صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

أساليب التعامل بين اللهجة والتطبع
علي حسين الخباز

 

لاشك ان اساليب التعامل لها دور فعّال في حياة الفرد والمجتمع، وان أغلب الخلافات والصراعات تكون بسبب فشل اسلوب التخاطب، وفظاظة الحديث، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ). ومن الملاحظ ازدياد نسبة الفظاظة في حديثنا اليومي، وحتى الطلبات أخذت تميل الى لهجة الأوامر دون كلمات الاسترخاص... فكم جميل ذاك الحارس العسكري الذي يفتشني كل صباح، لكنه يرضيني بكلمة (من رخصتك) اشعر انه قدم احترامه لي، ولنفسه، ولوظيفته، وحوّل الصيغة العسكرية الى صيغة انسانية رائعة... 
بينما الكثير من أحاديثنا اليوم خلت من روح المجاملة والتلطف الى بعضنا، وازدادت مفردات (شتريد، وشسويله، وإذا، وشنو يعني) لقد شخّص الأستاذ (اياد الزهيري) تشخيصا آخر للمشكلة، وقال: ان اللهجة العراقية فيها الجفاف والقسوة، وثمة من ينادي الآخرين وكأنه ينادي قطيعا من الغنم حسب تعبيره؟! وربط هذه الظاهرة بالوعي الثقافي، ويرى: ان لهجة ابن البادية اكثر خشونة من لهجة ابن الريف... ويذهب الى ابعد من هذا حين يقارن لهجتنا العراقية مع اللهجات الأخرى فهو يرى: ان اللهجة الدمشقية اكثر طراوة من اللهجة العراقية، او يرى ان اللهجة البيروتية أرق وألين أي انه ماثل بين مفردات اللهجة الغاضبة عند العراقيين مع لين وترف اللهجات العربية الأخرى في المنطوق الحواري اليومي. فهو قد تناسى الكثير من المفردات العراقية الجميلة، وغمط حق أرق مفردة في العالم تجري على لسان العراقيين بميانة يقل نظيرها عند العالم كله (عيوني) وما اجملها وما ارقها (اغاتي، مولاي، عزيزي، بيك خير وتدلل، خادم زغير...) هذه مفردات الشارع العراقي، واذا عرجنا على مفردات التعامل النسوي فسترى العراقيات ينفردن (سودة عليه، فدوة اروحله، يا يمه، عمت عيني، ولخاطركم...). 
لكنه يعود عقب هذا الكلام كله ليقول: (لدينا لغة مليئة بالمفردات والتي لو استعملناها لملئت الدنيا لطفا ووداعة ومحبة) وحتى هذه الالتفاتة نعتبرها مؤاخذة عليه؛ فالشارع العراقي رغم ما اصابته من ويلات ودمار ما زال الى الآن يحتفظ بمفردات التسامح والعفو والاخوة، ولو تم ذكر سلبيات بعض الحالات المتشنجة دون المقارنة مع لهجات الشعوب العربية لكانت اكثر عقلانية ورونقا، وأما ان يلجأ الكاتب الى انتقاء استفزازي يقلل قيمة انسانية شعب وامة، فذلك امر غير مقبول وكفانا نكالا بأهلنا وناسنا يا ايها الكتّاب الأعزاء مع المودة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/22



كتابة تعليق لموضوع : أساليب التعامل بين اللهجة والتطبع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : د. عبد الجبّار هاني ، في 2013/07/30 .

التفاتة طيّبة .. وأودّ أن أنبّه على أن مفردات اللهجة وعباراتها انعكاس للبيئة النفسية والاجتماعية وغيرهما ، ذلك أننا لا نتكلم عن الأشياء المحسوسة فحسب ، بل نتكلّم بلسان دواخلنا وما يكتنفنا من ظروف .. وعل هذا الأساس ففي كلّ لغة أو لهجة مفردات
من الرضا والتسامح والرقّة مثل ما فيها من مفردات الغضب والنفور والغلظة ... وتحيّاتي إلى الأستاذ علي الخبّاز




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net