صفحة الكاتب : ريم أبو الفضل

هل سقط الإخوان أم أُسقِطوا؟
ريم أبو الفضل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
 
 
حلم المشروع الإسلامى...حمله الإسلاميون فى عدد من البلاد الإسلامية..تمحور حوله الإخوان ..وأصبح الحلم والهدف، وسعوا لتحقيقه بينما رفض الآخرون ما أسموه بالإسلام السياسى
 
تزداد حالة الاستقطاب يوما بعد يوم فى الشارع المصرى ..ومعها يزداد الانقسام وتصبح الفجوة واسعة 
 
فتحول المصريون من حالة اتحاد وتلاحم ثورى لحالة استقطاب سياسى  لصراع.. فانقسام ..فتناحر واحتراب
 
هل  يمكن الجزم بفشل الإسلام السياسى فى إدارة الحكم ؟ ..
 
بالرغم من تجربة الإخوان القصيرة فى الحكم وبالرغم من فشل حزب الحرية والعدالة فى اختزال الدولة من خلاله 
 
وبصرف النظر عن تجربة أردوغان التى اعتبرها الإخوان مثلهم الأعلى برغم اختلاف الشخص الذى كان رجلا للدولة وليس لشريحة من الدولة واختلاف الدستور الذى مازال يحمل ملمحا علمانيا 
 
إلا أن تجارب الآخرين من خلال الإسلام السياسى لا تنبئنا أيضا بنجاح..
 ففى إيران أغرقت مؤسسة الحكم البلد فى حصار دولى لأكثر من ثلاثة عقود  مما أدى لعزلة يعيش فيها وتدهور حينذاك رغم اختلاف سيكولوجية الشعب الإيرانى المعروف بصبره وهدوئه 
 
كما أن التجربة الأفغانية المتمثلة فى نظام طالبان قد أعادت أفغانستان للوراء فى تجربة شديدة القمعية
 
لسنا بصدد تحليل الإسلام السياسى فى بعض الدول ولا مناقشة محاولة تطبيق المشروع الإسلامى .ولكن فى من يحاولون التطبيق ويفشلون، فيتبعهم آخرون، ويتوالى الفشل فى وصمٍ للإسلام وليس للأشخاص
.وبعيدا عن التجارب الأخرى فى عدد من البلاد أتساءل لماذا فشل الإخوان بمصر فى وقت وجيز، وقد كان من قبل يحصدون المقاعد فى الانتخابات البرلمانية 
ووجدت أن الإخوان أخفقوا فى إدارة البلاد..ولم تكن لديهم سياسة ممنهجة بالإضافة لوجود خطة اتضحت لنا اليوم تقوم على إفشالهم، ولفظهم من المجتمع
 
ظهرت العراقيل والمعوقات وزاد منها فشل الإخوان فى التعامل معها فلم يتمكنوا من السيطرة على مفاصل الدولة دون السيطرة على أدوات القوة من شرطة وجيش 
 
حاول الإخوان أن يتغللوا داخل تلك المفاصل من ناحية ومن ناحية أخرى حاولوا حشد مؤيدين لهم مما أدى للريبة التى اجتاحت صدور المصريين والتي حاول الإعلام تأجيجها
كما زاد من ذلك سقطة الدستور.. وسد النهضة ..ومؤتمر نصرة سوريا الذى رفعت فيه إعلام القاعدة وعدم تحسن أحوال البلد من فوضى وارتفاع الأسعار وغياب الأمن وغيره
 
ساهم على سقوط الإخوان عوامل تكوينهم الأيدلوجي والسياسى والتنظيمى بالإضافة لتلك المكيدة التى أطاحت بهم من قِبل النظام القديم 
 
لم ينجح الإخوان المسلمون فى القضاء على النظام القديم أو إقصائه بل حاولوا مسايرة قوى النظام القديم والمصالحة مع مؤسساته
 
شارك العسكر فى تخطيط المرحلة الانتقالية مع الإخوان.. بل وقاموا بنفس الدور الذى قام به العسكر نحوهم اليوم وهو شيطنة الحركات الاحتجاجية والقوى المعارضة التى هاجمت المجلس العسكرى  ..بل ناصروا المجلس العسكرى  فى قمعه للثوار محمد محمود، وماسيبرو، ومجلس الوزراء... وبين حليف الأمس وعدو اليوم كانت سقطتهم 
 
لم يتقدم الإخوان أى خطوات  فى مشاريع العدالة الانتقالية وهيكلة نظام الشرطة بل قاموا بمضاعفة ميزانيتها وتكريم القيادات والتصالح مع القوى الرأسمالية من عصر مبارك
 
دخل الإخوان فى صراع مع المؤسسة القضائية مما أدى لفقد السيطرة عليها أو التفاهم معها فخسر الإخوان مؤيد أو على الأقل محايد
 
فشل الإخوان فى إدارة دولاب العمل الحكومى وازدادت الاحتجاجات الفئوية وارتفعت الأسعار مع أسعار المحروقات بالإضافة لأزمات انقطاع الكهرباء والبنزين وغيرهما، وأدى ذلك لتشتت جهود حكومة ضعيفة برئاسة قنديل فى إحراز أى خطوات لامتصاص غضب الشعب
 
فشل الإخوان فى بناء التحالفات السياسية، واعتمدوا على الظهير الشعبى الذى سرعان ما تخلى عنهم حين انطفأت آماله فى تحسن سريع وملحوظ للوضع الاقتصادى
 
وكان معركة الدستور فاصلة للإطاحة بمرسى ..فى اعتراض وانتقاد من الأحزاب والقوى المدنية
 
بالغت القوى المدنية فى مخاوفها من الإخوان وساعد الإعلام على ذلك وتصيد السقطات التى قد تمر لولا وجود مبدأ الإفشال
 
لم يستطع الإخوان تطبيق أجندة الإصلاح والتطهير الحكومى ..ولم يستطيعوا اختراق المؤسسات وخلق هياكل موازية جديدة ،وعندما بدت لنا بعض المحاولات رأى الآخرون ذلك مجرد تمكين للإخوان ومحاولة فرض السيطرة على مفاصل الدولة بعيدا عن تطهيرها
 
قام الإعلام بدور خطير فى بث مشاعر الخوف من تجربة حكم الإخوان وفى بث بعض الأكاذيب، ومن ثم تحولت مشاعر الخوف لكراهية ونبذ
 
 
وكان المشهد الأخير
 
لم يبد مرسى أى مرونة فى الاستجابة لدعوة الانتخابات المبكرة التى طالب بها ملايين المصريين
 
وقعت مصر بين قوتين
 
الإخوان الذين كان يلزمهم مزيدا من الوقت والدعم للسيطرة على أدوات القوة ...وبين الجيش الذى أدرك أن الإخوان يلزمهم مزيدا من الوقت ليظهروا بعضا من الإنجاز والنجاح
 
فكان للقوة سيفاً قطع به الوقت و أطاح بمرسى فى تجربة قصيرة مريرة على الإخوان وعلى الشعب كان كلاهما فيها ظالم ومظلوم
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ريم أبو الفضل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/03



كتابة تعليق لموضوع : هل سقط الإخوان أم أُسقِطوا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net