فيتو بنكهة سعوديه !
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لمن يجهل ماهية مجلس الأمن الدولي فهو الهيئة التي يقع عل عاتقها مسئولية صيانة السلم والأمن الدوليين وهو مجلس مكون من خمسة عشر عضواً ، ولخمسة فقط منهم حق النقد "الفيتو" وله دستور وقوانين منظمة لاعماله ، ولكن الحقيقة تنافي هذا المبدأ الإنساني العظيم ، فلطالما اختلفت أحكامه وقراراته حين قرأنا التاريخ ، فاستخدام حق الفيتو لبعض أعضاءه دون الآخرين وترسيخ المعايير المزدوجة في التعامل مع قضايا الأمم جعل من هذه المجلس أداة مساهمة و بشكل كبير في استمرار اضطرابات الأمن والسلم في بقاع المعمورة وكذلك اتساع المساحة التي تحتلها مظالم الشعوب وانتشار النزاعات الحدودية والعرقية بين الدول ومن يجهل هذه الحقيقة فلينظر الى تاريخ القضية الفلسطينية وأين انتهت !
لقد فشل هذه المجلس في الكثير من القضايا التي تم بحثها على موائده وفي مقدمتها جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ولم يستطع لوقتنا هذا إخضاع برنامج إسرائيل النووي للرقابة الدولية بفضل الفيتو الأمريكي الدائم ….
ومع هذه المعطيات وأكثر كان من حق المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ان ترفض الانضمام لمجلس الكذب والعدوان الدولي المسمى مجلس الأمن الدولي ، فهي لن تقبل الظلم ولن تكون كذلك "شاهد ما شفش حاجه" ، فلا عظمة مكانتها الدينية والجغرافية ستسمح لها بقبول بهذا المنصب الهزلي ولا حجم تأثيرها في المنطقة وخاصة بعد الربيع العربي الفاشل سيسمح بذلك !
ربما كانوا ليقبلوا قادة المملكة العربية السعودية عضوية هذا المجلس أو حتى اخذوا مهلة في التفكير لو أن لديهم بصيص أمل بأن رايته المرفوعة هي القانون فوق الجميع وان هناك تطبيق شفاف وامين لكل القوانين والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها الميثاق الموقع في 26 /06 / 1945م والمتضمن مراعاة الحقوق الأساسية للإنسان وتحقيق العدالة وحل جميع قضايا النزاع دون الاستناد الى التمييز الديني أو العرقي ولكنهم يدركون ان هذا حلم بعيد المنال ، فالأسس التنظيمية التي قام عليها هذا المجلس وفي مقدمتها حق النقض "الفيتو" تجعل من الحق باطلاً ومن الظلم عدلاً لان مصالح الدول الأعضاء وخاصة بمنطقتنا فوق كل ميثاق شرف وفوق كل قانون !
لم تفعل المملكة العربية السعودية برفضها هذا إلا الصواب والحق وعملاً بالحديث النبوي الشريف " يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأي الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها "
فكل التحية للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أوضح وبجلاء موقفه من هذا المجلس حين قال نصاً وبوضوح : " مجلس الأمن هو الكيان الدولي المعني بتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وإذا فشلنا في جعله يهب لنصرة الأمن والسلم الدوليين في كل من سورية وفلسطين، ووقف أعمال العنف التي تمارس ضدهما، فعلينا أن ندير ظهورنا له وأن نعمل على بناء قدراتنا لحلّ مشكلاتنا بأنفسنا"
نعم فلنحل مشاكلنا مهما طال بنا الامر وبعيداً عن مجلس الكومبارس هذا الذي يصفق فيه العشرة أو يصمتون حين يبدأ الخمسة الكبار بالغناء !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي محمود الكاتب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat