخرى تنافس .

 أغلب سياسيي هذه الدول ومواطنيها لم يعد لهم من قدرة كبيرة على التأثير وفرض الإرادة وصناعة المعجزات كما كان الأسلاف يفعلون ، لكن الذي بقي هو القدرة الحضارية والإلهام العظيم الشاخص والمثير والجاذب والمبهر لشعوب ودول أخرى ، لذلك تعتمد هذه الدول على تاريخها الحضاري المجيد في فرض نفوذها المعنوي وتحقيق المكاسب من خلاله ، وليس دائما .

في بلدان حديثة كأمريكا التي طمرت حضارة الهنود الحمر البدائية ، صنع الناس القادمين من شتى الأصقاع مجدا لهذا البلد وستروا عليه ،وكلما كاد أن ينهار تجمعوا من حوله ، وأوقفوه ثانية مع إنه ناشئ ولايمتلك الحضارة المبهرة وناسه من كل الأصقاع ، وهولاء منتجون شجعان تركوا الخلاف ليبنوا لهم مجدا مستمرا ، وتجربة الخليج مهمة كما في الإمارات والسعودية والكويت وقطر، وفي أغلبها أراض صحراوية تتكون من مليارات من الأطنان من الرمل، لكن أهلها لم يلتفتوا للخلافات وعمروها وإستثمروا النفط الذي فيها ليصنعوا شيئا مختلفا مبهرا ، وستجد إن مواطني ( سوريا والعراق ومصر وإيران وفرنسا وبريطانيا) يهرعون إليها ليحققوا حلما ما.

أوطان تستر على أبنائها ، وأبناء يسترون على أوطانهم . سبحان الستار


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/16



كتابة تعليق لموضوع : أوطان تستر أبنائها ، وأبناء يسترون أوطانهم.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net