صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

نفاقٌ في الدينِ لايُطاق
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

=============
 
لم يكن ببالي أن أتحدثَّ في هذا الموضوع
 
لكن ما أُشاهده وأقف عليه لم يتركني ساكتا
 
إنّها الوظيفةُ والإلزامات القرآنية إرشاداً
 
فهي مَن تشرعُ في بدءِ  الحَراكِ  بنقد ما يقع
 
قال تعالى
 
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التوبة73
 
وما ألحظه في الحياة المُعاصِرة عيانا وظهورا
 
هو الآخرُ مُنطبقاً لما قاله اللهُ تعالى
 
في تشخيص أخطر لونٍ من ألوان  الإنحراف 
 
ألا وهو النفاق
 
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4
 
وواضح أنَّ الشخص إنما يُتّهم بالنفاق
 
إذا كان يُظهر قولا أو فعلاً مُغايراً  لما يضمره في نفسه وذهنه وقلبه .
 
فذاك الذي ينزو على منبرِ رسول الله :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :
 
 ومنبر الإمام الحسين:عليه السلام:
 
ويتحدث إلى الناس عن ضرروة تحمل الفقر وإلتزام جانب الزهد
 
 كما كان الإمام عليّ :عليه السلام: زاهدا ومتأسيا بالفقراء
 
وأغلب المتلقين لحديثه يعرفونه حق المعرفة
 
في أي برج عالٍ يقطن
 
وعلى أي سرير ينام
 
وكم من الحماية عنده
ولم يخلو بيته من الكهرباء والغذاء طرفة عين أبدا
 
وحينما يزور علي:ع: في مرقده تحوطه الحمايات من كل جانب
 
حتى يُزاحم الزوار في زيارتهم
 
بربِّكِ هل يبقى لمثل هذا من واعية  أوتأثيرٍ ؟
 
 
وغفل مثلُ ذاك المنافق
 
 أنَّ الإمام علي :عليه السلام: إنما كان زاهداً ليكون خالصاً لله تعالى لايملكه أحدٌ غير الله 
لابمعنى أنّه يُؤسس للتجويع والصبر على المذلة والهوان
 
وهو القائل :لوكان الفقرُ رجلاً لقتلته 
 
فلم ينم علي :عليه السلام:
 
 حتى يطوف على بيوت الفقراء والمساكين والثكالى ليشبعهم ويلبي حاجاتهم
 
وهو القائلُ روحي فداه
 
 
: وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي  إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ اليمَامَةِ 
مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْص  وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ 
 
أَوْ أَبِيِتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى
 
 
 أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
 
 وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة ::  وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِـدّ :
 
:من كتابه إلى عامله على البصرة (عثمان بن حنيف الأنصاري) :نهج البلاغة:
 
 
ومنافقٌ آخرٌ يظهرُ على الفضاء ويتحدّث بلونٍ من ألوان التورع والتقوى ليشي للمتلقي بأنه 
 
أورع وأعدل وأعلم الأحياء فعلى الجميع أن يُقلدوه
 
تعساً له وبُعدا وبئسا
 
 
وآخرٌ يصفُ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر 
 
بأنهم مُتجاوزين على سلطة الدولة والقانون 
 
والحكومة هي مَن تفرض الأمن ؟
 
 
ويعني بالأمن أمنُ تجار الخمر والإباحية 
 
وسراق المال العام الشرعي والحكومي .
 
وإلاَّ فالشعب يُقتلُ ويذبح على طريقة الموت الذريع
 
كما ورد في الروايات ؟
 
 
قال تعالى 
 
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }التوبة67
 
 
ومنافقٌ آخرٌ  يتحدث للمذيع  بأنه عندما أعتمر وزار بيت الله الحرام
 
 قد تمسكَ بأستار الكعبة داعياً على من ظلمه
 
 وهو كان قد خدمه .
 
وأحتضن الحجر الأسود بذنوبه وكان الحجرُ أسعدا
 
لينتقم اللهُ تعالى له من خصمه الذي عن منصبه أبعده
 
 
وخلتهُ  يقول إنِّي دعوتُ للشعب المظلوم والمقتول على سنة الإسلاميين الجدد 
 
 
وذبح المسلم والمؤمن عندهم حلال ولا يحتاج إلى تذكية
 
بخلاف ذبح الدجاج والبقر والأغنام
 
 
 فيجب فيه إستقبال القبلة والتذكية بالتسمية عليه حتى تثبت الحليّة ؟
 
 والمُقرفُ في كلام هذا الأخير الداهية أنه يُخمس أمواله عند مرجعه 
 
وقد إتهمته النزاهة بالسرقة وطُرِدَ من منصبه ؟
 
 
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }النساء145
 
 
 
ومنافقٌ آخرٌ  تعلو رأسه عمامة القدس والطهارة  (أيام زمان وآسفا)
 
 
وتجلسُ أمامه من لباسها قوق الركبتين علا  حاسرة الرأس مُكشِّفَة الشعرا متبرجة الوجه في شهر رمضان الكريم.
 
وتتناوش معه أطراف الحديث وتُحاوره  وربما قصدت بقولها 
 
 
قوله تعالى  من حيث لاتشعر
 
{ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }الكهف37
 
 
 
 ناهيكَ عن منافقي الإسلام المقلوب  وهم يتفاكهون الحديث مع ممثلات العصر بفسقهن المعلن وماخفي أعظم
 
كل ذلك يحصل وبحجة لملمة الشمل في مجلس عراقي.
 
 
لا أدري في أي واد هم يهيمون ؟
 
وعلى أي ذقن يضحكون ؟
 
أحسبوا  الناسَ جهلة مثلهم 
 
وقد صقاتهم وإستعبرتهم تقلبات الدهر؟
 
كلا إنهم منافقون 
 
كاذبون
 
{ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }المنافقون1
 
 
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }الفتح6
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/21



كتابة تعليق لموضوع : نفاقٌ في الدينِ لايُطاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net