رحلة الى بيارق اليقين
علي حسين الخباز

أجهضْ جراحك يا وطني.. 

وامتطي مهرة الزهو نبضاتٍ تعانق هذا المولود المبارك، وليكن لجام الحكمة ومضات تناثرت عند سنابك التدوين، هي أصواتُ وجدٍ صهلت على مر الدهور..

كلٌ يحمل عفته في مبتغاه إلا الصرخة التي حصحصت رايات ترفرف عند مرابض الحنين، 

إلكـز اليراعاتِ فخراً وقل ما تشاء فهذا الزهو جواد كريم..

صوت ابن عساكر الشافعي الحافظ البصير يطرق بابي الآن 

الحسن والحسين أسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية أبداً، روى سلمان الفارسي (رض) إن الرسول (ص) قال: 

(سمّى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وأني سميت ابني الحسن والحسين بما سمّى هارون ابنيه) قلتُ: استدلال بر يدلنا على استضاءة تبرق من مهج السؤال؟ فأجاب ابن عساكر باسماً: هوبعينه يبحر كبرياءً في حديث المنزلة: (علي مني بمنزلة هارون من موسى)

توسّم يا ولدي النباهة لتدرك قيمة الفحوى علي بمنزلة هارون في الخلافة والوزارة فليكن اسما ابنيه كاسمي ابني هارون ليدلا على تنزيل منزلته في جميع الشؤون بلا استثناء سوى النبوة التي خـُتمت برسول المكرمات..

قلت: يا ابن عساكر يُكنى (ابو عبد الله) وما كني بغيرها ويُلقب بالسبط وسيد شباب أهل الجنة وهذا اللقب وليد اللواء الذي رفعه الرسول (ص) حين قال: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) ويُلقب هذا الابي {ريحانة الرسول (ص)}.

فليتسع وجد التذكر فيك وسامة ليسطع الحديث الشريف دلالات نور (الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا).

صوتٌ آخر يجذب الانتباه نحوه.

:اسمع يا بني!!

التفتُ اليه غبطةً تتوسم الوثوق: أنت ياسيدي ابن المنظور؟

قال ابن المنظور: هل سمعت بربيعة السعدي؟

سرعان ما رفع عني حيرة السؤال.. واستأنف الحديث

: هو رجل أنهكته دياجير المتاهة فحار في موارد التفضيل، شدّ راحلته ليدخل فجر المدينة يحمل علامات الاستفهام وإذا به في محجر حذيفة بن اليمانِِ

:من أهل العراق.. رجل من أهل الكوفة جئتُ أحمل نزف التفضيل علني أحظى بكف دليل تقود الرشد الى مأمن الخلاص:على الخبير جادت بك الاماليد، فاجلس لتسمع ما سمعته أذناي ووعاه القلب وأبصرته العين..

خرج علينا الرسول حاملا الحسين بن علي على عاتقه وهو يقول: أيها الناس لأعرفن مااختلفتم بعدي هذا الحسين بن علي خير الناس جدا وخير الناس جدة.. جده محمد رسول الله سيد النبيين وجدته خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين الى الايمان بالله ورسوله.. هذا الحسين بن علي خير الناس أبا وخير الناس أما، أبوه علي بن أبي طالب أخو رسول الله (ص) ووزيره وابن عمه وسابق رجال العالمين الى الايمان بالله ورسوله، وأمه فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين.. هذا الحسين بن علي خير الناس عما وخير الناس عمة، عمه جعفر وعمته أم هاني بنت أبي طالب، هذا الحسين خير الناس خال وخالة، أيها الناس هو وأخوه وجده وجدته وعمه وعمته وأمه وأبوه وخاله وخالته في الجنة..

قلتُ: هي الرايات التي أينعت بكف شعبان وفي الثالث منه سنة ثلاث للهجرة.

قال ابن عساكر: وهل تدري ياولدي بإجماع أهل البيت عليهم السلام أن ولادة الحسين بعد ولادة الحسن بستة أشهر وعشرة أيام وقد صرّح أهل البيت (عليهم السلام) أن مدة الحمل لم يحمل بها إلا الحسين ويحيى (عليهما السلام) وقد وُلِد في بيت علي وفاطمة الزهراء المجاور لدار الرسول في داخل المقصورة الشريفة وسط المسجد النبوي الشريف وهي أطهر بقاع العالم.

قلت ما أسعدنا ياعم ونحن نحمل ذكرى هذه المروءة الهاشمية حيث تقول الروايات بأنه كان يشبه جده الرسول(ص) في الخلقة واللون. فأجابني ابن منظور: يقول عبد الرحمن بن عوف: الحسن أشبه جده ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه بما كان أسفل من ذلك 

وقال الإمام علي (ع): من سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس لرسول الله ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن ومن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس ما بين عنقه إلى كعبه خلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين(ع) 

قلت: لنتقرب إلى ما يجيشه الصدر يابن منظور ونحن على قاب قوسين من المهابة، إذ سرت الوداعة غضة يباركها غبش الطيبين وقول رسول يزأر في كل الملمات: نحلتُ الحسن هيبتي وسؤددي وأما الحسين فقد نحلته نجدتي وجودي.

فقال ابن عساكر: هو إرث الله الذي أضحى على وليد هذا الملاذ تشهد آية التطهير وتشهد آية المباهلة وهذا الملك الصاعد النازل ليرفد الرسول (ص) بالوحي وأنباء السماء ومغيبات الأرض في دار نما فيها الحسين.

يقول عبد الله بن عمر: كان على الحسن والحسين تعويذتان فيهما من زغب جناح جبرائيل إذ كان يدعمه مادياً ويبث فيه القوة والشجاعة 

قلت يابن عساكر ويابن منظور: لقد زرعتما المسرة في مفاتن هذه البهجة وأنا إذ أستشهد بكما لأنكما تنتميان إلى زفرة ملثمة الملامح لكن بريق الوعي أنهض فيكما ما جدتما به.. حدثاني عن الولادة المباركة عن المدى الحافل بالغيرة ومسرى الموزمات (حين ولادة الحسين استبشر النبي (ص) فسرره ولفه بخرقة وتفل في فيه وتكلم بكلام لا يعرفه سواه، ثم ارتضع المعرفة والحكمة من الزهراء (ع) وقد زقه الرسول بلسانه وابهامه ليمص منهما ما نبت اللحم وذكرت الأحاديث أن أم الفضل أرضعته بلبن أبنها..

ناديت: يا وريث الصوت الذي لا يجف نداؤه.. لم تظمأ أبدا مادام الحسين فراتك العذب ياوطني.

الموضوع السابق 2 - الضرورات الشعرية دراسة ضرورية مسائل طارئة، وأخرى سائرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat