صفحة الكاتب : عزيز الخيكاني

من سيكون بعد مبارك ؟
عزيز الخيكاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اجتاحت رياح التغيير منطقة الشرق الاوسط وتحديدا طغاة المنطقة العربية الذين يمسكون بالسلطة منذ عشرات السنين ، فثورة الشباب في تونس وقول الكلمة الفصل للتغيير وماتبعه من ثورة شبابية قادها ابطال مصر وصمودهم الكبير في ميدان التحرير منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي الى ان تحققت مطالبهم برحيل طاغية من طغاة العصر قاد مصر منذ ثلاثين عاما ولم يدرك يوما ان الرياح ستقلع كرسيه لان الطغاة لايقرأون الواقع جيدا ، همهم الوحيد هو بقاؤهم على الكرسي مهما وصل الامر بالشعب من ظلم وضيم .
اليوم تحققت ارادة الشعب المصري وقال كلمته العظمى (( لابقاء للظالم والظلم ، ولا للدكتاتورية والقائد الاوحد ، ولا للتوريث ، )) فرحل احد الطغاة الذين تمسكوا بالسلطة وقمعوا وقتلوا وسرقوا ، وقبله  طاغية تونس ، ولكن كانت الشرارة الاولى هو سقوط طاغية العصر ورأس الطغاة وقائدهم (( صدام حسين )) الذي بسقوطه المهين والمذل وان اختلفت طريقة السقوط الا ان سقوطه كان رسالة واضحة للعالم اجمع ومنها رسالة لاغبار عليها لهؤلاء القابعين والمسيطرين على رقاب شعوبهم في ان عصر الطغاة بدأ ينتهي شيئا فشيئا وان رياح الديمقراطية وحرية الشعوب في اختيار من يمثلها قد نضجت وبانت ولم يبق شيء الا ثورة تلو الاخرى لاسقاط ماتبقى من هؤلاء ،  فمن سيكون التالي بعد مبارك ؟
اعتقد ان رياح التغيير بدأت ، والشعوب اكثر وعيا الان مما مضى ، لان الاختيار والقرار سيكون بيدهم لابيد هؤلاء ، واعتقد جازما ان الطريق سالك امام شعب اليمن العزيز وليبيا عمر المختار ، وجزائر جميلة بوحيرد ، وغيرهم من شعوب المنطقة العربية في ان تنهض وتقول كلمتها ، والان بات هؤلاء يرتجفون وهم في وضع لايُحسدون عليه ، واليوم على الشعوب والمناضلين وقادة الرأي ان يقولوا كلمتهم وأن ينظفوا ارضهم من هؤلاء لتكون الكلمة العليا للحرية والكرامة والانسانية والمصير المشترك .
نعم كانت رسالة شعب مصر العريق واضحة وضوح الشمس بأنه لا لمن يتلاعب ويسرق قوت الشعب ، لا للفاسدين الذين يستغلون مناصبهم لغرض العيش الرغيد لهم ولعوائلهم والفقراء في الدرك الاسفل ، لابل لايستطيعون الحصول على لقمة العيش ،
اما شعب العراق فقد كان اول المضحين وقال كلمته الفصل في ذلك ، واستمرت تضحيته طيلة هذه السنين منذ ان سقط الصنم ولحد هذه اللحظة وهو يكافح للحفاظ على هذا المنجز العظيم ،  ولكن هيهات ممن يسعى الى ان يلتف على ماحققه هذا الشعب ، ويحاول مصادرة مامقدمه من تضحيات ،  ليصنع دكتاتوريات جديدة تقودها الاحزاب .
وعلى القادة في العراق قراءة الوضع جيدا والعمل على تطبيق مفاهيم حقوق الانسان والشرعة الدولية ، وتطبيق الدستور وعدم الالتفاف عليه ومحاسبة المقصرين والسراق والمفسدين وامام الشعب ليكون على اطلاع كامل ، وتطبيق مفاهيم الحرية والديمقراطية والشعور بالمسؤولية واهم ذلك توفير قوت الشعب ، وان لم يتحقق ذلك ويستمر صعود البعض ممن ليس له تاريخ  على حساب المضحين واهالي المقابر الجماعية والمتضررين من قمع النظام المقبور واصحاب الكفاءة والمقدرة ، او من يحاول ان يجعل من وزارته او مؤسسته لعائلته او المقربين منه ، او من يسرق قوت الشعب ويحاول الهروب كما فعله من سبقهم في ذلك فسيكون هناك كلام آخر لهذا الشعب ، وعليهم أخذ العبر والدروس والنظر الى ابسط الحقوق الواجب توفيرها ، وبالتأكيد هي فرصة للقادة والمسؤولين في ان يكونوا عند حسن ظن من انتخبهم واول عمل عليهم القيام به هو مكافحة الفاسدين ومعاقبتهم وكشفهم امام الجمهور وتعريتهم ومن ثم النزول الى الشارع للوقوف على احتياجات الناس الفقراء والبسطاء وتطبيق العدالة الاجتماعية في كل شيء والا سيكون المصير غير مرغوب فيه ولات ساعة مندم .
 al_aziz_su@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الخيكاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/12



كتابة تعليق لموضوع : من سيكون بعد مبارك ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net