صفحة الكاتب : السيد يوسف البيومي

القربان المقبول: بين الماضي والحاضر
السيد يوسف البيومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يظن البعض ومن خلال قراءته لعنوان المقالة أن الكلام مخصوص بديانة معينة أو طائفة أو مذهب، إلا أن القصد هو بالعنوان هو الأعم من كل تلك الأمور، فإن الجميع والجميع دون استثناء يصبو إلى مرضاة الله عز وجل  ويبتغي منه القربة، لذلك فإن البشر يتقربون بأعمالهم وأقوالهم زلفى إلى الله العزيز القدير..

لذلك فإننا سوف نعمل إلى تقسيم البحث إلى قسمين: القسم الأول: القربان، معناه، تاريخه، والهدف منه..

القسم الثاني: متى يكون القربان مقبولاً، وهل هناك من شروط معينة يجب أن يقوم بها المتقرب كي يكون قربانه مقبول؟! علماً إن هذا البحث لا يشمل أي دين أو طائفة أو مذهب..

ما هو معنى القربان:

القربان في اللغة: ما تقربت به إلى الله تبتغي به قربا ووسيلة. والقُرْبَانُ، بالضَمِّ، ما يُتَقَرَّبُ به إِلى اللهِ تعالَى شَأْنُهُ، تقولُ منهُ: قَرَّبْتُ إِلى اللهِ قُرْبَاناً، وفي الحديث: "صِفَةُ هذِه الأُمَّةِ في التَّوْرَاةِ: قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهم" أَي : يتقرَّبُون إِلى الله بإِراقةِ دِماءهم في الجِهاد . وكان قُربانُ الأُمم السّالفةِ ذَبْحَ البَقَر والغَنَم والإِبِلِ . وفي الحديث: " الصَّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقي، أَي أَنَّ الأَتقياءَ من النّاسِ يتقرَّبُونَ بِهَا إِلى اللهِ تعالَى، أَي: يطلُبُونَ القُرْبَ منه بها.

القربان في الإصطلاح: قال الأنصاري: " ما تقرب به من ذبح أو غيره". 

وقال المناوى: "ما يتقرب به إلى اللَّه"، ثمَّ صار عرفاً: أسما للنسيكة التي هي الذبيحة

الحدود الأنيقة ص 77 ، والتوقيف ص 578".

القربان في التاريخ:

إن الناس ومنذ القدم وبسبب عجزهم الفكري والعقلي وعدم تدينهم بأي ديانة سماوية عن فهم المظاهر الطبيعة من: الرعد، والبرق، والبراكين، والطوفان..الخ

  فقد سيطرت على البشر فكرة الخوف من الطبيعة، وكانت القرابين أو القربان التي يقدمها الناس بهدف استرضاء الطبيعة، وفيما بعد جعلوا لهذه القوى آلهة صنعتها أيديهم، حيث أن كل إله يمثل قوة من القوى الطبيعة موجودة في هذه المعمورة..

وكان الناس يقربون أي شيء  كنبات أو حيوان وفي كثير من الأحيان قد يكون القربان بشرياً وذلك خوفاً أو حباً، ويتم ذلك في أوقات محددة، قد تكون دورية أو لحدث بعينه، وعادةٍ ما يرتبط تقديم القرابين بطقوس أخرة يُجري شعائرها وفق ترتيبات معينة كاهن أو كاهنة، كما يمكن لأي شخص أن يقوم بذلك وفق لاختلاف العقائد والأحوال.

فكان المصريون القدماء يقدمون لنهر "النيل" قربان بشرياً لكي يتجنبوا غضبه و فيضانه. وقام البابليون بتقديم "قربان التكفير" الذي يكون الإنسان هو القربان. وللقربان البشري في أثينا، وغيرها من المدن اليونانية وبالذات في "عيد ترجيليا" ـ وهو عيد الإله أبولوـ  فكانوا يلقون بخطايا الجماعة ويحملوها لفرد واحد يسمى بـ "فارماكوس"، ما يعني: العقار أو الدواء، لكي يكون تضحيتهم للإله لتخليصهم من ذنوبهم وخطاياهم عنده..

 

أما عن القربان في الديانات السماوية:

كل الديانات السماوية الإبراهيمية: تذكر قصة ولدي آدم (عليه السلام) قابيل وهابيل كيف أنهما قدما قرباناً وتقبل الله من أحدهم ولم يتقبله من الأخر، وبسبب عدم تقبل قربان أحدهما كانت أول جريمة بشرية في التاريخ..

لقد ذكر العهد القديم لما شرع الله القربان: حيث جاء في سفر اللاويين 17: 11:" لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ".

