صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

كراسي بلا أحزمة أمان!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


للكراسي أحزمة أمان , سواء في السيارة أو الطائرة وغيرهما من وسائط الحركة والإنتقال , وعندما تكون في الباخرة أو الطائرة لا بد لك من التعرف على طوق النجاة الذي سيحميك من الغرق , ولا يمنع عنك أسماك القرش وغيرها من الآفات الشرسة.

وكراسي السياسة ذات خطورة عالية ومفاجئة , تستدعي شدّ أكثر من حزام أمان وتحضير عدد من أطواق النجاة , لأنها تقف على ما هو متحرك ومحلّق , ومبحر في ميادين المصالح والأهداف المرسومة في العلن أو الخفاء.

ومن الواضح أن الكثير من الكراسي تجهل تماما أحزمتها , وتتوهم بأن ربان مركبتها كفيل بتوفير الأمان , وتنسى بأنه يتحرك وفقا لبوصلة مصالحه , التي قد تستدعي رميها في الماء بلا طوق نجاة , أو رميها تحت عجلات قطار المصالح المتسارع المسير.

ولا يوجد كرسي يتمتع ببعض ذكاء وبديهية , لا يدرك بأن حزام الأمان الأقوى والأوثق هو الشعب.

نعم إن الشعب هو حزام الأمان الأسلم , ولا يمكن لأي كرسي أن يمضي في مسيرته برفعة وعزة وكرامة , إذا توهم بأنه يمتلك حزاما يوقيه الويلات غير الشعب.
فالعلاقة الصحيحة الصافية الواضحة ما بين الكرسي والشعب هي طوق النجاة وقواربها التي لا تُغرق الذين على متنها.

أما الذين يتصورون بأن أصحاب المصالح هم أحزمة أمانهم وأطواق نجاتهم , فأنهم سيلاقون أسوأ المصير , والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى , لكن الناس لا تتعظ من الآخرين , وتكرر ما تسبب في نهاياتهم القاسية.

ومن مآسينا السياسية المتواصلة , أن الخصام يتحقق ما بين الكراسي والشعب , ومن الصعب التصديق بأن معاني وآليات أي حكم عندنا تشذ عن هذه القاعدة المريرة القاسية.
فالشعب هو الخصم دائما , وكل المؤازين للكراسي (إلى حين) , هم الأعوان والأصدقاء.

ولهذا ترانا ندور في دائرة الوهم المفرغة التي تنتج ذات الأساليب والتداعيات , وما تعلمنا كيف نستيقظ ونسترشد ونستفيق من غثيان الكراسي , وهوس السلطة والحكم , وكأننا لا ندري , أن عقب الهوس يأتي التحجر والجمود والإنكماش في طي النسيان.

فهل سنعرف أحزمة آماننا الحقيقية , وأطواق نجاتنا الوفية؟!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/06



كتابة تعليق لموضوع : كراسي بلا أحزمة أمان!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net