صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

فلسفة سامراء!! "لتعرف وطنك, إعرف مدينتك"
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال عبدالله: ولدنا في مدينتنا , وقد كحلت عيوننا بالذهب , وأترعت في وعينا وقلوبنا شموخ العمارة والجمال , فلن ترى فيها عمارة  أجمل , ولن تجد مَن يرى للمال قيمة.
فمنذ طفولتنا وعيوننا تعبق من الذهب , وتراه أمامها قبة عسجدية مشعشعة الأنوار.
وأينما تمضي فيها تجد آثارا تذكرنا بجمال العمارة والقصور , وروعة الفن , وما وصلت إليه المدينة في ثورتها العمرانية العباسية , يوم كانت تسر الناظرين إليها , وتزيدهم بهجة في القلب والعقل والنفس والروح.
فمدينتنا , خالدة وأثيرة ومؤثرة في سلوكنا , ولهذا فنحن ننتسب إليها , لعزتها ومقامها ودورها التأريخي المتوهج , الذي لا يمكن لأية قوة أو إرادة أن تحجبه , وتضع بينه وبين أنوار المكان والزمان , مهما تبدلت أو إستطالت وادعت , وتمادت في العداء والإستبداد والطغيان.
 
قلت لعبدالله: ربما أخذت أفهم أسرار زهدك , ونأيك عن مفاتن الدنيا , فأنت صاحب نفسٍ مترعة بالذهب , ورؤية قد تجاوزت حدود "أريد" إلى ما بعدها , فأصبحت تبدو وكأنك لا تريد , ولهذا أجدك لا تعيش في ذات اللحظة المادية المحكومة بالرغبات السفلية , وإنما تغيب في سماوات التجلي , والتفاعل الإبداعي الخلاق مع مكونات الفكرة , ودواعيها اللازمة للوصول إلى تحقيق ما لا يمكن تحقيقه ,  إلا بقوة الروح في قلب الأريب , النابض بالطموحات الوثابة نحو تعبير أكبر وبناء أعظم.
 
قال عبدالله: إن المدينة تصنع الذات وترسم خارطة الوجود , ومدينتنا لا تزال تضع لنا أوصاف المسارات التي تريدها , لكي نحقق الإنتماء الحضاري المرتبط بها.
 
قلت لعبد الله: إن وعي المدينة يوصلنا إلى وعي إنسانيتنا ودورنا , ويضع على عاتقنا مسؤولية الإرتقاء إلى كيانها , ودورها ووعيها وفلسفتها وسماتها , وملامح إنطلاقها وديمومة تواصلها مع الأجيال.
فالمدينة ذات طاقات جذب عجيبة , وأظنها من أكثر بقاع الأرض التي احتضنت أجيال البشر , ودعتهم للحضور فيها , وهي التي كانت سوحا لأعظم الأمجاد والإنجازات , وفيها إنبثقت خلاصة وجوهر الأفكار الحضارية اللامعة.
 
قال عبدالله: المدينة عنوان أهلها , وميدان ما فيهم , وما دام أهل المدينة يجهلون مدينتهم , فأن المدينة ستبقى حزينة متألمة متوجعة.
 
وتلك حقيقة ما يجري , فاعرفوا مدنكم لكي تكونوا بها.
ولا يمكن لأمة أن تكون إذا جهل أبناؤها مكان حياتهم!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/09



كتابة تعليق لموضوع : فلسفة سامراء!! "لتعرف وطنك, إعرف مدينتك"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net