ويتبين لنا من خلال هذا النص التوراتي أن لمفهوم القربان جهتان، وحسب ما يعتقد به اليهود:

الجهة الأولى: البديل: إن الانسان ـ وحسب المعتقد اليهودي والمسيحي ـ يموت بسبب الخطيئة، ولكن الله يقبل بدم القربان بديلاً عن موت الإنسان. فيكون ذلك حياة مقابل حياة، وتصبح الذبيحة تمثل قانون الخطيئة والموت والخضوع له.

الجهة الثانية: الكفّارة:  فقد جاء في الآية السابقة أعلاه: "لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ". وكلمة (يكفر) تعني (غطاء). فيكون الدم المسفوك يغطي خطيئة الانسان، وعندما ينظر الله الى الإنسان فإنه لن يرى الخطيئة بعد ذلك. سينظر الله إلى الإنسان على أنه مستقيم ومقبول من الله. وسيتم استعادة العلاقة المنتهية. ويجد الانسان مغفرة للخطيئة وعلاقة جديدة مع الله، من خلال الايمان به ومن خلال الموت البديل ودم الكفارة على المذبح. وكل هذا حسب المعتقد اليهودي والمسيحي.

من هنا فإن المسيحية أعتبرت الإنسان مذنباً ومخطئاً بطبعه، وإنه لا خلاص له من الذنب والخطيئة إلا بقوة عظمى خارجة عن طبيعته وإرادته، وتولد من هذه الفكرة فكرة الفداء أو القربان، وأن اللَّه قد تمثل في صورة إنسان، أو أنه أرسل أبنه الوحيد  وقد صلب وعذّب ليخلَّص البشر، ويكفّر عنهم سيئاتهم..

 ومن أجل هذا يطلق المسيحيون على السيد المسيح (عليه السلام) لقب «المخلَّص» ويعتبرون الخطيئة والفداء من صميم الدين والعقيدة.. وقد وصف أحدهم هذا الوضع بقوله: «لقد أصبح الدين عندنا - أي عند المسيحيين - مجسداً في الخطيئة».

 وقال آخر: "أن فكرة الخطيئة هي مخترعة، وفكرة الخلاص منها بالفداء كي تقنع من تسعى إلى تحويلهم عن دينهم ، تقنعم بأن الخلاص والعلاج موجود في جيبها".

أما في الإسلام، فإن القربان كان بالعنوان الأعم الأغلب أي بالمعنى الحرفي للكلمة وهو كل ما فيه قربة من الله عز وجل.

 لذلك انتقد الإمام علي (عليه السلام) القربان بما كان يمثله من عمل فيه شرك لله تعالى في الجاهلية، فقال:" إن القوم ـ أي المشركون ـ لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثان يقيمون لها المناسك وينصبون لها العناير ويتخذون لها القربان ويجعلون لها البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ويستقسمون بالأزلام عامهين عن الله عز ذكره حايرين عن الرشاد مهطعين إلى البعاد قد استحوذ عليهم الشيطان وغمرتهم سوداء الجاهلية".

وهنا يبين أمير المؤمنين (عليه السلام) أن القربان كان لغير وجه الله عز وجل وإنما يراد بها الأصنام غافلين عن الخاق الحقيقي والإله المطلق، وإنما هي عمل من الشيطان وغمرة الجهل..

وجاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:" كانت بنو إسرائيل إذا قربت القربان تخرج ناراً فتأكل القربان من قبل منه، وإن الله تبارك وتعالى جعل الإحرام مكان القربان". والإحرام هو أن نحرم عن كل ما هو محرم في الشرع..

 

إلا أن الإسلام لم يغفل عن القربان بالعنوان الأخص وهي الأضحية، إلا أن القربان هنا ليس له بالتكفير عن الخطايا المزمنة للبشرية، وليس لها بأن نسفك دم لنجعل الله يغض النظر عن خطاينا، بل أتى القربان تحت مفهوم مختلف تماماً:

أولاً: لقد خص الله عز وجل فئة الفقراء فهم عيال الله فمن نفعهم رضي الله عن عمله، وكما أن الله تعالى أمر الأغنياء ببذل شيء من مالهم للفقراء سواء كان نقودًا أو ملبوسًا أو حبوبًا أو ثمارًا أو أي مطعوم آخر أو مشروب كذلك أمر بإطعامهم أنواع اللحوم فإنها أشهى إلى نفوسهم وليس من السهل أن يستحصلوا على اللحوم.

ثانياً: إن الذبائح والقرابين قد تكون عقوبات أو غرامات لمن يرتكب شيئًا من الآثام أو من المنهيات فقد جعل الذبح عقوبة من قتل الصيد وهو محرم.

