صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الوحدة الإسلامية لا تعني التنازل
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يعرف المسلمون على وجه الأرض أفضل وأحب الى أنفسهم من الوحدة الإسلامية , فيها الأمن والأمان والازدهار على صعيد كافة الفعاليات وينحسر الجهل في المجتمع وتحقق الرفعة والسمو بل تسمح بتلاقح الأفكار وتبادل المعلومات وتقوية النسيج الوطني ولا تتأثر بأي انجراف ينال من ميثاقها السماوي وخصوصا أذا صدقت النية وقل التشدد  كون الدين عاطفة قلبية وليس تبادلا تجاريا يخضع للنفع  والضرر , وتختلف الوحدة الاسلامية جذريا عن الوحدة السياسية بأهدافها الدنيوية ومفهومها العصري مع عناصر تركيبها قد تتعرض لأي أزمة ضعيفة لان البناء والعقيدة فيها مصلحيا وموضعا من عقل الإنسان القابل للميول والانحراف , ولاتعني الوحدة الإسلامية التنازل عن الحقوق والأهداف الاجتماعية والاقتصادية ضمن المجتمع الواحد لان طبيعة الإسلام والدين لا يكرس التفضيل على الإفراد فيما بينهم بل يفضل المبادئ ومنها العمل على الكسل والرخاء على الشدة والجماعة على الفرد والنجاح على الفشل والاستقامة على الخيانة والسلام على الحرب ,وهنا نقطة الانطلاقة للموضوع , مايدور في بلدنا العزيز من صيحات وتجمعات ومن مسميات كجمعة الانتصار وجمعة المظلوم وجمعة التحدي جميعها لا تصب  في خدمة الإسلام , المطالبة بالحقوق المغيبة لأي إنسان في المجتمع سمح له الدستور في التعبير على أن يكون بعيدا عن تحريك غرائز ونفوس أفراد المجتمع باتجاه الشر , وعدم التأثير لحرف سلوكيات الناس عن مسارها الصحيح وشحن عقولهم باتجاه الحرب وتعطيل مصالحهم وقطع أرزاقهم , من خلال التجمعات اليومية والمستمرة لفترات طويلة , سمعت لأكثر من مرة قول السنة في العراق مهمشين وليس لهم حقوق ومظلومين وكي لا اجري مقارنة من هو المظلوم في المجتمع بدليل الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك الى منطقة العامرية واستقبلوه بهذه الكلمات حتى قاطعهم لا اسمح أن يتردد هذا القول والحق يذكر انه اعترض على هذا الكلام وضرب مثل بقوله أن أهلكم في الجنوب أكثر منكم مظلومين من جهة الخدمات والعوز , أن بعضاً من شيوخ أهل السنة في منطقة الرمادي والموصل وصلاح الدين خرجوا بإعداد كثيرة ولم نتفاجى بها يحثون الناس على المقاطعة وقطع الشوارع والتمرد على الحكومة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق السياسي , ضانين أنهم يطبقون قول الرسول محمد صلى الله عليه واله ( أعظم الجهاد كلمة حق بوجه إنسان جائر ) هل يعتقدون أن السيد المالكي جائر او ظالم , الجائر والظالم والدكتاتور لا يسمح لأي مواطن أن يتكلم عليه في الشارع أو في أجهزة الأعلام بوسائلها الثلاثة, حيثما تسير في بغداد مركز العاصمة والقريبة من سلطة القرار تجد صيحات وأمام الأجهزة الأمنية ضد المالكي من سب وشتم وبعضها شديدة لا يستحمل المواطن سماعها  ومع ذلك لم نسمع باعتقال شخص او تمت محاكمته على أساس قام بشتم أو قذف السيد المالكي , قبل فترة وإنا أتابع برنامج العمود السابع في قناة الحرة المضللة للحقيقة حول موضوع مقال لكاتبه سرمد الطائي في جريدة المدى والذي اعتبر المالكي سلطان وظالم ولا يحترم حقوق الناس ويعتقل الصحفيين ويمارس اشد أنواع المضايقات ولا يسمح بدخول الصحفيين الأجانب من خارج العراق وهنالك مئات من الصحفيين الراكنين في الحدود يستنظرون موافقة المالكي حول دخولهم  ويمنعهم كونهم لا ينسجمون مع خططه  وحسب مقاله أيضا انه سلطان زمانه ودكتاتور في قراره مع حاشيته , كل هذا الكلام بث من خلال شاشة التلفاز علما أن سرمد الطائي باستمرار يتهجم على رئيس الوزراء بشدة ويفتري عليه الكثير ولم يعجبه يوما من باب اللياقة الأدبية والاحترام ان يطلق كلمة دولة رئيس الوزراء او الأستاذ نوري المالكي , ومع كل ما قاله لم اسمع أي قوة عسكرية توجهت إليه حال انتهاء البرنامج لاعتقاله , او الرد عليه من قبل حاشيته حسب ادعائه , الحرية موجودة وتحتاج الى موازنة وصدق في الكلام ومطالب مشروعة وتوجهات عقلانية والقلم الحر لايجف طالما يكتب للحقيقة دون التشهير والافتراء, أن المناشدات في خطب الجمعة من صحن الإمام الحسين عليه السلام ومن مدينة النجف الاشرف التي يطلقها علماء الشيعة الى أهلنا في الانبار من التحكم والابتعاد عن الشعارات والبقاء ضمن سقف المطالب المشروعة والحذر من المندسين في تلك التظاهرات والزيارات التي يقوم بها رجال العشائر لاتعني الضعف او الخوف , أن الوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة حاجة أكثر من ملحة في وقتنا الراهن كونها تحقق إغراض انتصار الإسلام على الإرهاب العالمي  وتعزز موقف المسلمين وتنحسر أعمال العنف نهائيا , والحيلولة دون وقوع الفتنة الطائفية المقيتة التي أعدت وطبخت بدول الجوار ليكون ضحيتها المواطن البريء كما أن الوحدة الاسلامية تشكل منعطفا وطنيا يعجل بانجاز الخدمات وتقليص حالة الفساد وإنهاء البطالة ويقلل من احتكاك القوات الأمنية بالناس مباشرة ويزهو البلد بالخير والبركات وتنشط حالة السياحة الثقافية والدينية المورد الأول للعملة الصعبة في الدخل القومي , كذلك تعزز احترام المواطن العراقي في أي بلد يزوره , ويشار إليه بالبنان , ولا يحتاج لهذه الوحدة سوى الرجوع الى دستور المسلمين وأعظم كتاب سماوي نظم حياة الفرد مع ربه وحلقة الوصل بين السماء والدنيا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/10



كتابة تعليق لموضوع : الوحدة الإسلامية لا تعني التنازل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net