صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأقلام والحكومات!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأقلام تزعزع أركان الحكومات في المجتمعات الديمقراطية , لأن الإعلام الحر , من أعمدة الديمقراطية الأساسية الكبرى.
ولا يمكن القول بوجود حكومات ديمقراطية من غير إعلام حر , وحكومات تقرأ وتتابع , وتحسب وتتحسب للمكتوب في وسائل الإعلام , لأنه يمثل هموم الشعب وإرادة المجتمع.
وإذا لم تتفاعل الحكومات مع الأقلام الحرة الواعية الوطنية المدركة , ذات الرؤية الإنسانية العلمية الواضحة بعين الجد والإعتبار , فأنها بعيدة عن الديمقراطية , ولا يليق بها إدعاء النظام الديمقراطي.
ففي مجتمعات الديمقراطية الصحيحة الواضحة , الأقلام تفعل فعلها , والصحافة تقوض أركان الحكومات وتسقطها.
وكم غيرت  الأشخاص والحكومات وغيرها من الحالات , التي تصدت لها وكشفت عيوبها وقصورها , وتورطها بسلوكيات غير صالحة للوطن والمجتمع.
والأمثلة على ذلك كثيرة , فقد أسقطت الصحافة الرئيس الأمريكي نكسن , وأقصت الأحزاب عن الحكم في دول غربية عديدة.
وفي مجتمعاتنا التي تريد الديمقراطية , أو تحلم بها , أو تتوهمها , أو تمارسها , على حسب إدعائها , هناك إغفال واضح لما تكتبه الأقلام الواعية  , الساعية لتحقيق المصلحة الوطنية , حتى تحولت الصحف ووسائل الإعلام الأخرى إلى مواقع غير مجدية أو مؤثرة.
لأن  العديد من الأقلام إنطلقت في متاهات الكتابات الإنفعالية المتطرفة المشحونة بالطاقات السلبية , والدعوات المناهضة للحرية والحياة والوطنية الصحيحة , فراحت تكتب بمداد العدوانية والطائفية , والإنتقامية , وبأساليب غير معاصرة ,  وكأنها تتشاجر على صفحات الإعلام , وهذه الأقلام تسببت في إنهيار قيمة الكتابة ودور الصحافة في صناعة الحياة.
ذلك أنها لا تعي مسؤولية الكلمة , ومعنى السلوك الوطني , ولا تعنيها مصلحة الأمة أو المجتمع , بقدر ما تقوم بتفريغ ما فيها من الأقياح النفسية والسلوكية والعدوانية , فتجدها وكأنها دمامل ينبجس ما فيها فوق السطور. 
ولا بد للأقلام المنورة المتعلمة الواعية الخبيرة المتمرسة , أن ترشدها إلى سواء السبيل  , لأن ما تكتبه ضد المجتمع حكومة وشعبا. 
ويتوجب عليها التصدي لكتابات السوء,  التي تريد أن تحيل كل موجود فكري وثقافي ووطني إلى رماد.
لكن الحكومات الديمقراطية , معنية بالنظر فيما تكتبه الأقلام الموضوعية العلمية , التي تتصدى لحالة إجتماعية أو سياسية , وتضع الحلول الصالحة للمجتمع بكافة ألوانه وتنوعاته.
وهذه المقالات أو الدراسات صارت تحسب كغيرها , لإختلاط حابلها بنابلها.
وفي هذا خلل ديمقراطي أثيم , لأن الحكومات قد فقدت التواصل الحقيقي , ما بينها وبين أصحاب الرأي الرشيد والتصور السديد , ولهذا فهي تفقد أهم وأثمن  وأعلم مركز إستشاري.
فالمقالات الرشيدة الرصينة الواعية الوطنية الصادقة الصالحة , يجب أن يؤخذ ما فيها من الأفكار والتحليلات والإستنتاجات والتوصيات بجدية وتفهم وتفاعل إيجابي.
ووفقا لهذا , فأن الحكومات تزداد إنغلاقا وإبتعادا عن التوصل لحل أية مشكلة , لأنها تضع نفسها في صناديق الدفاعية والإسقاطية والتبريرية , والهروب من الواقع الذي عليها أن تواجهه , لا أن تتغافل عنه وتنكره.
 
فهل أدركت الحكومات أهمية الأقلام الصالحة لبناء العقل والروح والبلاد, أم انها حكومات لا تقرأ , ولا تميز الغث من السمين؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/05



كتابة تعليق لموضوع : الأقلام والحكومات!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net