ثالثاً: إن الذبائح والقرابين الهدف منها أن يعتاد الناس على البذل بالمال والنفس والولد في سبيل الله فهي تذكرنا بأكبر حادثة من حوادث التاريخ والانقياد له في كل شيء، ولو أدى ذلك إلى ضياع النفس أو الولد وهذه الحادثة هي إرادة إبراهيم (عليه السلام) أن يذبح ولده طوعًا لأمر الله وامتثالا له وذلك أكبر علامات صدق الإيمان.

وبعد أن سردنا فيما يلي، تاريخ القربان والهدف منه، نأتي إلى السؤال التالي هل كل قربان مقبول؟! أو بصيغة أخرى هل كل من أراد أن يتقرب من الله بقربان ما يستطيع ذلك؟!

الجواب البديهي هو طبعاً نعم، إلا أن القربان متوقف على ما يريده الله هو نفسه أن نتقرب به إليه فهو قد جعل لنا طرقاً وأبواباً لكي نتقرب بها إليه وجعلها واضحة وصريحة لا لبس فيها وضبابية..

إذاً، كيف هو الحال لمن وجد لنفسه مبرراً لكي يقتل الناس ويستبيح الأعراض ويسفك الدماء التي حرم الله إلا بالحق..

من هنا فقد يظن البعض أننا نتكلم عن العصور الغابرة أو عن أساطير قد عفا عنها الزمن..

إن من قصدتهم هم اليهود شعب الله المختار، الذين تبيح لهم شريعتهم بأن: "الذين لا يؤمنون بتعاليم الدين اليهودي وشريعة اليهود، يجب تقديمهم قرابين إلى إلهنا الأعظم".

وتقول شريعتهم أيضاً أننا:"عندنا مناسبتان دمويتان (ترضينا) ألهنا يهوه، إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بدماء البشرية، والأخرى مراسيم ختان أطفالنا".

 وملخص فكرة (الفطيرة المقدسة)،هو الحصول على دم بشري، وخلطه بالدقيق الذي تعد منه فطائر عيد الفصح. 

وقد سرت هذه العادة المتوحشة إلى اليهود عن طريق كتبهم المزعومة بأنها من عند الرب، والتي أثبتت الدراسات أن اتباعهم لما جاء فيها من تعاليم موضوعة، كان سبباً رئيسياً للنكبات التي مُنيَّ بها اليهود في تاريخهم الدموي، وقد كان السحرة اليهود في قديم الزمان، يستخدمون دم الإنسان من اجل إتمام طقوسهم وشعوذتهم.

وقد ورد في التوراة نص صريح يشير إلى هذه العادة الإجرامية، فقد ورد في سفر (أشعيا): "أما انتم أولاد المعصية ونسل الكذب، المتوقدون للأصنام تحت كل شجرة خضراء، القاتلون في الأودية وتحت شقوق المعاقل".

بعد كل هذا، فإن أخرين يدعون الإسلام يمشون حذو النعل بالنعل على سنن بني إسرائيل يقومون الأن بتقديم القرابين البشرية إلى الله من خلال ذبحهم للأبرياء والأطفال والنساء وكل من هو مخالف لهم، والعنوان العريض لهذا الإجرام هو القربان..

فأترك الجواب للقارئ الكريم فهل يا ترى كل قربان مقبول؟!!

26/3/2013


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد يوسف البيومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/28



كتابة تعليق لموضوع : القربان المقبول: بين الماضي والحاضر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/03/30 .

شكرا اخي الطيب البيومي واشكر موقع كتابات في الميزان على التعاون .
يارب خلّص .

• (2) - كتب : السيد يوسف البيومي ، في 2013/03/28 .

إن الإنسان المنصف والذي يقبل على نفسه الانتقاد، ويعلم أنه مهما اجتهد سيبقى مقصراً، وأن هناك فوق كل ذي علم عليم، وقد أدلت علينا الأخت الكريمة والكاتبة والعالمة بالكتاب المقدس والباحثة عن الحق والحقيقة بهذا التعليق الذي أرسلته إلي برسالة خاصة، ولكن أثرت أن أنشر هذا التعليق لما فيه فائدة ولكي نغني البحث، فإننا في الأول والأخر طلاب حق وحقيقة، ونحن أبناء الدليل نميل معه كيفما يميل..
هذه المداخلة أنقلها لكم فقد كتبت الأخت ايزابيل بنيامين ماما اشوري :

لما رأيت الناس جاؤوا بحرك الطامي جئت بجرتي .
تعليقا على قولك : ((إن الناس ومنذ القدم وبسبب عجزهم الفكري والعقلي وعدم تدينهم بأي ديانة سماوية عن فهم المظاهر الطبيعة من: الرعد، والبرق، والبراكين، والطوفان..الخ
فقد سيطرت على البشر فكرة الخوف من الطبيعة، وكانت القرابين أو القربان التي يقدمها الناس بهدف استرضاء الطبيعة، وفيما بعد جعلوا لهذه القوى آلهة صنعتها أيديهم، حيث أن كل إله يمثل قوة من القوى الطبيعة موجودة في هذه المعمورة))..

