صفحة الكاتب : حيدر محمد الوائلي

لا تجعل الأنتخابات من الباطل حق
حيدر محمد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 

الأنتخابات المحلية في العراق على الأبواب، وهي ثالث انتخابات ديمقراطية تجري في البلد الذي مزقته الحروب والصراعات والسياسات الداخلية والخارجية، فللشعب إرادة يجب أن تسمع ويُعبّر عنها بكل قوة وحرية في صناديق الأقتراع.

سلسلة مقالات في الأنتخابات، المقالة الأولى.

 

(حرروا الحرية، والحرية تقوم بالباقي) فيكتور هوغو، كاتب وشاعر فرنسي.

 

فللحرية قيود وضعوها بسياسات وتوجهات طائفية وحزبية داخلية ورغبات خارجية بالتدخل في الشأن العراقي بمساعدة لاعبين من الداخل العراقي تلبيةٌ لمصالح تلك الدول ومشتهياتها التي أرادوا بها تمزيق الشعب العراقي وتلك الحرية وتشويهها بكل الوسائل الأعلامية والسياسية والطائفية، ولكن الحرية إستمرت وأيضاً تأثرت بكل ذلك، فعلى الواعي التفكير في تحرير الحرية وجودة التعبير عن الرأي والأنتخاب.

 

لو أن مليون شخص إنتخبوا مرشحاً لكرسي الحكم والأدارة والتشريع وهو كان باطل بكل مقاييس الحق والشرف والنزاهة فلا يجعله هذا المليون حقاً ولا نزيهاً ولا نبيلاً ممن إنتخبوه عن جهل أو عن طريق كراهة بالغير فينتخب من يضده فقط لكراهة في نفسه أو ممن تم تلقينهم الأنتخابات وكيفيتها فينتخبون كائناً من كان لأن السيد قال لهم أو الشيخ أو مسؤول حزبي أو تم الدفع بهم لذلك على عمى.

 

تصبح الحرية وبال وأداة تدمير لمن لا يعرف معنى الحرية ولا يقدر قيمتها ولا يفهم كيفية التصرف في أجواءها، أو ممن يلقنوه حريته ويسيروه وفق مشتهياتهم من كتل سياسية ودينية بوسائل إغرائهم وجذبهم الديني والسياسي والأعلامي.

 

عليك التفكير قبل الأنتخاب، وأن تكون شخصياً مقتنعاً بمن تعطيه صوتك وبغض النظر عن توجهه الفئوي والحزبي والديني فكل تلك الجهات (الفئوية والحزبية والدينية) أثبتت فشلاً ذريعاً بأنتخاب بعضهم لا لكفاءة المرشح الشخصية وفكره وعزمه وإرادته وإنما فقط لأنه يتبع تيار ديني أو جهة حزبية فتم إنتخابهم لتبعيتهم تلك وليس لفكرهم وكفائتهم وإرادتهم.

 

لا تجعل الاخرين يفكرون بدلاً عنك ولتكن عندك إرادة، فكل من يلقنك ويجرك له هو يريد تلقينك، فتصبح حينها كالحمار يحمل أسفاراً.

يحملون على ظهرك أوزارهم ورغباتهم ومن ثم يتركوك في الزريبة تقبع بينما هم يتمتعون بعوائد السلطة ويديرون ظهورهم لك.

 

كانت تجربتان إنتخابيتان سابقتان في العراق وعلى الواعي التعلم من بعض الخطأ الذي وقع، وليس الفخر أن لا تسقط ولكن الفخر أن تنهض من بعد السقوط.

ينبغي التعلم من المصائب التي حصلت لدى فوز بعض المرشحين من الذين يستحقون كل إهانة في الوقت الذي بجهلهم وسوء تقديرهم أعطاهم الشعب صوتهم بكل تقدير.

 

ربما يكون شخص بذاته مستقلاً ولتاريخه الشخصي وفكره وكفائته وهو لا ينتمي لجهة دينية أو حزبية تروق لك هو أفضل بكثير من إنتخابك لشخص لا تعرفه عنه سوى أنه يتبع تيارك الديني أو جهة حزبية تروق لك، فهي جريمة بمقاييس الأرادة والحرية أن تختاره لذلك فقط.

 

وتذكر أن الحرية والأنتخابات اوصلت (زبالة) لكراسي الحكم والأدارة والتشريع بينما يقبع في منازلهم كفاءات وأصحاب فكر وعزم ممن لم يفكر بهم الشعب ملياً أما بسبب أستقلاليتهم أو لفقرهم في الدعاية الأنتخابية، أو لم يتم الأشارة لهم من قبل جهات دينية وحزبية وإعلامية للتغطية عليهم. 

 

وينبغي التذكر دائماً وأكرر...

لو أن مليون شخص إنتخبوا مرشحاً لكرسي الحكم والتشريع وهو كان باطل بكل مقاييس الحق والشرف والنزاهة فلا يجعله هذا المليون حقاً ولا نزيهاً ولا نبيلاً ممن إنتخبوه عن جهل أو عن طريق كراهة بالغير فينتخب من يضده فقط لكراهة في نفسه أو ممن تم تلقينهم الأنتخابات وكيفيتها فينتخبون كائناً من كان لأن السيد قال لهم أو الشيخ أو مسؤول حزبي أو تم الدفع بهم لذلك على عمى.

 

سيتبعها قريباً مقالة ثانية بعنوان (صوتك كرامتك فلا تهدره).

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر محمد الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/11



كتابة تعليق لموضوع : لا تجعل الأنتخابات من الباطل حق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net