القربان أثيرٌ خارجي ، استقبله مؤثر داخلي وتفاعل معه . يعني لما رأى الإنسان أن الصواعق تضرب الناس من حوله وتقتلهم ، ورأى أن الطوفان يُغرق الناس ويقتلهم . تصور أن الطبيعة تبعث له برسالة مفادها أنه لو قدم تلك الضحايا قرابين يتقرب بها للطوفان او الصواعق لما ضربته ولحادت عنه . طبعا هذا تفسير علماني ليس له علاقة بالدين .لأننا نرى ان مسألة القربان مسألة قديمة قدم الانسان على هذه الارض فابني آدم قدما قربانا وهم بعد في اطلالة البشرية الأولى كما في سفر التكوين 4: 3 ((أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ،وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ)) وهو نفسه في القرآن المقدس بقوله : ((واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر))
واما الحجة في تقديم القرابين فهي الاعتقاد بأن السرور يُصيب الرب الله عندما تصعد رائحة شحم القرابين المشوي إليه كما في سفر اللاويين 3: 12 ((أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: قُرْبَانِي، طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي رَائِحَةُ سَرُورِي، تَحْرِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ: الشَّحْمَ الَّذِي يُغَشِّي الأَحْشَاءَ، وَسَائِرَ الشَّحْمِ الَّذِي عَلَى الأَحْشَاءِ، وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى الْمَذْبَحِ طَعَامَ وَقُودٍ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ. كُلُّ الشَّحْمِ لِلرَّبِّ. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ: لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مِنَ الشَّحْمِ)) فالرب هنا يُحرم شحم النذور او القرابين لأن رائحته تعجبه كثيرا ويُسرّ بها . والقرآن المقدس ايضا أيد هذا القول كما في قوله في سورة الانعام 146 : ((وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا)).
وتقسم القرابين في الكتاب المقدس إلى ثلاث اقسام . القسم الأول نذر ملزم عيني . والثاني نافلة يتطوع بها الانسان ليتقرب بها إلى الرب كما في سفر اللاويين 7:16
((وَإِنْ كَانَتْ ذَبِيحَةُ قُرْبَانِهِ نَذْرًا أَوْ نَافِلَةً)) والثالث هو قربان السلامة او ذبيحة السلامة كما في سفر اللاويين 7: 29 ((كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: الَّذِي يُقَرِّبُ ذَبِيحَةَ سَلاَمَتِهِ لِلرَّبِّ، يَأْتِي بِقُرْبَانِهِ إِلَى الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ سَلاَمَتِهِ)) وهو عند المسلمين أن يعق الأب عن المولود الجديد كبشا لسلامته.
ولربما يكون القربان جماعيا وهو ان يتم ذبح تيس عن الشعب كله قربانا لغفران الخطايا كما في تيس الخطية المشهور عند اليهود والذي اشار له موسى حسب امر الرب كما في سفر اللاويين 9: 7 ((ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: تَقَدَّمْ إِلَى الْمَذْبَحِ وَاعْمَلْ ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِكَ ، وَكَفِّرْ عَنْ نَفْسِكَ وَعَنِ الشَّعْبِ. وَاعْمَلْ قُرْبَانَ الشَّعْبِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ)).
ولا يتوقف القربان على الذبائح ، لا بل قد يكون شيئا آخر كما في سفر العدد 31: 50 ((فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ، كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ، أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ: حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطًا وَقَلاَئِدَ))
والأنجيل يذهب بعيدا في مسألة القربان ، فهو يعتبر القربان غير كاف إلا بعد تطهير النفس من الذنوب والمعاصي كما في إنجيل متى 5: 23 ((فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ))
ولكن للاسف الشديد فإن بولص ((شاول الطرسوسي)) مسيلمة الميسحية الكذاب ابطل شريعة القربان حيث زعم أن قربان يسوع على الصليب ابطل القربان ورائحته الصاعدة للرب لأن الرب مسرور بقتل ابنه قربانا عن خطايا الناس كما في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 2 ((وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً))

دمتم.. أنتهى النقل..
أرجو أن تعم الفائدة





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net